ضمن فعاليات ورشة العمل "حدود الاندماج بين الإعلام والاتصالات في مجتمع المعرفة" والتي تقيمها اللجنة الإدارية في فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وبرعاية وزير الاتصالات والتقانة، في فندق "الميريديان" بمحافظة "اللاذقية" تم عقد جلسة بعنوان "البيئة الحاضنة" ترأسها المستشار "ياسر عبد المنعم" مدير إدارة الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب بجامعة الدول العربية.

تضمنت أهم المحاور منها الأثر الاقتصادي للاندماج والأثر الثقافي كما تناولت موضوع الاندماج وتحديات التنظيم بالإضافة إلى البيئة التشريعية في منظومة الاندماج.

عملية الاندماج ليست فقط للاتصالات والمعلوماتية والإعلام فهناك شريك جديد وهو المجتمع بأكمله، فالقيمة المضافة تهم المنتج والمستهلك وبالنهاية تهم المجتمع والاندماج مع المجتمع، فالاتصالات والإعلام ستتحولان لبيئة تحتية وما يهم هو المستهلك، فالقيمة المضافة يحددها المستهلك وليس الجهة التي تقوم بإنتاج هذا المحتوى

وعن الأثر الاقتصادي لموضوع الاندماج بين الإعلام والاتصالات في مجتمع المعرفة، تحدث المهندس "أحمد فراس حمادة" مدير تطوير الأعمال في مشروع مدونة وطن ونائب مدير المشروع لموقع eLatakia بالقول: «لا بد من التفريق بين عملية الانتاج الحالي للمحتوى من مفهوم مجتمعي إلى عمليات صناعة المحتوى والتحول بالنهاية لمحتوى رقمي على المدى الطويل، وبالتالي علينا أن نهتم بعملية صناعة المحتوى الرقمي، فالمحتوى نموذج اقتصادي وهو ما نراه وما نسمعه ضمن مفهوم سمعي بصري، فعملية صناعة المحتوى بين البيئة التحتية الاتصالية ضمن فكر الاندماج وحتى المحتوى السمعي البصري الذي نراه ونسمعه بالوقت المطلوب والطريقة المطلوبة تنتج لنا توليد قيمة مضافة، والقيمة المضافة هي الطريقة التي تمكن أي شركة من صناعة هذا المحتوى وتقديمه للحصول على ربحية».

المهندس فراس حمادة

وأوضح المهندس "حمادة" إلى أن عملية الاندماج تتناول محاور جديدة، وتابع بالقول: «عملية الاندماج ليست فقط للاتصالات والمعلوماتية والإعلام فهناك شريك جديد وهو المجتمع بأكمله، فالقيمة المضافة تهم المنتج والمستهلك وبالنهاية تهم المجتمع والاندماج مع المجتمع، فالاتصالات والإعلام ستتحولان لبيئة تحتية وما يهم هو المستهلك، فالقيمة المضافة يحددها المستهلك وليس الجهة التي تقوم بإنتاج هذا المحتوى».

من جهة أخرى تحدث الكاتب "حسن .م. يوسف" عن الأثر الثقافي لعملية الاندماج، وقال: «تناولت خلال الجلسة الجانب الآخر المسكوت عنه في أثر اندماج الاتصالات بالمعلومات لأننا نحن بكل بساطة منذ اختراع أول وسائل الاتصال، يتم اختراق فضاء الإنسان الثقافي بشكل متكرر وباتجاهات مختلفة، واللحظة التي نعيشها الآن يتم اختراقها من قبل التلفزيون والهاتف والمحمول والكومبيوتر المحمول أي مخترقة بكل وسائل الاتصال، بمعنى آخر إن الإنسان لم يعد بمقدوره أن يتأمل لأنه محاط ومخترق بالضجيج حتى انه وصل لدرجة لم يعد يستطيع معها الانعزال حتى يفكر بمعنى وجوده في هذه الحياة.

الكاتب حسن .م . يوسف

وأعتقد أن وسائل الاتصال هذه تحولت إلى وسائل انفصال تقريبا، أبسط الأمثلة ابني يتحدث إلى صديقه في استراليا عبر مسافات شاسعة وينفصل عني وهو جالس بقربي في الصالون على بعد ثلاثة أمتار وهذه إشكالية اجتماعية وثقافية وجوهرية وإنسانية أيضا. وأضيف بأن الاتصالات ليست حالة صحية مثل أي اختراع في حياة الإنسان، مثل السيارة إذا قادها إنسان ولا يجيد القيادة فإنها تودي به إلى الموت ولكن عندما توضع بتصرف إنسان يقودها باتزان فإنها تصبح وسيلة اتصال ووسيلة رفاهية، الشيء الذي استفزني أن الجميع يتحدثون عن دمج وسائل الاتصال بالإعلام كما لو انه هو أفضل شيء يحدث للإنسان وباعتقادي هذا ليس أفضل شيء وإنما هو شيء حتمي وأنا شخصيا لست منبهرا به».

وعملية الاندماج بين الاتصالات والمعرفة تحتاج لمنظومة تشريعية، أوضحها لنا المستشار "مالك رضوان أمين" عضو الفريق الوطني للمحتوى الرقمي العربي بالقول: «المتطلبات التشريعية تكاد تمس كل القوانين، كقانون الحماية الفكرية وقانون النشر عبر الانترنت والذي هو حاليا مشروع قانون والقوانين الدولية، والواقع العلمي يؤكد ان كل تقدم تكنولوجي جديد يفرض على المجتمع المحلي والدولي وضع قواعد قانونية تنظم استخدامه محليا ودوليا، على سبيل المثال الباحث العلمي اذا بحث بموضوع معين جرت العادة في بعض الدول أن تعتبره بحثا علميا ولكن هناك دول أخرى قد تعتبره جريمة الكترونية لذلك يجب على الدولة تطوير القوانين الدولية كمفهوم واحد، وبالنسبة للبيئة التشريعية السورية فهناك مجموعة من القوانين النافذة حاليا كقانون التوقيع الالكتروني وخدمة الشبكات "2009" وقانون سوق الأوراق المالية "55" لعام "2006" وقانون حماية حقوق المؤلف "12" لعام "2001"».

المستشار مالك رضوان أمين