اتصال هاتفي جعل منه مطرباً هاماً على خارطة الطرب الأصيل وهو في الخامسة عشرة من عمره، تتلمذ على يد عمالقة الفن والموسيقا في المحافظة "محمود عجان"، وقد اعتبره الأستاذ "جبرائيل سعادة" جزءاً لا يتجزأ عن نجاحه فهو بحسب وصفه خلقَ فنَّه.

مدونة وطن eSyria التقت الفنان "خليل صفتلي" بتاريخ 1/12/2012 حيث قال: «ولدت في حي كله من عشاق الموسيقا مقسم بين المستمع الجيد والمحترف والعازف المبدع والمطرب الأصيل، وما أكثر ما سمعت منهم فأصبحت أردد خلفهم، وأصبح الناس يسمعون صوتي وأنا طفل صغير لكن دون أن يأخذ الأمر أهميةً، وفي سن الخامسة عشرة كنت أعمل في صيانة الذهب وأثناء عملي طلب مني أن أُسمع الباحث والموسيقي الراحل "جبرائيل سعادة" صوتي عبر الهاتف فقمت بذلك وغنيت له أغنية "اسقي العطاش" فطلب مني زيارته على الفور، ومنذ تلك اللحظة بدأت أتعلم الموسيقا والغناء على يده وفي كل أسبوع كان يعلمنا موشحاً وثلاثة أدوار. وفي تلك المرحلة كنت أتدرب وأتعلم برفقة الكثير من الأصدقاء الذين أصبحوا أسماءً مهمة فيما بعد مثل: سمير الزوزو "عود"، وليد مرتضى "إيقاع"، خليل كدي "ناي"، زهير خليل "كمان"، سمير صبيح "كمان"».

خلال تدربي مع الراحل "جبرائيل سعادة" امتلكت ثقة كبيرة بنفسي وتمتعت بجرأة منقطعة النظير ووصلت إلى اللحظة التي أصبحت قادراً فيها على إعلان نفسي مطرباً يمتهن الأصالة، ويتخصص بالقدود والموشحات والأدوار وتراث اللاذقية، وتنقلت بين المحافظات السورية ووصلت إلى لبنان وأقمت العديد من الحفلات هناك

في تلك المرحلة كنا فقراء فيما كان "جبرائيل سعادة" رجلاً غنياً مقتدراً ففتح لنا منزله للتدرب ليل نهار باشراف الفنان "محمود عجان" ووضع بين يدي كنزاً من العلوم الموسيقية بقيت أنهل منه حتى عام 1973، وحينها كنت قد أكملت تعليمي وأصبحت قادراً على الغناء بمفردي وتشكيل فرقة موسيقية، وكانت أول حفلة لي على شاطئ البحر مقابل فندق "جمال"».

تخصص "صفتلي" بالطرب الأصيل وغنى القدود والموشحات والتراث اللاذقاني، وهو يتحدث عن خطواته الأولى واحترافه للغناء بالقول: «خلال تدربي مع الراحل "جبرائيل سعادة" امتلكت ثقة كبيرة بنفسي وتمتعت بجرأة منقطعة النظير ووصلت إلى اللحظة التي أصبحت قادراً فيها على إعلان نفسي مطرباً يمتهن الأصالة، ويتخصص بالقدود والموشحات والأدوار وتراث اللاذقية، وتنقلت بين المحافظات السورية ووصلت إلى لبنان وأقمت العديد من الحفلات هناك».

وتابع: «لقد كان جمهور اللاذقية عاشقاً لهذا النوع من الفن، وكان للطبقة الوسطى دورٌ كبير في اتساع دائرة الفن وتتالي السهرات الطربية على شاطئ اللاذقية حتى وصل عدد الحفلات في مرحلة من المراحل إلى عشرين حفلة في الشهر، وقد كانت القيمة المادية للسهرات والحفلات الفنية قليلة وفي متناول الجميع، وقد حافظ هذا الفن على انتشاره حتى تسعينيات القرن الماضي، وحينها بدأت موجة الفن الجديد الذي أعتبره فناً هابطاً، وللأسف كان في ذلك تراجع واضح للطرب الأصيل. هذه الموجة لا يمكن الوقوف بوجهها فهي اليوم قادرة على جرف الجميع لذلك علينا السعي قدر المستطاع للحفاظ على مكتسباتنا من هذا اللون التراثي الأصيل وتوثيقها وتدوينها لأنه سيأتي اليوم الذي يعود فيه الجمهور إليها وسيستمع لها باحترام».

الفنان "صفتلي" يرفض ما يسمى تطوير التراث ويقول: «التراث صعب جداً والعمل على تقديمه أمر من شأنه أن يصقل الموهبة وينميها نظراً لطبقات الصوت التي يحتاجها غناؤه وتنوعه وما إلى ذلك، لكن هذا التراث ليس بحاجة إلى تطوير ولا إلى تحديث وإدخال أشياء جديدة إليه، التراث هو التراث وبدل أن يتفنن البعض في تعديله لماذا لا يبتكرون شيئاً جديداً، التراث الأصلي أفضل من المحدث وهو لن يموت».

غنى الفنان إلى جانب فرقة موسيقية ضمت عازفين من اللاذقية وغيرها ومنهم: "حسان تناري، وحيد سقا، جان بتراكي، عبدو بوشي، عبدو حكواتي، محمد دقنون، صافي زعرور، حسن طحان، أديب ذكور، نعيم اختيار"، والفرقة شكلت في العام 1974 وضمت العديد من موسيقيي "اللاذقية"، وفي بعض الأحيان كان ينقصنا عازفون فكنا نستعين بأصدقائنا من خارج المحافظة لإكمال اللوحة التي تجسدها فرقتنا الموسيقية، لقد كانت مرحلةً رائعة لا يمكن نسيانها وعندما أذكرها أشعر بالفخر وأتمنى أن تعود».

الباحث والمؤلف "زياد عجان" قال: «"خليل صفتلي" قيمة فنية كبيرة، وكباحث موسيقي أدرك جيداً هذه القيمة واعرف مكامن الإبداع لديه، فهو أحسن من يغني مقام النهوند في الوطن العربي كافة، لأن مقام النهوند العربي يختلف عن المينور الغربي، ولديه امكانات هائلة جداً وقد غنى من أهم ادوار "سيد درويش"، لقد كان له دور كبير في غناء الادوار التراثية والحفاظ عليها للأجيال اللاحقة علماً أنه لم يستطع أحد أن يسير في خطه في كل محافظة اللاذقية، لكنه لم يأخذ فرصته بالشكل الصحيح وكان يستحق أكثر من ذلك بكثير ولو أضيء عليه إعلامياً بالطريقة الصحيحة لكان له اسم فني يرن في كل انحاء الوطن العربي».

ولده عازف القانون "كمال صفتلي" قال: «أبي يعشق الفن عموماً والطرب الأصيل خصوصاً، والعلاقة بينه وبين الفن هي علاقة روحية بكل ما للكلمة من معنى فهو يغني في كل الأوقات ويغذي روحه بالموسيقا، منذ كنت صغيراً وأنا أستيقظ على أنغام الفنان "وحيد السقا" وهو يعزف على آلة القانون وبجانبه والدي "خليل الصفتلي" يغني أجمل أغاني الطرب الأصيل التي لم تفارقه يوما ًولم يتخل عنها يوماً، فهو اختص بالطرب الأصيل في حياته ورفض أن يتخلى عنه تحت أي ظرف لدرجة أنه في الفترة الأخيرة كان ينظر بحزن إلى تراجع الفن الأصيل وتقدم الأغاني الهابطة».

الجدير بالذكر أن الفنان "خليل صفتلي" عضو في نقابة فناني سورية منذ عشرين عاماً.

له مشاركات عدة أهمها "مهرجان إحياء التراث، مهرجان درعا التراثي، مهرجان الأغنية السوري، مهرجان المحبة، مهرجان السياحة السوري".