يقوم مجبل إسفلت القياسات الواقع إلى الجنوب من طريق عام "حلب- اللاذقية" إلى الغرب من مدينة "أريحا" بحوالي /10/ كم على تزويد محافظة "إدلب" بالمادة الرئيسية المستخدمة في تعبيد الطرقات، فهو المجبل الوحيد التابع لمديرية الخدمات الفنية في المحافظة، لكن وجوده في منطقة زراعية وتصاعد الغبار الكثيف نتيجة العمليات الكيميائية أثناء تحضير الخليط الزفتي جعل المزارعين يشتكون النتائج السلبية.

السيد "معين مراد" مالك أحد حقول الزيتون المتاخمة لمجبل الإسفلت تحدث عن الأضرار الجسيمة التي ألمت بمحصوله فقال: «لم نكن نستطيع حتى التنفس نتيجة الغبار الكثيف المتراكم على الأشجار، خاصةً في فصل الصيف مع العمل اليومي المتواصل للمجبل، فكانت الأشجار مكسوة بطبقات كثيفة من الغبار، ما تسبب في موت الكثير من أشجار الزيتون والكرز، وبقيت بعض الأشجار تصارع الموت، لكن المشكلة الرئيسية تكمن في أن قرية "كفرشلاية" تقع إلى الشرق من المجبل بحوالي /500/ متر، ما شكل بؤرة للأمراض التنفسية في القرية».

من سوء حظنا أننا اخترنا هذا المكان لإقامة المنزل رغم المناظر الجميلة المطلة على الطريق الرئيسي بين "حلب" و"اللاذقية"، لكن الغبار تسببت في هجرنا للمنزل في فصل الصيف، لنعود إليه في فصل الشتاء، ومن لم يترك منزله في الصيف يبقى مع المعاناة والغبار الكثيف، لدرجة الإصابة بالتهابات المجاري التنفسية والربو

وتحدث السيد "أحمد حسين الحسن" أحد سكان القرية، والذي يبعد منزله حوالي /300/ متر عن المجبل عن المشكلات السكنية نتيجة الغبار فقال: «من سوء حظنا أننا اخترنا هذا المكان لإقامة المنزل رغم المناظر الجميلة المطلة على الطريق الرئيسي بين "حلب" و"اللاذقية"، لكن الغبار تسببت في هجرنا للمنزل في فصل الصيف، لنعود إليه في فصل الشتاء، ومن لم يترك منزله في الصيف يبقى مع المعاناة والغبار الكثيف، لدرجة الإصابة بالتهابات المجاري التنفسية والربو».

معين مراد

الحالة السيئة للمزارعين وسكان القرية انتهت مع تغيير كلي لآلات المجبل واستبداله بآخر حديث يمنع تصاعد الغبار، وعن ذلك يتحدث المهندس "محمد قرمش" مدير المجبل قائلاً: «علمنا بما يعانيه أبناء القرية من حالات صحية سيئة وضرر في الحقول الزراعية فكان الحل استبدال الآلات القديمة بحديثة تقوم بتصفية الغبار عن طريق قمصان حرارية عددها /360/ قميصاً تمتص الغبار وتطرحه في حفرة خاصة يتم ترحيلها إلى مناطق بعيدة خاصة بالقمامة بدلاً من التصفية والفلترة الرطبة التي تطرح الغبار في الجو، وانتهت المعاناة التي عاشت مع المواطنين في فصل الصيف مع النشاط الكثيف للمجبل».

وعن دور المجبل الجديد وزيادة الإنتاجية أضاف "قرمش": «إحدى المشكلات الأخرى التي قام المجبل الحديث بحلها سوء الإنتاجية الموسمية، فلأنه المجبل الوحيد التابع لمديرية الخدمات، تكون مهمته تخديم القطاعات التابعة للمديرية من طرق محلية وزراعية وسياحية وأثرية، وتقديم المجبول الزفتي لمجالس المدن والبلدات وتنفيذ الموافقات الخاصة والمتوافق عليها بعمل شعبي، فازدادت الإنتاجية من /35/ طناً في الساعة في القديم، إلى /120/ طناً في الحديث أي بنسبة /60%/، وكذلك بالنسبة لحجم الخلطة الزفتية التي لا تتجاوز /700/ كغ في المجبل القديم وصلت إلى /1500/ كغ في الحديث، وبذلك وصلت إنتاجية المجبل في عام /2010/ إلى /45278/ متراً مكعباً من الإسفلت المضغوط كرقم قياسي للعمل منذ بدايته».

قرمش

يشار إلى أن مجبل إسفلت القياسات يبدأ العمل منذ بداية شهر نيسان وحتى نهاية شهر كانون الأول من كل عام، ويتوقف عمله خلال أشهر الشتاء، ويؤمن العديد من فرص العمل الموسمية خلال نشاطه في فصل الصيف.

مجبل إسفلت القياسات الجديد