كان للفنان "جرجس جبارة" جولات من التّحدي ما بين متابعة دراسته بكلية الهندسة الزراعيّة، وتأسيس ثقافته المسرحية من المسرح وما له من كتب وأبحاث، ليتسع بذلك أفق نظرته لهذه الخشبة، فجعلت من عروضه المسرحيّة عروضاً ذات علاقة فكريّة وفنيّة معاً، وثبّتت وجوده على مستوى البلاد كلها.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيلول 2020 تواصلت مع الفنان "جرجس جبارة"، وتتبعت رسم خطوط حياته ومستقبله وسمعته حيث قال: «في "اللاذقية" عام 1945 ولدت في كنف عائلة بسيطة، وبجو المحبة والسّلام تربيت، تعلمت من والداي العمل والمثابرة، حرصت وأخوتي الثّلاثة على تلبية رغبتهما في متابعة تحصيلنا العلمي، فكان لأختي أن درست في كلية العلوم الطبيعية، والأخرى أهلية التّعليم الابتدائي، ودخلت وأخي كلية الهندسة الزّراعيّة في أول سنة افتتاح لها بجامعة "اللاذقية"، وحصلنا على بكالوريوس العلوم الزّراعية ودخلنا مجال الوظيفة. أما حضور موهبة التّمثيل لدي فأعتقد إنه يعود لأسباب عدة تبدأ من أيام الطفولة وللأوقات التي كانت تسبق موعد نومنا؛ حيث كان الوالد يعرض علينا الحكايات خيالاً لـ"كركوز وعيواظ" على الحائط، وهناك أيضاً ما كنت أمارسه من تقليد لوالدي بعد ارتداء طربوشه خفّية، وتقليد ضيوفنا، وكذلك ما كنت أمارسه في الصّيف من استعراض لإعلانات الأفلام المنشورة بالصحف التي اقتطعتها ورتبتها على لوحات، ومن خلفها أعيد تمثيل لقطات ترويجها أمام أخوتي والأهل والأقارب، وكان لوسائل تسليتنا الرّاديو والسّينما التي كنا نرتادها ايام الأعياد دوراً مهماً في رسم خيال الموهبة لدي، وأول موقف تمثيلي مارسته كان في الحفل الفني نهاية الصّف السادس».

بدايتي كانت مع شركات الإنتاج التي جاءت للتصوير بأستوديو "المدينة الرّياضية" في "اللاذقية"، وفي عام 1989 شاركت بالسهرات التّلفزيونية التي بدأتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أما عن الانطلاقة الفعليّة فكانت مع الفنان "أيمن زيدان" حيث اختارني لسهرة تلفزيونية بدور رئيسي، لتتوالى الأعمال بعدها وتتنوع، فكان منها "سلسلة النّجوم"، و"ضيعة ضايعة"، و"مسافة آمان" وهناك ثمانية أعمال سينمائيّة لمخرجين مهمين على مستوى "سورية" والعالم العربي، من أهمها "الشراع والعاصفة"، و"صديقي الأخير"

ويتابع: «في الثانوية العامة شاركت بحفلات السّمر والمسرحيات التي أقامها "اتحاد شبيبة الثورة"، وفي الجامعة انتسبت إلى فرقة "المسرح الجامعي"، وعملت في مسرحية "الفرافير" للدكتور "يوسف إدريس"، من إخراج "يوسف كركوتي"، وكان لها الصّدى الكبير، وقبل التّخرج من الجامعة شكلت ومجموعة من الزملاء فرقة "المسرح العربي" التّابعة للمركز الثقافي العربي في "اللاذقية"، واشتركنا بمهرجانات الهواة السّنوية التي أعطتنا الفرصة الكبيرة بالتعرف على الكثير من الفنانين مثل "أيمن زيدان"، و"نجاح سفكوني" وغيرهم، وكان لنا فيما بعد الانطلاق بهاجس آخر غير التّمثيل وهو إعطاء عملنا المسرحي أبعاداً أخرى برسم هدف معين يتجسد في عروضنا المسرحية».

الفنان حسين عباس

وعن عمله في التلفاز قال: «بدايتي كانت مع شركات الإنتاج التي جاءت للتصوير بأستوديو "المدينة الرّياضية" في "اللاذقية"، وفي عام 1989 شاركت بالسهرات التّلفزيونية التي بدأتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، أما عن الانطلاقة الفعليّة فكانت مع الفنان "أيمن زيدان" حيث اختارني لسهرة تلفزيونية بدور رئيسي، لتتوالى الأعمال بعدها وتتنوع، فكان منها "سلسلة النّجوم"، و"ضيعة ضايعة"، و"مسافة آمان" وهناك ثمانية أعمال سينمائيّة لمخرجين مهمين على مستوى "سورية" والعالم العربي، من أهمها "الشراع والعاصفة"، و"صديقي الأخير"».

الفنان "حسين عباس" تحدث عما يجمعه بالفنان "جرجس جبارة" فقال: «منذ طفولتي أحببت المسرح، وواظبت على حضوره في المركز الثقافي القديم، فعرفت الفنانين عن قرب وأحببتهم، إلا أن حضور الفنان "جرجس جبارة" لدي كان له وقع مختلف بما لديه من شكل وشخصية وأداء وعفوية، والحظ الحسن جمعني مع هذا الفنان لأقف أمامه في بعض الأعمال التّلفزيونيّة، دون أن يكون لي هذا الحظ في المسرح، لقاءاتنا تجاوزت العمل وتطورت لتأخذ مكاناً سامياً يصل لمرتبة الصديق الوحيد والأخ الكبير باحتوائه ومساعدته لي، عرفت فيه عفوية تمكّنه من امتلاك أي دور يسند إليه، فمن لحظة استلامه نص العمل يقرأه بعناية، ويدقق في تفاصيله، ويفرغ مشاهده، ويحضر ويبحث بمفردات شخصيته وأدواتها، تعلمت منه كل هذه التّفاصيل، وكذلك الصدق وجدية العمل والاهتمام والبحث كما كل فناني الزمن الجميل.

من فيلم درب السما للمخرج جود سعيد

ضمن العلاقة التّشاركيّة التي تجمع الفنان "جرجس جبارة" بفنه الذي أعطاه متعة الحياة وثروة الحضور المتميز بين الناس، تتلمس شفافية تجسيده لأدواره، واجتهاده في تقديمها بكل ما لديه من طاقة ومعرفة لتكون بالشكل المطلوب الذي يرتضيه له».

من مسلسل فنجان الدّم للمخرج الليث حجو