التشاركية، دور الإعلام، دور شباب الإنترنت، والفضائيات، وحقيقة الحدث، رأيٌ لبعض المهتمين، أناسٌ لهم دور مهمٌ في الحياة السورية، الفنية والفكرية، eSyria التقى منهم الكاتب "حسن م. يوسف"، و"د.جعفر الخير"، والنحات "عاصم الباشا"، لدى تواجدهم في مركز بانوراما اللاذقية ضمن حوارٍ سجلنا أهم ما ورد فيه:

الأستاذ "حسن م يوسف" قال: «الحق موزّعٌ بين الناس، لذلك يرى كلٌ منا أن الحق معه، البعض يعتقد أنه إذا لم تكن معي فأنت ضدّي، وهذا مبدأٌ خاطئٌ جداً، فالاختلاف مطلوب والتشابه لا يصنع حالة صحية في الوطن، التشاركيّة مطلوبة بين المواطن والمسؤول وليس بين القيادات السياسية فحسب».

أنا قادمٌ ومعي خلاصة أعمالي النحتية، منحوتاتٌ منوعة سأقدمها لبلدتي (يبرود)، كي تتوزع على مساحتها، هدية لجمعية أصدقاء يبرود

ويقول "يوسف" عن الإعلام: «مشكلة الإعلام ليست في زيادة العدد في العالم العربي، هناك 698 فضائية، وعشرات المحطات لرجال الأعمال، ومنها لإسرائيليين، تبعدنا عن الوعي والمصلحة الوطنية، إذاً على الإعلام أن يؤسس لعلاقة شفافة صادقة مع المتلقي، وعليه إشراكه في العملية الإعلامية، لا أن تكون العلاقة بينهما كتلميذ وأستاذ ومرسل ومرسلٌ إليه».

د.جعفر الخير

يتابع "يوسف":«لقد أثبتت قناة الجزيرة عكس الآراء التي تبنتها، والمصداقيّة التي اكتسبتها خلال السنوات الماضية، أما بالنسبة لقناة البي بي سي العربية، فقد كانت مصداقيتها من خلال شهود العيان الذين ليس لهم أي رأي أو مصداقية، في النهاية يمكننا القول إن المحطات الإعلامية المغرضة والمعادية، ليس لها أساسٌ من الصحة، ومن دقة المعلومات التي تنقلها، ليس لدي استنتاج نهائي حول الآفاق المستقبلية للمحنة التي تمر سورية بها وإنما الضربة التي لا تقصم الظهر فهي تقويه، واعتقد أنها فرصة للنظام المقاوم في سورية، آخر قلعة من قلاع الصمود في المنطقة».

د. "جعفر الخير" يتحدث عن الآلية التي تصدى بموجبها الشباب السوري للإعلام المغرض ومن أراد شراً بأمن وأمان بلدنا: «لقد دخل الإنترنت سورية بشكل خجول مع نهاية القرن المنصرم، وسورية بذلك، سجلت تأخيرا زمنيا وتقنيا عن باقي الدول العربية، وبالأخص مصر ودول الخليج وتونس ولبنان، ولا يزال هذا التأخير واضحاً في تأخر انجاز البنى التحتية اللازمة والضرورية لمواكبة العصر وتملك أدواته، لقد كان لدور رفع الحجب عن بعض المواقع والذي تم اتخاذه على أعلى المستويات الدور الرئيس في تمكين الشباب السوري من خوض هذه المعركة بهذا الشكل المشرف، وهنا يحضرني سؤال كنت أتعرض له دائما في كل جلسة علنية أو خاصة حول حجب المواقع الالكترونية وهو من يحجب المواقع؟ من يقرر ما المواقع المفيدة وما المواقع الضارة؟ من يصادر عقل الشعب السوري، ومن يفكر عنه؟».

يضيف الدكتور "جعفر": «اغتنم الحديث لأدعو الحكومة الجديدة إلى تحرير الإدارة الحكومية من الكثير من الممارسات الموروثة التي تكبلها وتمنعها من مواكبة حاجات الشعب السوري وإطلاق قواه الكامنة، دعونا جميعا حكومة وشعبا، نوابا وأصحاب قرار نسمي الأشياء بأسمائها، فنحن الآن لا نخاف من الحقيقة مهما بدت سيئة، ونحن قادرون على التعامل مع أصعب الظروف، والانتصار في أشرس المعارك، وما حدث بشكلٍ عفوي في فضاء الانترنت خير مثال على ما يكمن لدى شعبنا وشبابنا من طاقات مبدعة».

الفنان النحات العالمي "عاصم الباشا" نحات سوري من يبرود، يعيش في أسبانيا منذ عشرات السنين، التقيناه في "اللاذقية"، قال لنا: «أنا قادمٌ ومعي خلاصة أعمالي النحتية، منحوتاتٌ منوعة سأقدمها لبلدتي (يبرود)، كي تتوزع على مساحتها، هدية لجمعية أصدقاء يبرود».

وعما يحصل الآن في القطر يقول "عاصم": «لا حقيقة مطلقة، لا أحد يحيط بالحقيقة، كل شيءٍ نسبي وقد أنجزت منحوتة فيها عدد لا متناه من وجهات النظر، ما يدل على هذه الحالة، ومحاولة إيجاد قدرة على التحاور مع كل وجهات النظر المطروحة، دون التعصب لوجهة دون الأخرى، الأمر ليس أبيض وأسود، وهذا ليس منطقياً، المنطقي أن تكون هناك طاقة متعددة الاتجاهات للتحاور من أجل تطوير البلد».

ويقول النحات عاصم الباشا عن أعماله: «إن مبدأ استحالة كمال العمل الفني يجعل الفنان دائم البحث والتجربة، مشيراً إلى التنويع الذي تضمه أعماله، وبينما يؤكد الباشا ضرورة تعايش الفنان مع محيطه وما يجري حوله، يقول إن الحياة قادرة على إمداده بالكثير من الأفكار وحالات التطوير التي يبحث عنها، معتبراً أن الحركة الدائمة على مستوى الوعي والعمل من شروط هذا التطور».

مؤكداً مرة أخرى على وطنيته، يقول "عاصم": «كل أعمالي التي اشتغلتها تؤكد أنني ابن سورية، وأن التراث السوري القديم يشكل أساس عملي وتربيتي الفنية، كما حاولت خلال أعمالي الخارجية أن أترك فيها شيئاً وملمحاً من ملامح حضارة الشرق، ولاسيما حضارة سورية، من خلال اعتماد هذه الأعمال على الحركة الداخلية للكتلة».