بهدف تعريف المزارعين بأهمية إضافة مياه "الجفت" إلى الحقول الزراعية وتصحيح المعلومات المغلوطة لديهم بهذا الخصوص، عاشت قرية "الهلبة" يوم الاثنين 13/12/2010 يوماً حقلياً موضوعه استخدام مياه "الجفت" للأغراض الزراعية، وذلك في قرية "الهلبة" الواقعة على بعد 12 كم جنوب شرق مدينة "معرة النعمان"، بشكل شبه افتراض بسبب ظروف الجو الماطر حيث أقيمت فعاليات اليوم الحقلي في مقر الجمعية الفلاحية في القرية.

موقع eIdleb حضر فعاليات اليوم الحقلي في قرية "الهلبة" والتقى المزارع "رشيد الحسن" والذي أقيمت المدرسة الزراعية في حقله قال: «حصلنا على معلومات هامة حول أهمية موضوع استخدام مياه "الجفت" وإمكانية تطبيقها على الأرض، وقبل هذا اليوم لم نكن نعلم بأهمية هذه المياه في المجال الزراعي والتي كنا نحسبها ضارة بالنسبة للتربة، وسنعمل إن شاء الله ومنذ هذا العام بالعمل على الاستفادة منها».

حصلنا على معلومات هامة حول أهمية موضوع استخدام مياه "الجفت" وإمكانية تطبيقها على الأرض، وقبل هذا اليوم لم نكن نعلم بأهمية هذه المياه في المجال الزراعي والتي كنا نحسبها ضارة بالنسبة للتربة، وسنعمل إن شاء الله ومنذ هذا العام بالعمل على الاستفادة منها

ويضيف المزارع "نواف العلي": «تعلمنا معلومات في اليوم الحقلي لم نكن نعرفها لا نحن ولا أجدادنا، وصححت المدرسة الزراعية التي أقيمت في القرية عبر الأيام الحقلية الكثير من المعلومات المغلوطة التي كنا نعتقد بأنها صحيحة، سواء بما يخص فلاحة الحقل أو التقليم أو تخزين ثمار الزيتون بعد قطافها، وموضوع مياه "الجفت" الذي تعرفنا عليه اليوم يقدم لنا الكثير من الفوائد حيث تعلمنا أنه يوفر علينا الكثير من الأسمدة والسقاية ويعطينا إنتاج أفضل، وبدوري سأقوم بشكل مباشر باستخدام هذه المياه في حقلي، إلى جانب نشر هذه المعلومات المهمة التي حصلنا عليها اليوم لكافة الأخوة الذين لم يحضروا معنا».

المزارع نواف العلي

المهندس "حسام النائب" تحدث عن تركيب مياه "الجفت" وأهميتها وفوائد إضافتها إلى التربة الزراعية، وعرض لبعض التجارب العالمية في معالجة موضوع مياه الجفت، وقال لموقع eIdleb بهذا الخصوص: «بدأنا بتطبيق فكرة إضافة مياه "الجفت" إلى التربة في "سورية" منذ عام 2002 وذلك من خلال مشروع ينفذ بالتعاون مع المجلس الدولي لزيت الزيتون وشاركت فيه أربع دول هي "سورية والمغرب والجزائر وتونس"، وهي مجربة في دول أخرى ولها نتائج جيدة، لكن أردنا معرفة تأثير إضافة هذه المياه على التربة وعلى خواص التربة وانعكاسها على المحاصيل والأشجار المثمرة بحسب ظروف بيئتنا وظروف التربة ومواصفاتها، فجربناه على أشجار"الزيتون والذرة الصفراء وعباد الشمس والكرمة والقمح والشعير" وكانت النتائج مشجعة وإيجابية، وهنا لابد من التأكيد على أن هذه الإضافات أي مياه "الجفت" عبارة عن إضافات عضوية جاءت من شجرة الزيتون التي بارك الله فيها ولا توجد فيها أي ملوثات أو مواد سامة ولا يمكن مقارنتها بمياه الصرف الصحي التي تحوي معادن ثقيلة وملوثات كثيرة وسامة، والجفت مادة طبيعية جاءت من شجرة الزيتون وثمار الزيتون التي خزنت المواد الغذائية التي أخذتها من التربة في الثمار ونحن نعيد ما سحبته شجرة الزيتون من التربة إلى التربة ونكون بهذا الشكل قد أغلقنا حلقة طبيعية بما يحقق الفائدة للتربة والمزارع».

بدوره المهندس "عمر بدوي" معاون رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في مديرية زارعة "إدلب" تحدث عن أهمية مثل هذه الأيام الحقلية بالقول: «في اليوم الحقلي نقوم بتطبيق تقنية ما في مراكز البحث العلمي وبعد الحصول على نتائج موثقة تماماً نتبنى هذه التقنية ونقوم بنقلها للأخوة المزارعين عن طريق القنوات الإرشادية المختلفة والتي من ضمنها هذه الأيام الحقلية، ويأتي هذا اليوم الحقلي ضمن مدرسة المزارعين التي أقمناها في قرية "الهلبة" هذا العامِ، ومدارس المزارعين هي أسلوب إرشادي جديد بدأناه في عام 2008 وفي هذا العام كان لدينا سبع مدارس مزارعين في "إدلب" منها ثلاث مدارس للزيتون وإحداها موجودة في هذه القرية، وهذه المدارس تعتمد على النهج التشاركي مع الفلاحين حيث الفلاح هو شريك معنا في اتخاذ القرار، وكان تجاوب الفلاحين في القرية ممتاز».

المهندس حسام النائب
المهندس عمر بدوي