أقام مشروع "مدى" الثقافي في "اللاذقية"، المعرض الضوئي الذي حمل عنوان: "رحلة ضوء"، بمشاركة فنانين قدموا من أغلب المحافظات السورية والمغترب، حرصوا من خلاله على تقديم لقطات من الطبيعة الحية وتجسيدها كلحظات ضوئية خالدة في لوحات فنّيّة تثري الثقافة البصرية.

مدوّنة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 11 تشرين الثاني 2018، معرض "رحلة ضوء"، والتقت بعض الفنانين المشاركين، فتحدث الفنان "نضال أحمد خليل" (مصور ضوئي) من مدينة "الدريكيش"، وعضو في فريق "مدى" الثقافي، قائلاً: «أشارك بخمسة أعمال توثيقية تحمل المعاني المختلفة، حيث الأمل، وهجرة التراث، والتمرد على الواقع، وبعض المناظر الطبيعية، وتعدّ الصورة الفوتوغرافية بالنسبة لي هي الفنّ الأكثر صدقية من أي فنّ آخر، وله رسالته الخاصة، فهذا الفنّ تجسيد وتوقيف للحظة إلى أمد لا متناهٍ، يحمل صدقية الظروف والمناخ والتكوين بكل معطياته.

هي المشاركة الأولى لي في معرض، حيث تضيف هذه المشاركة أهمية وفائدة إلى مسيرتي الفنية من خلال التعرّف إلى المصورين الفنانين من المحافظات المختلفة، وفرصة للاطلاع على تجاربهم، وأعرض خمس لوحات ضوئية

وهذا النوع من المعارض يعيد إلى الفنّ الفوتوغرافي الألق وجمهوره الكبير، ونحاول الابتعاد عن صور الحرب والدمار ونشر ثقافة الجمال، فنحن صناع الحياة ورواد الجمال، ونحن الألف والباء للوجود والحضارة. وبمشاركة فنانين سوريين من أنحاء "سورية" والمغترب نمثّل نقطة استقطاب لكل الفنانين في العالم، ومشروع "مدى" الثقافي سبّاق بمعرض ضوئي مستقل عن الفنون ومتنقل بين المحافظات».

نضال خليل

المدرّس "عبادة جاموس" من "اللاذقية" وجد في المعرض بعداً فنّيّاً واجتماعياً، ويقول: «تحضر العادات والتقاليد القديمة في القرية وطقوس المجتمع السوري في إحدى لوحاتي، كما جسدت في اللوحة الثانية بعض مكنوناتي الداخلية إشارة إلى ما أحبّه في الطبيعة، فقد بدأت رحلة الضوء عام 2011 برد فعل إيجابي على مناظر الحرب وإزاحتها بصور الطبيعة التي تحمل الجمال، وهناك تسليط للضوء على الطبيعة في معظم الأعمال المشاركة في المعرض، وهذا دليل التواصل الدائم بين الإنسان والطبيعة، حيث نأخذ الفنّ من الطبيعة ونعكسها من خلال رؤيتنا لها. ويحمل التنوع في المعرض أهمية من الجانبين الفنّيّ والاجتماعي؛ فالأعمال الفنيّة في المعرض أخذت طابعاً جمالياً خاصة بعد الأزمة، نجد المتلقين بحاجة إلى الإشباع البصري وجمال الألوان والفنّ الجميل بأنواعه، ومن الناحية الاجتماعية كان فرصة لتبادل الخبرات والتواصل والتعارف على مستوى أوسع بين الفنانين والمتلقين».

كما أن هناك بعض الفنانين يشاركون للمرة الأولى، يقول "حسن هيثم عباس" القادم من محافظة "طرطوس": «هي المشاركة الأولى لي في معرض، حيث تضيف هذه المشاركة أهمية وفائدة إلى مسيرتي الفنية من خلال التعرّف إلى المصورين الفنانين من المحافظات المختلفة، وفرصة للاطلاع على تجاربهم، وأعرض خمس لوحات ضوئية».

عبادة جاموس

فيما يجد الدكتور "حسان مليكي" في الصورة استمرارية لهوايته، ويتحدث عن مشاركته قائلاً: «مشاركتي استعادة لموهبة بدأت قبل عشرين عاماً، فالصورة هي ما سيبقى لي في آخر العمر، وهي التي لا تموت، وأحرص على استمرارية هذه الهواية من خلال المعارض وغيرها من اللحظات التي تحيي الصورة. أعرض مناظر طبيعية وبورتريه في خمس لوحات، والمعرض لقاء جمعتنا من خلاله حالة الضوء والصورة وتبادل خبرات الثقافة البصرية».

أما "رامز حسين" مدير مشروع "مدى" الثقافي، فتحدث عن المعرض والمشاركين فيه قائلاً: «يشارك في معرض "رحلة ضوء" الخاص بالتصوير الضوئي فنانون ومصورون ضوئيون من محافظات سوريّة مختلفة، كما تحمل اللوحات شيئاً من روح الفنان وثقافة مجتمعه عبّر عنها بلقطاته، ويبلغ عدد الفنانين المشاركين خمسة عشر فناناً من "حمص" و"دمشق" و"اللاذقية" و"طرطوس" و"جبلة" و"السقيلبية" و"دير الزور" و"الدريكيش" والمغترب، حيث تمّ عرض ستين لوحة، وحرصنا أن نحقق شعار مشروع "مدى" بجمع السوريين من كل مكان».

رامز حسين

يُذكر، أن معرض "رحلة ضوء" الذي يقيمه مشروع "مدى" الثقافي، يستمر من 11 ولغاية 15 تشرين الثاني 2018 بالمركز الثقافي بـ"اللاذقية"، والفنانون المشاركون هم: "فريد ظفور"، و"عبادة جاموس"، و"نضال خليل"، و"حسان مليكي"، و"لينا كنامة"، و"وائل العثمان"، و"حنا إبراهيم وسوف"، و"جعفر صالح رجوب"، و"بهاء أحمد"، و"مجد سمير خريما"، و"حسن عباس"، ومجد توفيق محمود"، و"إحسان مصري زاده"، و"لمى الحسنية"، و"طارق ظفور".