انطلقوا من طبيعة قراهم البكر البعيدة عن العدسات والتوثيق السياحي، وجمعهم حبّ استكشاف المناطق السورية، بدءاً من قرى "جبلة"؛ لينتقلوا إلى مناطق وقرى على امتداد الساحل السوري، وأسسوا فريق "Go Green" لتشجيع السياحة الداخلية.

مدونةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 9 تموز 2019 مع الصيدلاني "جعفر حربا" أحد مؤسسي الفريق، الذي عرّف عنه قائلاً: «نحن فريق "إلى الطبيعة Go Green"، فريق رياضي تابع للجنة العليا للأنشطة الخارجية في الاتحاد العربي السوري للرياضة، ويتألف من مجموعة من الشباب. تأسس الفريق عام 2017 وجمعنا حبّ الطبيعة والاستكشاف، فقررنا إنشاء فريق رياضي يختصّ بهذا المجال لنعرّف العالم مدى جمال طبيعة بلادنا وإظهار الصورة الحقيقية لبلدنا، والطبيعة الخلابة التي تتميز بها "سورية" من أنهار ووديان وجبال، خاصةً في هذه المرحلة التي يتعرض لها وطننا لحرب ظالمة، ومحاولة تشويه ممنهجة للواقع وطمس معالم بلدنا الحضارية».

نعتمد في كل مسير على تنوّع التضاريس الطبيعية بين البحر والجبل والسهول والغابات، وروح الألفة والتعاون بين أفراد الفريق كأنّهم جسدٌ واحد، إضافة لفوائد رياضة المشي في الطبيعة، والتي تعدّ من أهم الرياضات المعروفة في العالم، وتدعى "Hiking" وفوائدها المهمة للإنسان، وتتنوع نشاطاتنا في الطبيعة، فنقوم بمسير برمائي ومسير بري ونشاطات مختلفة بواسطة الدراجات والتخييم والتسلق بواسطة الحبال والركوب على الخيل وحملات التشجير التطوعية، وحملات تنظيف الطبيعة

ويضيف عن عدد الفريق وتنوّعه وأهدافه قائلاً: «يتألف الفريق من أربعين شخصاً من مختلف الأعمار والمحافظات السورية والاختصاصات العلمية؛ مقسمين لعدة لجان إعلامية، طبية، استكشاف، توثيق، وغيرها، فهناك الأطباء، الصيادلة، المهندسون، وطلاب الجامعة، انطلاقاً من حبّنا لوطننا وإثباتاً للعالم أنّ الشعب السوري استمد شموخه من شموخ سنديان أرضه وعراقته الضاربة جذورها في عمق التاريخ، ولنثبت أنّ "سورية" هي بلد السلام، ونسلط الضوء على الطبيعة النادرة التي تتميّز بها، والتعريف بالمناطق الأثرية والسياحية في كل المحافظات السورية، وخلق جوٍّ من الألفة والمحبة وتقوية روح التعاون والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع السوري».

جعفر حربا في رحلة الفروسية

وتحدث "حربا" عن المقومات التي يستندون عليها لإنجاح المسير قائلاً: «نعتمد في كل مسير على تنوّع التضاريس الطبيعية بين البحر والجبل والسهول والغابات، وروح الألفة والتعاون بين أفراد الفريق كأنّهم جسدٌ واحد، إضافة لفوائد رياضة المشي في الطبيعة، والتي تعدّ من أهم الرياضات المعروفة في العالم، وتدعى "Hiking" وفوائدها المهمة للإنسان، وتتنوع نشاطاتنا في الطبيعة، فنقوم بمسير برمائي ومسير بري ونشاطات مختلفة بواسطة الدراجات والتخييم والتسلق بواسطة الحبال والركوب على الخيل وحملات التشجير التطوعية، وحملات تنظيف الطبيعة».

وعن بدايات الفريق وتطوره، تحدث المحامي "يزن الرفاعي" قائلاً: «في بداية نشاطاتنا كانت أغلب المشاركات من المعارف والأصدقاء والأهل، ثمّ توسّعت لتشمل طلاب الجامعات، وكلّ من لديه حبّ الرياضة والطبيعة، كما اعتمدنا على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فكرة الفريق، وهكذا بدأت عائلة "Go Green" تكبر شيئاً فشيئاً، فأصبحت تضم الآلاف من المشاركين خلال فترة زمنية قصيرة، وحققنا الانتشار من خلال صفحتنا على الفيسبوك "Go Green Syria"، واستطعنا من خلال رحلات المسير تسليط الضوء على مناطق سياحية ليست مستكشفة من قبل، ولم تنلْ اهتماماً إعلامياً، ونستعين بسكان المنطقة من خلال سؤالهم عن التفاصيل وباستخدام الخرائط ثلاثية الأبعاد للبحث عن المكان المناسب».

يزن الرفاعي

وعن اختيار الأماكن؛ يتابع المحامي "يزن الرفاعي" قائلاً: «نقوم باختيار مواقع نشاطاتنا تبعاً لمقوماتها الطبيعية أو المناطق ذات البعد التاريخي والمناطق الأثرية بهدف تعريف الناس بالكنز الطبيعي الذي تملكه "سورية" من مناطق طبيعية جبلية وغابات ووديان وأنهار يجهلها أغلب السوريين، فقد قمنا بعدة نشاطات استكشافية لوديان لم يسبق أن أقيم بها أي نشاط سياحي أو رياضي، وكان من أهم المناطق التي قمنا باستكشافها وادي "متور" في ريف "جبلة" المعروف باسم "عين جفونة"، ووادي "الملوك"، وقلعة "بني قحطان"، ووادي "بكراما" في ريف "القرداحة"، وقلعة "الكهف" في منطقة "الشيخ بدر"، وركزنا على أرياف "اللاذقية"، وجبلة"، و"بانياس" و"القدموس"، و"طرطوس"، ونقوم بتوثيق المناطق بالصور، ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتصل إلى أكبر شريحة من الناس داخل وخارج "سورية"، وبالتالي تشجيع السياحة الداخلية».

أما المدرّسة "ميس زيزفون" مدربة اليوغا، فتحدثت عن فريق "Go Green" قائلة: «عرفت الفريق منذ عام بواسطة صفحة الفيسبوك الخاصة بهم، ولفتتني نشاطات الفريق المميزة والمناطق التي يذهبون إليها، وخاصة أنني أعشق الطبيعة، فتواصلت معهم، وشاركتهم في رحلات عدة، فقد حققت من خلال مشاركتي رغبتي وحبّي للطبيعة، وتعرّفت على مناطق جميلة من بلدي لم أكن أعرفها من قبل، وبذلك أحسست بكمية النعم التي ننعم بها والرجوع للأرض والطبيعة الأم التي تعيد لنا توازننا، ومن ناحية أخرى يستطيع أي مشارك أن يفرّغ شحناته السلبية، ويتمتع بطاقة حيوية إيجابية في ظلّ ضغوطات العمل والحياة، إضافة للعلاقات الاجتماعية والصداقات التي نكسبها خلال المسير، وكوني ألعب وأدرّب "اليوغا" أجد أنّ الطبيعة من أهم العوامل التي تبعث الصفاءَ فنقوم أثناء المسير بتأملات تنعكس تأثيراتها على حياتنا العملية».

مسير دراجات