لبيئة نظيفة وشوارع خالية من القمامة، ولدت مبادرة محلية بجهود أهالي قرية "كلماخو" التابعة لمنطقة "القرداحة"، المبادرة التي بدأت بالتبرع بليتر مازوت لترحيل القمامة بالتعاون والتنسيق بينهم.

مدوّنة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 11 أيار 2019، مع بعض أهالي قرية "كلماخو" للحديث عن المبادرة، حيث قال مختار القرية "علي سلمان": «هذه المبادرة نابعة من صميم أهالي قرية "كلماخو"، وجاءت نتيجة الظروف الصعبة والحصار الاقتصادي لــ"سورية"؛ وهو ما انعكس سلباً على عمل البلدية وكان عائقاً أمام ترحيل القمامة المتراكمة بطريقة منتظمة، وخاصة أن القرية تتبع لها سبع قرى ولا تكفي مخصصات البلدية لترحيل القمامة، وبذلك تفادينا الأوبئة والأمراض التي قد تسببها القمامة المتراكمة، ولكوني مختار القرية أستقبل التبرعات المادية والعينية (المازوت) بالتنسيق مع القائمين على المبادرة التي لقيت صدى إيجابياً».

أطلقت المبادرة مع مجموعة من شباب القرية بعد نقاش حول نظافتها وأهمية ترحيل القمامة التي تسبب الروائح الكريهة والأمراض، وبعد معرفة الأسباب التي أدت إلى تراكمها، اقترحنا التبرع بالمازوت الفائض من التدفئة لتشغيل آليات البلدية وترحيل القمامة

مبادرة "قريتي نظيفة" عنوان أطلقه "بشار جريعة" أحد مؤسسي المبادرة، فتحدث قائلاً: «أطلقت المبادرة مع مجموعة من شباب القرية بعد نقاش حول نظافتها وأهمية ترحيل القمامة التي تسبب الروائح الكريهة والأمراض، وبعد معرفة الأسباب التي أدت إلى تراكمها، اقترحنا التبرع بالمازوت الفائض من التدفئة لتشغيل آليات البلدية وترحيل القمامة».

مختار القرية علي سلمان

ويضيف: «انطلقنا بالتشارك من فكرة أن القرية منزل لكل الأهالي، ونحن وجهها الحضاري ونستطيع بالوعي والتعاون أن نحسّن خدماتها ونفعّل دور الفرد تجاه مجتمعه، حيث لقيت المبادرة استجابة، وتم تأمين كمية من المازوت لا بأس بها إضافة إلى التبرع بالمبالغ المادية لشراء المازوت، ثم تمّ التنسيق مع رئيس البلدية وسائقي الآليات وعمال النظافة الذين بذلوا جهوداً مضاعفة، كما قمنا منذ إعلان المبادرة بنشر ثقافة النظافة من خلال الدعوة إلى التقليل من بعض المخلفات وعدم رميها في الحاويات والاستفادة منها كسماد طبيعي للتربة».

بدوره "معد إسماعيل" رئيس مجلس بلدة "كلماخو" يتحدث عن التعامل مع المبادرة والعمل بتشاركية مع المجتمع المحلي قائلاً: «تطوّع أهالي القرية وتبرعوا بالمازوت لتشغيل آليات ترحيل القمامة من القرية بعد أن علموا بتخفيض نسبة المازوت إلى النصف؛ الأمر الذي أثر بالواقع الخدمي وخاصة ترحيل القمامة، وأدى إلى تراكمها بطريقة غير لائقة؛ الذي يسبب بدوره تلوثاً بصرياً وبيئياً والأمراض، فكانت الاستجابة السريعة من قبلنا بوضع آلياتنا وعمالنا لخدمة المبادرة وإنجاحها، وتمّ ترحيل القمامة بواسطة جرار البلدية فقط بسبب عطل في سيارة البلدية؛ وهو ما جعل عملية الترحيل بطيئة في البداية، وفيما بعد نسقت مع بلدية "القرداحة"، وتمّت مؤازرتنا بسيارة نظافة من بلديتهم».

عمال النظافة

يُذكر، أن المبادرة بدأت 9 أيار، وستستمر لغاية تأمين مخصصات كافية لآليات البلدية، كما أنها بدأت من قرية "كلماخو" وانتقلت إلى القرى المحيطة.