منذ القدم بذل الإنسان قصارى جهده للاستفادة بأقصى ما يمكن من مياه الأمطار، ومن ضمن خططه أنه أنشأ الخزانات السطحية ضمن الحدود التي تسمح بها إمكانياته، أما الآن وبعد تطور الوسائل والتقنيات فأصبح بالإمكان توسيعها بالمقدار المناسب.

موقع eIdleb وأثناء جولته في قرى جبل الزاوية التقى بعض المزارعين وأصحاب الخزانات السطحية الخاصة، ومنهم السيد "مصطفى قنطار" من أهالي قرية "عين لاروز" حيث قال: « لديَّ أرض تقع بمنطقة منخفضة، ويخترقها وادٍ طويل يجمع مياه الأمطار من مساحات كبيرة ، وينتهي على مسافة 2 كم بفتحة بالأرض، وعندما تهطل الأمطار بفصل الشتاء تجري المياه لتصب بهذه الفتحة دون أن يستفيد منها أحد، فقمت بإنشاء خزان سطحي بهذه الأرض، يتسع بحدود 15 ألف م3، أقوم بري حقولي منه، وما يفيض عن حاجتي أبيعه للتعويض عن نفقات الحفر ونقل التراب، علماً أنني استفدت من التراب المحفور باستصلاح أراض جديدة كانت وعرة، وتصل مساحة الأراضي التي يخدمها الخزان إلى حدود 15 هكتارا مزروعة بأشجار الزيتون والكرز، ومن إحدى تجاربي أنني وضعت فيه بإحدى السنين سمكا من النوعية الجيدة وقد استفدت منه استفادة لا بأس بها، وما شجعني على هذا المشروع هو مركز التنمية الريفية الذي قام بتوسيع عدة خزانات سطحية قديمة أثبتت جدواها فعلاً».

نحن لدينا خطة بالخزانات التي سيتم توسيعها بالتنسيق مع دائرة الموارد المائية، فهناك حالياً 12 خزانا سطحيا في محافظة "إدلب" قيد التنفيذ بحيث تكون مؤهلة بنهاية عام 2011 م

الأستاذ "علاء الموسى" رئيس مركز الدعم الفني في "ابلين" تحدث عن جهود المركز في الاستفادة من مياه الأمطار وخدمة الزراعة بالقول: «من خلال جولاتنا بقرى المنطقة ولقاءاتنا مع الأهالي ومطالبهم، لاحظنا أنه من الممكن توسيع بعض الخزانات السطحية القديمة لتتسع كمية أكبر من مياه الأمطار، وبالتالي الاستفادة منها على نطاق أوسع، وفعلاً تم التنسيق مع دائرة الموارد المائية حيث وضعت دراسة تشمل 11 خزانا سطحيا في محافظة "إدلب" تم تأهيلها بشكل كامل، أربعة منها تابعة لمركز "ابلين" وهي الخزان "الأحمر" في قرية "الموزرة"، والخزان "الأسود" في قرية "كنصفرة"، وخزان "بسامس"، وخزان "بليون" الأثري الذي تم توسيعه لتصبح سعته 40 ألف م3 وقد استفاد منه الأهالي بشكل كبير، حيث تم تركيب مضَّخات عليه لضَّخ المياه إلى خزانات صغيرة ضمن الأراضي الزراعية المجاورة ثم ري المحاصيل عن طريق التنقيط، كما استفاد منه مربو الماشية فقد كان قديماً يجف بمنتصف الصيف، أما الآن فسعته تضاعفت أكثر من النصف وتسمح له بالبقاء طويلاً».

عبد الحميد ياسين

وعن إمكانية توسيع خزانات أخرى يضيف "الموسى" قائلاً: «نحن لدينا خطة بالخزانات التي سيتم توسيعها بالتنسيق مع دائرة الموارد المائية، فهناك حالياً 12 خزانا سطحيا في محافظة "إدلب" قيد التنفيذ بحيث تكون مؤهلة بنهاية عام 2011 م».

المزارع "عبد الحميد ياسين" من أهالي قرية "الموزرة" حدثنا قائلاً: «قبل توسيع الخزان "الأحمر" كانت المياه تصل إلى منتصف الصيف وتجف وتبقى المزروعات دون ري وتعود المواشي للقرية لسقايتها، أما الآن وبعد التوسيع فقد أصبح بالإمكان ري المحاصيل بأي وقت لكون سعة الخزان تضاعفت، كما يمكن سقاية المواشي وهي بمراعيها دون الحاجة لذهابها إلى القرية».

خزان بليون

الشاب "محمد اليوسف" تحدث للموقع قائلاً: «نشعر بارتياح كبير عندما نجلس بالقرب من مياه الخزان فنحن معتادون منذ الصغر على المجيء إلى هنا، فمعظم أفراد القرية تعلموا السباحة بالخزان، والآن نحن نخرج كل أسبوع تقريباً للجلوس هنا حيث المنظر الجميل والمكان الهادئ الذي يحمل لنا ذكريات الطفولة».

محمد اليوسف وأصدقاءه