عصر السرعة هل فرض علينا أساليب عيش قصرية أم أن هذا العصر هو حقاً بحاجة لطرق تناسبه وتناسب عجلة الحركة السريعة، البيت، الوظيفة، الواجبات، وأهمها الأطفال وتربيتهم، لكن في حال كانت الأم تعمل فما هو الحل؟ وهل باتت دور حضانات الأطفال المنتشرة في كل مكان حاجة أم ضرورة لتستطيع الأم حل مشكلة الإهتمام بأطفالها أثناء وجودها في العمل؟،

موقع eLatakia توجه بتاريخ (4/10/2008) إلى حضانة "الشهيد باسم عنبتاوي" في "جبلة" وطرحنا هذا التساؤل على مديرة الحضانة السيدة "لينا مخلوف" فقالت:«عمر الطفل هو مقياس مهم لهذه الحالة فانا أرى ضرورة وجود الأم إلى جانب طفلها في السنوات الثلاث الأولى فهو بحاجتها أكثر من أي شيء أخر لكن يوجد في الحضانات أطفال لم تتجاوز أعمارهم السنتين بسبب وظيفة الأم لذلك علينا التعويض قدر المستطاع عن الأم ريثما تعود من عملها، وبالفعل من خلال تجربتي اكتشفت بأن هذا الطفل ينمو مع أقرأنه ويصبح اجتماعياً ومنفتحاً فالحضانة عبارة عن مجتمع صغير إن راقبته فستلمس كيف يتعامل الأطفال مع بعضهم هناك إتفاق واختلاف ودفاع عن رأي وتعلم أشياء جديدة، وتنمية روح المنافسة الإيجابية بالألعاب والرياضة والتعلم وبالتالي كسر حاجز الخجل، لكن أود أن انوه إلى أنني ضد وضع الطفل بالحضانة في فصل الصيف فهو بحاجة لقضاء العطلة مع أسرته وممارسة الكثير من النشاطات والدرس الأول في كتاب الحضانة هو عن العلاقة الأسرية وتعليم الطفل أهمية العائلة».

ضرورة الحضانة لكن في سن مناسبة كما أن ظروف الحياة تحتم على الكثيرين وضع أطفالهم فيها

كما التقينا بالسيدة "نهال إسماعيل" التي كانت تأخذ طفلها من الحضانة فأكدت بأن «وظيفتها فرضت عليها وضع ابنها "نور" في الحضانة لكنها سعيدة بالأشياء التي يتعلمها وبشخصيته المنفتحة على الأخرين وترى بأن الحضانة ضرورة في سن معينة فالتطور اليومي والسريع يحتم على الأهل الإهتمام بإتقان أطفالهم لأشياء لم يكن يهتم بها الأهل سابقاً كاللغات الأجنبية والكمبيوتر وبالفعل أثبت الأطفال بان لديهم قدرات رائعة على إتقانها فلماذا نضيع عليهم هذه الفرصة إن كانت الحضانة تستطيع تقديمها لهم».

في الحلقة لتعلم مهارات جديدة

بينما أكدت الأنسة "غصون الدويري" وهي معلمة في إحدى الحضانات وتدرس حالياً اختصاص معلم صف في جامعة "تشرين": «بأن الحضانة ضرورة وضرورة ملحة فانشغالات الأهل تحرمهم من تعليم أطفالهم الكثير من الأشياء والأم الموظفة بحاجة لبديل إن لم يكن عاطفي فعلى الأقل تعليمي وتربوي مع أننا نسعى من خلال تواصلنا مع الأطفال بالإهتمام بجميع الجوانب كي لا يفتقد الطفل غياب الأم والتي عليها أثناء وجودها مع الطفل في المنزل أن تهتم بمنحه الكثير من العاطفة والإهتمام، والتعاون بينها وبين المشرفة على طفلها سيثمر عن طفل يعبر عن مشاعره بطريقة صحية فالربط بين واجبات الأسرة وواجبات الحضانة مهم جداً لحل أي مشكلة ولو كانت صغيرة بما يخص شخصية الطفل».

بينما كان للسيدة "رغد عيسى" رأي أخر فتقول:«بأن حنان الأم لا يعوض وقد أخذت استيداع من وظيفتها كي لا تضطر إلى تسجيل ابنتها في الحضانة»، لكن السيدة "سمية خضور" نوهت إلى «ضرورة الحضانة لكن في سن مناسبة كما أن ظروف الحياة تحتم على الكثيرين وضع أطفالهم فيها»، وتابعت: «بداية كنت أشعر بالخوف على ابني البالغ من العمر ثلاثة سنوات ثم انسجمت مع الوضع بعد فترة خاصة حين كنت أزوره في الحضانة وأراقب تحركاته مع الأطفال الأخرين وانسجامه معهم».

العودة إلى حضن الأم

أما بالنسبة للعمر المناسب لوضع الطفل في دور الحضانة قال المرشد النفسي "عصام وهيبة": «يعد عمر السنتين وما فوق مناسب لإرسال الطفل إلى دور الحضانة حيث يكون قد اكتسب جرعات جيدة من حنان الأم لكن الأهم هو توفر مقومات مناسبة بدور الحضانة وهو أمر ما نزال نفتقده في بلدنا فالمعلمات غير مختصات بتعليم ومعاملة الأطفال ويكتسبن الخبرة من التجربة نفسها لذلك يجب على الأقل إخضاعهن لدورات تضع برامجها الوزارة المختصة،و بين حاجة وضرورة الحضانة تفرض عناصر كثيرة نفسها كعمل الأم، وما علينا القيام به هو تحويل الظرف إلى حالة إيجابية يستفيد منها الأهل ودور الحضانة وان يكون المستفيد الأكبر الطفل بإبراز شخصيته وإطلاق مخيلته وتعلمه كل يوم لشيء جديد».