تعتبر "اللاذقية" مدينة سياحية موسمية صيفية في الغالب، ولكن ما تشهده المحافظة وريفها هو تطور نوع خاص من السياحة الموسمية الا وهي السياحة الشتوية، حيث الامطار الغزيرة والثلوج المتراكمة على تلال المحافظة شتاءً، بعدما كان هذا الموسم موسماً جامداً سياحيا ولكنه سرعان ما يتطور عاما بعد عام.

"عدنان كافي" وهو احد اصحاب المطاعم في منطقة "ام الطيور" السياحية، تحدث عن واقع السياحة الشتوية واقبال الناس على مطعمه وعلى باقي المطاعم على طول الشريط البحري: «على الرغم من كل المميزات التي تتميز بها ام الطيور صيفا وشتاء، الا ان الاقبال على السياحة شتاء يبقى قليلا وربما في مناطق يكون معدوما، الا ان المكان وما يحصل فيه بشكل خاص من متغيرات مناخية هي الاخرى التي تقف وراء اقبال وتحرك السياح اليه وبالتالي نشاط السياحة الشتوية مقترن بشكل واضح على طبيعة المكان ووجود ما يستقطب السياح كما الثلوج مثلا والامطار».

المناظر الطبيعية لدينا خلال فترة تساقط الثلوج تعزز السياحة هنا، وتشكل لهم حافزا للتجمع، ولكن مشكلتنا هي المنشآت المغلقة، ولذلك يعتبر دور صاحب المنشأة الاهتمام بمرحلة الشتاء وفتح منشأته، لأننا لا نستطيع التحكم بالقطاع الخاص

"محمد فتاحي" مغترب سوري تحدث لنا عن زيارته التي يخصصها على ان تكون شتوية بامتياز، فيقول: «في هذه المدينة العديد من المقومات التي تجذب السياح اليها، فحميمية اللقاءات الشتوية التي تجمعها مطاعم كسب السياحية وتلك المدافئ القديمة وسط الامطار والثلوج التي تغطي اشجار الغار تمنح المكان خصوصية ما بعدها خصوصية، على الجميع ان يمارس دوره في الترويج على تلك الطقوس».

في صلنفة

يضيف "فتاحي": «عدا المكان ثمة مأكولات شعبية خاصة تتميز بتقديمها العديد من مطاعم اللاذقية في فصل الشتاء على وجه الخصوص، تضفي على المكان تفردا بات يشابه واقع السياحة الشتوية في دول مجاورة اذا ما سعت الحكومة الى انشاء بعض المشروعات الخاصة بتطوير هذا النوع من السياحة الهام جدا، كمشروع التلفريك المزمع اقامته في جبال كسب لاحقا».

"محمد سمرة" مستثمر احد الفنادق الداخلية وسط مدينة "اللاذقية"، تحدث لنا عن واقع السياحة الشتوية وايضا الفروقات التي تفاءل بتطورها مع شتاء كل عام ياتي: «الاقبال شتاء على اللاذقية ومركز مدينتها يزداد عاما بعد عام وخصوصا من الجانب التركي والزوار الاتراك، ويبقى هناك بعض السياح العرب والسوريين المحليين من المحافظات السورية، وطبعا يكون سبب زيارة الغالب من زوار الفنادق الداخلية هو سبب تجاري بحت الا ان الجميع يمدح بمناخ المدينة الدافئ شتاء ما يدعوهم لزيارة العديد من امكنتها الجبلية خلال فترة تواجدهم بالمدينة».

كسب

يضيف "سمرة": «هناك وفي داخل المدينة العديد من الاماكن التي تنشط شتاء، كالمقاهي القديمة وسط المدينة وخصوصا في فترة المساء، وكذلك ما احدث اخيرا من تطوير للمدينة القديمة وبيوتها القديمة واسواقها الشعبية، فنشطت الزيارات اليها وشوهد السياح فيها شتاء وباعداد معقولة».

اما مدير آثار "اللاذقية" المهندس "جمال حيدر" فتحدث بدوره عن مدى اقبال السياح والزوار شتاء على بعض المراكز السياحية الاثرية بالاخص فقال: «زيارة القلاع وبعض الاماكن الاثرية لا يتوقف عند فصل معين، ولكن تنشط السياحة والزيارات على هذه المواقع صيفا، ولكن لا تنعدم ايضا في الشتاء، وهناك ارقام متوسطة لزيارات يقوم فيها افواج سياحية في فصل الشتاء لاماكن مهمة في المدينة».

فايز عدرة مدير السياحة

يتميز فصل الشتاء في اللاذقية بالثلوج التي تتساقط على المرتفعات التي تحيط باللاذقية من امكنتها جميعها، كما في صلنفة وكسب وريف وجبال جبلة، يزور هذه المناطق شتاء العديد من الناس والسياح للاستفادة من هذه الميزة التي تحصل في هذا الفصل المميز للقيام برياضات معينة، رغم أن الثلوج على هذه المرتفعات لا تعمر بشكل دائم فقط خلال عدة أيام.

موقع eSyria التقى يوم الاثنين الموافق لـ28/2/2011، مدير السياحة في اللاذقية المهندس "فايز عدرة" وتحدث معه حول واقع السياحة الشتوية في "اللاذقية"، حيث بدأ "عدرة" حديثه بالقول: «على الرغم مما تتمتع به اللاذقية وجبالها شتاء من مقومات حقيقية لتفعيل مشروع السياحة الشتوية، الا اننا نعاني من مشكلة الموسمية حيث ان اغلب المطاعم والفنادق في المناطق السياحية تغلق شتاء، عدا بعض الفنادق والمحال التي تقدم خدمة الفندقة وما شابه».

يضيف "عدرة": «المناظر الطبيعية لدينا خلال فترة تساقط الثلوج تعزز السياحة هنا، وتشكل لهم حافزا للتجمع، ولكن مشكلتنا هي المنشآت المغلقة، ولذلك يعتبر دور صاحب المنشأة الاهتمام بمرحلة الشتاء وفتح منشأته، لأننا لا نستطيع التحكم بالقطاع الخاص».

وعن الارقام التي تحققت شتاء والفروق فيها، تحدث "عدرة": «ان السياحة الشتوية في تطور مشهود، والتحولات التي حصلت بين الشهر الأول الشتوي بـ2010 و2011 بالنسبة للعرب زادت نسبة السائحين العرب 130%، والأجانب 62%، وسوريين 161%، وطبعا تصنيفهم يتم لأنهم نزلاء في الفنادق، ووسطي الزيادة خلال العام الماضي هو 18%، ونحن نقوم بالإشراف على كافة الفنادق حيث تأتينا إحصائيات شهرية عن عدد النزلاء وجنسياتهم وعن الليالي المتحققة فيها».

ختم "عدرة" حديثه عن واقع السياحة الشتوية، ليمر على اهمية اقامة بعض المشروعات التي ستساهم حكما بتطوير هذا النوع من السياحة واستقطاب عدد اكبر من السياح وبالتالي تنشيط تلك المواقع المقصودة كمشروع التلفريك الجبلي واقامة بعض التظاهرات الشتوية المهرجانية الشتوية المنوعة منها والرياضية على وجه الخصوص.