يطوّع الفنان "سماك محمد" الأسلاك الصامتة ويعطيها روحاً نابضة بفنّه، حيث تنبعث الحياة في منحوتاته وتنطق جمالاً نسجه بأدواته البسيطة وأصابع يديه التي ألفت الأسلاك وتشكيلها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 أيار 2019، مع الفنان "سماك محمد"، فتحدث عن بداياته الفنية قائلاً: «بدأت اهتماماتي الفنية منذ الطفولة وتُرجمت بعد مشاركتي وحصولي على الريادة بالرسم في معسكر الطلائع، حيث بقيت أرسم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فقد كنت أرى حالة فنية في كل شيء في محيطي، كما كانت لديّ تجارب نحتية في صغري، وكان يستهويني كل ما يتعلق بالفنّ من موسيقا ورسم ونحت وسينما».

بدأت اهتماماتي الفنية منذ الطفولة وتُرجمت بعد مشاركتي وحصولي على الريادة بالرسم في معسكر الطلائع، حيث بقيت أرسم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فقد كنت أرى حالة فنية في كل شيء في محيطي، كما كانت لديّ تجارب نحتية في صغري، وكان يستهويني كل ما يتعلق بالفنّ من موسيقا ورسم ونحت وسينما

وعن تجربة النحت بالأسلاك أو التشكيل بالأسلاك المعدنية يقول: «شعرت منذ خمسة أعوام بأن شغفاً بالفنّ أخذ يكبر وأصبح ملاذاً بالنسبة لي وكينونة لعالمي الخاص؛ حتى إنني في أحد الأعوام كنت أصل الليل بالنهار وأعمل لساعات طويلة أجرّب وأتعلّم وأفشل وأنجح، وكانت لديّ المساحة والشغف حينئذٍ لملء وقتي بهذا الفن المختلف عن غيره بأدوات بسيطة ومتوفرة، كما أستقي أفكاري من فنانين عملوا بهذا الفنّ، وأعتمد التغذية البصرية وأخزّنها في ذهني وأوظّفها في المجسمات والمنحوتات، ففي البداية أخذت التجريب ثم شغفت بمكنونات الأسلاك والأحجار الكريمة ومزجهما والآن أصبح يكبر ويتطور، ولم أخرج موهبتي للضوء طوال السنوات السابقة إلى أن شاركت هذا العام بمعرض مهرجان "أرسم حلمي" الخامس، حيث كانت المرة الأولى التي يرى بها الناس أعمالي، وبالمصادفة تعرّفت إلى الفنانة "هيام سلمان" ورأت أعمالي ودعتني للمشاركة».

من أعماله

تنوّعت منحوتات الفنان "سماك محمد"، ولم يكتفِ بالأسلاك، بل أدخل الأحجار الكريمة والكريستال معتمداً الطريقة اليدوية، ويتحدث قائلاً: «برزت الطبيعة ومكوناتها والمرأة والجداريات والإكسسوارات ومنحوتات الزينة والديكور في أعمالي، وحاولت إدخال الأحجار الكريمة بإتقان في المنحوتات بانسجام بلغ حدّ التماهي مع الأسلاك، أشكّل أعمالي بحبّ وشغف، وتنشأ علاقة روحية بيني وبينها، خاصة أنني أشتغلها يدوياً فتأخذ طابعاً جمالياً عميقاً، وأمنح تفاصيلها الدّقّة والتنسيق حتى تبدو روحاً واحدة؛ وبذلك أصبح عملي الصديق الأقرب على الرغم من المعوقات الحياتية».

الممثّلة "رهام التزة" تقول عن "سماك": «وجدت أعماله مميزة، ولم أجد من يعمل مثله في "سورية"، فقد اختار النحاس إضافة إلى المعادن الأخرى، ويصمّم نماذج معينة بتقنية عالية ومختلفة، ويتميز بالألوان والمواد التي يستخدمها كالأحجار الكريمة، ويمزجها مع النحاس بإبداع، ويعطيها الطابع القديم الذي يذكرنا بالماضي والتراث بتقنية وإتقان بالعمل حين يلفّ النحاس ويناسب تداخله مع الحجر، ويخلق حالة انسجام بينهما بطريقة يدوية، كما أن أفكاره وقصصه خلاقة على الرغم من أنه يتعامل مع مادة غير مرنة، إلا أنه يطوّعها بطريقة فنية جذابة وأفكار غنية، ونقارب في النقاش حول أي منحوتة بين تصوري وتصوره ويضيف لمسته الفنية إليها، فقد اقتنيت من قطعه المميزة، فهو يعطيها روحاً ملأى بالحياة وحضرت معرضه، فوجدت كل عمل له تفاصيله التي تجذب للإحساس بالإبداع والجمال».

هيام سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية أرسم حلمي الفنية

أما الفنانة التشكيلية "هيام سلمان"، فتتحدث عن معرفتها به كفنان ومشاركته في فعاليات جمعية "أرسم حلمي" الفنية قائلة: «تعرّفت إلى أعمال الفنان "سماك" بالنحت بواسطة الأسلاك عن طريق صفحته على "الفيسبوك"، ولفتني بعد التحدث إليه أنه فنان يتمتع بشغفه الواضح بمجاله الفنّيّ وحرصه على القيمة الفنية الكبيرة والدّقّة والإتقان بكل عمل ينجزه.

ولأننا في جمعية "أرسم حلمي" الفنية كنا نبحث عن النوعية المميزة للأعمال الفنية التي ستشارك في معرض الأعمال اليدوية في مهرجان الجمعية التشكيلي الخامس؛ قمنا بتوجيه دعوة له للمشاركة معنا، وقد لبّى الدعوة مشكورا،ً وأغنى بحضوره المميز وأعماله القيمة معرض الأعمال اليدوية، وبالاطلاع على المزيد من أعماله الفنية والحوار حولها تجلّت أكثر فأكثر روح الفنان المبدع العاشق لكل قطعة أبدعتها يداه بكل حبّ وصمت وهدوء بعيداً عن أي ضجيج، وأتمنى أن تأخذ أعماله الفنية مكانتها التي تليق بها في عالم الفن التشكيلي في "اللاذقية"، لتنتشر في كل "سورية" لأنها تستحق الاهتمام».

سماك محمد في معرض أرسم حلمي

يُذكر، أن الفنان "سماك محمد" من مواليد "اللاذقية"، عام 1985.