خمسة تجمعات أثرية سورية في "إدلب" أضحت على لائحة التراث العالمي تمتاز بغناها الحضاري ومعالمها التاريخية الدينية التي يرقى معظمها إلى العصور الكلاسيكية.

«تحتضن المواقع الأثرية المدرجة أكثر من /80/ موقعاً أثرياً في حالة حفظ استثنائية في منطقة تعاقبت عليها الأجيال وما تزال الحياة مستمرة فيها إلى الآن، كما أن المنطقة المدرجة أو ما يسمى "الكتلة الكلسية" أو "المدن الميتة" تعتبر أكبر منطقة تجمع أثري في العالم، وهي تحوي أكثر من /700/ موقع ومعلم أثري، إضافةً لكونها تتميز بمشاهد أثرية خلابة، وتقدم نماذج عن حياة حضارية تعاقبت عليها المنطقة خلال فترات زمنية قديمة، ومعظم المواقع في تلك المنطقة تشتهر بالطابع الديني المتميز خاصةً في العصر الكلاسيكي، أي في العهدين "الروماني" و"البيزنطي"، هذه المواقع تضم تجمعات "البارة"، و"المعرة"، و"باريشا"، و"الأعلى"، و"الوسطاني"».

تم تأسيس مكتب لإدارة التجمعات الأثرية، سيقوم على إعداد مشاريع وخطط لتنمية السياحة فيها خلال الأعوام القادمة، وإقامة منشآت خدمية تعنى براحة السائحين، وتقدر مشاريع الخدمة بحوالي /18/ مليون ليرة سورية تضم خدمات البنية التحتية

هذا ما ذكره الدكتور "مأمون عبد الكريم" رئيس قسم الآثار بجامعة "دمشق" حول الأهمية العلمية والتاريخية لهذه المواقع. وأضاف: «تمثل هذه المنطقة من الكتلة الكلسية أو ما يعرف بالمدن الميتة متحفاً أثرياً طبيعياً، يستطيع من خلاله الزائر التعرف على عدة حضارات قامت خلال فترات متلاحقة على هذه الأرض، وبقيت معالمها في حالة جيدة من الحفظ، كما أن القرب الشديد بين المواقع يجعلها ذات صبغة حضارية متشابهة المعالم، رغم أن لكل موقع ما يميزه عن الآخر».

سرجيلا

وحول تفصيلات تلك المواقع الأثرية تحدث الأستاذ "حازم جركس" رئيس مكتب إدارة التجمعات الأثرية في "إدلب" ورئيس قسم المباني بدائرة الآثار فقال: «إن تجمع "جبل الزاوية" الواقع إلى الجنوب من "أريحا" يضم الكثير من أمهات المواقع الأثرية السورية، فمن "البارة" إلى "سرجيلا"، بين الكنائس والمدافن الهرمية والحمامات الرومانية والأديرة والمغارات، إضافةً إلى القصور والمباني الطابقية في كل من "مجليا" و"بترسا" و"بعودا" و"بشلا" و"وادي مرتحون"، وغيرها من المواقع الكثيرة الأخرى».

وأضاف "جركس": «أما التجمعات الأخرى إلى الشمال والغرب من "إدلب" فهي تحتضن مواقع يغلب عليها الطابع الديني، وفي مقدمتها كنسية "قلب لوزة" التي أضحت لغزاً يطرق العقول بتفردها المكاني وجمالها من الداخل، وعمرها الذي يجعلها من أقدم الكنائس على وجه الأرض».

الأستاذ حازم جركس

وحول مشاريع إدارة التجمعات الأثرية قال "جركس": «تم تأسيس مكتب لإدارة التجمعات الأثرية، سيقوم على إعداد مشاريع وخطط لتنمية السياحة فيها خلال الأعوام القادمة، وإقامة منشآت خدمية تعنى براحة السائحين، وتقدر مشاريع الخدمة بحوالي /18/ مليون ليرة سورية تضم خدمات البنية التحتية».

يشار إلى أن التجمعات الأثرية التي سجلت على لائحة التراث العالمي في كل من "جبل الزاوية"، و"الوسطاني"، و"الأعلى"، و"باريشا" كانت قد أدرجت على لائحة التراث الوطني بقرار من رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 31/1/2010.

من زخارف البارة الرومانية