استطاع أهالي القرى المنكوبة في منطقة محمية "الفرنلق" الاستمرار في العمل وتطويره بالتشارك مع إدارة المحمية، والعمل في مشاريع اعتمدت المنتج الطبيعي وجودته العالية، التي حققت فرص عمل عدة للأهالي والاستفادة لنسبة جيدة من أسر المنطقة.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تموز 2018، "وليد شريف" رئيس لجنة أهلية ومختار قرية "المزرعة" والقرى المحيطة، فتحدث قائلاً: «أقوم بعملي من خلال التواصل مع أهالي القرى الموزعين في أماكن عدة من الريف بسبب التهجير من مناطقهم، والإشراف عليهم من مرحلة إحضار المادة الخام ثم تصنيعها وتسويقها، وآتي إلى مركز محمية "الفرنلق" لإيصال المنتجات ومساعدتهم في تسويقها، فقد كنا نعمل قبل الأزمة بحكم أن منازلنا وأراضينا تقع جوار المحمية مع حفاظنا على الغابات، وأقوم حالياً بمهام مشروع الألبان والأجبان وتفاصيله كافة من الريف إلى المدينة، وهناك نسبة كبيرة من المستفيدين من المشروع، ولا ننكر تردد الأهالي في بدايات العمل، لكن استطاعت إدارة المحمية بدعم من مديرية الزراعة منحهم الثقة وزيادة الإنتاج بجودة عالية، حيث ترك العمل التشاركي أثراً كبيراً بازدياد الوعي بالمحمية وأهميتها الاقتصادية والبيئية للمجتمع كاملاً».

أعمل منذ عام 2012 بمشروع الكونسروة في ورشة حي "علي جمّال" للمنتجات الطبيعية مع مجموعة من المهجرين من مناطق مجاورة لـ"الفرنلق"، وأختص بصناعة دبس الرمان والخرنوب والسماق والعسل الطبيعي وغيرها حسب المواسم، ومن خلال المشروع أمّنت فرصة عمل وكنت من المستفيدين أيضاً، وفي السنوات الماضية كنا نسوّق بنسبة بسيطة ضمن "كشك" صغير، وفي العام الماضي ازداد التسويق بعد افتتاح مركز كبير

كما تواصلت مدوّنة وطن مع المستفيدة "دلال محمد صبيرة"، فتحدثت قائلة: «تهجرت من منزلي في قرية "قسطل المعاف" المجاورة للمحمية، وأقمت مع أهلي في قرية "وادي قنديل"، حيث تمت دعوتي من قبل إدارة محمية "الفرنلق" مع عدد من النساء لحضور دورة تدريبية لصناعة الصابون الطبيعي ومنتجات طبيعية أخرى متوفرة في المحمية، ثم بدأت العمل منذ أربع سنوات ضمن المنزل والورشة الموجودة في المنطقة، ويتم تسويق عملي بمركز المحمية في "اللاذقية"، وكنت من المستفيدات من المشروع الذي غيّر حياتي».

وليد شريف

"خالد أحمد قره دريك" يقول: «أعمل منذ عام 2012 بمشروع الكونسروة في ورشة حي "علي جمّال" للمنتجات الطبيعية مع مجموعة من المهجرين من مناطق مجاورة لـ"الفرنلق"، وأختص بصناعة دبس الرمان والخرنوب والسماق والعسل الطبيعي وغيرها حسب المواسم، ومن خلال المشروع أمّنت فرصة عمل وكنت من المستفيدين أيضاً، وفي السنوات الماضية كنا نسوّق بنسبة بسيطة ضمن "كشك" صغير، وفي العام الماضي ازداد التسويق بعد افتتاح مركز كبير».

أما المهندس الحراجي "سومر مريم" مدير محمية "الفرنلق"، فقال أثناء لقائنا معه في مركز التسويق عن المحمية والمركز: «أُعلنت محمية "الفرنلق" من قبل وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي عام 1999، وكانت مساحتها 1500 هكتار، ويعدّ وجود "السنديان العزري" على ارتفاع 600 متر السبب الرئيس في إعلانها كمحمية، وأصبحت مساحتها 5360 هكتاراً هذا العام، باشرت العمل الفعلي فيها عام 2005 حتى عام 2012 من قبل مشروع حفظ التنوع الحيوي دائرة المحميات المدعوم من منظمات مختلفة ومديرية الزراعة ووزارة الدولة لشؤون البيئة، وتم تكوين فريق مدرّب قادر على إدارة المحميات، والتحقنا بدورات كثيرة عملية ونظرية، وتبلورت من خلال المسوحات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية مشاريع تدرّ دخلاً للمجتمع المحلي، مع الحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي».

سومر مريم

وعن منتجات "الفرنلق" والمستفيدين، يقول: «من خلال المسح الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة وما يميزها من الناحية النباتية والإنتاج الزراعي والحيواني، وما تقدمه الغابة من منتجات ثانوية أصبحت لدينا قاعدة بيانات ضخمة للمجتمع المحلي وفوائد الغابة له وما ينتجه من ممتلكاته الخاصة، فعملنا وفق خطة منظمة وتم تكوين لجان أهلية تمثل المجتمع المحلي انتخبت من قبلهم، وهو عمل تشاركي ركزنا به على مشروع الكونسروة الذي يضم دبس الرمان والخرنوب وزعتر المائدة والعسل والمربيات والنباتات المجففة من تعبئة وتغليف وتوضيب، حيث تتجاوز منتجاتنا أربعين منتجاً يتم تسويقها بمركز "الفرنلق" في "اللاذقية" التابع لمديرية الزراعة، إضافة إلى مشروع الألبان والأجبان التي تنتجها المنطقة وتصنيعها ضمن وحدات التصنيع اعتماداً على نواتج الغابة، والحفاظ عليها من "التحطيب" والتعدي».

ويضيف: «قمنا بحصر فرص العمل والمستفيدين من المشاريع بأهالي منطقة المحمية في مركز التسويق وورشات العمل ووحدات التصنيع، وتقدم لهم مديرية الزراعة الدعم عبر كوادرها من الفنيين ووسائط النقل والأبنية والأدوات والمعدات من دون أي مردود عائد لها، وهدفنا خلق ثقة بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية الموجودة بجوار الغابات والمحميات ودعمهم، ويستفيد الأهالي من ورشاتنا بـ25 فرصة عمل، والعائلات المستفيدة تراوح بين ستين ومئة أسرة، ونركز على أن يكون المنتج طبيعياً وجودته عالية وأسعاره رخيصة مقارنة بالسوق؛ لكونه مدعوماً من قبل جهة رسمية، ونشارك بمعارض كثيرة بأسماء المستفيدين، وحصلنا على شهادات تقدير كثيرة على جودة منتجاتنا».

من مركز التسويق