في لقاء جماهيري ضخم ضمن خيمة سميت "خيمة وطن" استضافت "اللاذقية" أربعةً من أبرز المتحدثين خلال الأزمة الحالية في سورية.

وهم السادة "ناصر قنديل، خالد عبود، بسام أبو عبد الله، ياسر قشلق". الخيمة دعت إلى الحوار حيث أكد جميع من صعدوا المنبر أن الحوار هو السبيل لتعزيز الوحدة الوطنية.

من خلال ما تحدثوا به أدركنا قيمة الحوار وعرفنا أنه علينا التضحية من أجل الوطن، صحيح أننا الأكثرية وأنهم هم من يجب أن يحاولوا الحوار معنا لكن مسؤوليتنا تجاه وطننا تجعلنا نقدم على الحوار وهو كما قال المتحدثون يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد

الأستاذ "ناصر قنديل" كان أول المتحدثين والمشجعين على الحوار داعياً إلى استعادة كل شخص خسرناه بسبب الأزمة، وقال "قنديل" :«سورية قد تخسر جولةً لكنها ستربح كل الحروب واليوم أستطيع القول أن سورية انتصرت وأن المؤامرة بخيوطها أصبحت خلف ظهورنا وشاهدي على ما أقول عدة أمور أولها أن الحرب على عقول السوريين قد حسمت والشعب السوري بنى روايته وكوَّن حقيقته الخاصة وقد قال هذه الرواية وعبر عن الحقيقة في يوم الوفاء للوطن.

الأستاذ "خالد العبود"

أما شاهدي الثاني فهو فشل حرب خداع الأصدقاء فسقطت الجزيرة ومن خلفها، ووصلت الرسالة إلى تركيا ومفاد هذه الرسالة (نريد أن نستعيد تركيا إلى حيث يجب أن تكون)، فسورية التي أعادت "وليد جنبلاط" يوما ما ستعيد تركيا وستعرفها أن مصلحتها مع سورية وأن وعود الغرب ستسقط عند أعتاب سورية.

أما الشاهد الثالث أو النصر الثالث فقد كان على الساحة الدولية عندما ظن المتوهمون وعلى رأسهم "أوباما" أن باستطاعتهم عزل سورية ومعاقبتها فكانت سورية رمز الاستقلال واستنفر شرفاء العالم لنصرتها وعجز مجلس الأمن عن إكمال النصاب القانوني لعقد جلسة يناقش فيها الموضوع السوري.

إقبال جماهيري لم تتسع له الخيمة.

بذلك نكون انتصرنا على الحروب الخارجية بكافة أنواعها ولكن النصر الحقيقي هو النصر الذي تحدث عنه الرئيس "بشار الأسد" وهو نصر الحوار فالإصلاح عملية مستمرة ويجب أن يكون الحوار مستمراً وألا يتوقف.

إن أكثر ما يفتقده السوريون اليوم هو الحوار، حوار الحي حوار الجيران حوار الأخوة، الحوار الذي يسمو فوق المذاهب والمناطق والعصبيات القبلية، ومن يحب سورية اليوم مطلوب منه الحوار لأن آخر حروبهم وأكثرها شراسة هي الحرب التي يسعون لها وهي حرب الأخوة التي تجعلكم تنسون أنكم سوريون، لذلك عليكم أن تترجموا الحوار في حياتكم اليومية وأن تستعيدوا كل شخص خسرتموه بسبب هذه الأزمة وتتفقوا معه على أن خلافكم لا يفسد للود قضية مادام تحت سقف الوطن».

جانب من الحضور الرسمي

عضو مجلس الشعب القادم من "درعا" الأستاذ "خالد العبود" أكد أن الرهان على "اللاذقية" كبير وعليها أن تكون على قدر المسؤولية، حيث قال: «حاولوا تقسيم الشارع إلى شارعين لكي يطبقوا السيناريو الليبي، وزرعوا بؤرا للتوتر الأمني في الداخل السوري للتضييق على القيادة وجرها إلى صفقات وتنازلات تمرر من تحت الطاولة فكان رد الرئيس "بشار" عليهم ساحقا ومربكا فهو في عز التحديات ساهم في تشكيل حكومة لبنان وكان أول المهنئين لها فيما وقفت ضدها الإدارة الأمريكية فكانت الحكومة اللبنانية الجديدة جزء من انتصار سورية في لبنان.

وفي فلسطين حاولوا سحب رداء المقاومة منها وزرع التفرقة فكان رد الرئيس "الأسد" عليهم بدعم المصالحة الوطنية الفلسطينية التي تمت في ظروف استثنائية.

أما في العراق فكان الحضور السوري بالغ الأهمية من خلال مجموعة صفقات استثنائية أربكت الولايات المتحدة الأمريكية، فالقيادة السورية سجلت حضوراً قوياً في ثلاثة أماكن حساسة بالنسبة للغرب.

إن كل ما حدث في سورية وما تعرضت له من هجمات ومؤامرات سببه الكيان الصهيوني لذلك فهي عدونا، أما الداخل السوري والأخوة العرب فهم أخوتنا وإن اختلفنا مع حكوماتهم التي لا تمثل تطلعاتهم ولا توجهاتهم.

الرهان كبير على "اللاذقية" وعلى أهلها أن يكونوا على قدر هذا الرهان وأن يكونوا السباقين إلى الحوار الوطني الذي يزيدنا منعةً ووحدةً بدل أن نزداد فرقةً».

فيما خصص الدكتور "بسام أبو عبد الله" جزءاً من حديثه للعبر التي استخلصت من الأزمة مؤكداً أن كل العبر تشجعنا إلى الحوار، وقال "أبو عبد الله": «في الأيام الأولى للأحداث واجهنا هجوماً شرساً من "39" محطة وعندما كانوا يسألونا حينها لماذا تدافعون عن القيادة في سورية قبل أن تتكشف الصورة وتتضح الأمور فكانت إجابتنا واضحة وصريحة عندما تتعرض أم الإنسان للضرب عليه أن ينزل إلى الشارع ويدافع عنها على الفور وسورية هي أمنا التي ربتنا وعلمتنا وكبرتنا، وبما أن للقتال أشكال عدة في سبيل الوطن اخترنا القتال بالكلمة وهو واحد من أصعب أنواع القتال.

لقد استخلصنا عبراً كثيراً من هذه المحنة في مقدمتها أننا أدركنا قيمة وحدتنا الوطنية (أحد أخطر أهداف المؤامرة كان ضرب الوحدة الوطنية)، وعرفنا معادن الأصدقاء مما جعلنا نفكر بتغيير سياستنا في المستقبل القريب إلى سياسة الدبلوماسية الشعبية بدل سياسة الحكومات التي تقودها أميركا وتتحكم بالمنطقة، وهذه الدبلوماسية نجحت قبل أن نبدأ بها وخصوصاً في تركيا من خلال الدفاع المستميت للمفكرين والمثقفين والصحفيين وغالبية الشعب التركي عن سورية خلال الأزمة.

أما العبرة الثالثة فهي ضرورة أن لا ننزوي إلى داخلنا لأن أحد أهداف المشروع ضرب الفكر القومي وجعلننا تقوقع في داخلنا وهذه نظرية ساقطة بحكم التاريخ والجغرافية.

إن العبر التي استخلصناها ترسخ لدينا قناعة بأنه لابديل عن الحوار، الحوار الذي يشارك فيه الجميع، وإنني أوجه دعوةً خاصة لكل أم وأخت وزوجة أن تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الوحدة من خلال كسر حاجز البيت والخروج إلى الشارع متجاوزةً كل شك وخوف وريبة وأن تبدأ بالحوار ولو مع الحجر تمهيداً للوصول إلى البشر، أما الأطفال فأوصي الأمهات أن يغرسن في أذهانهم حب الوطن وألا يربوهم على الحقد لأن الحالة التي نمر بها لا تمثل حقيقة سورية فالقتل والحرق والتخريب ليست صفاتنا والحقد ليس منا فنحن الأمة التي تعلمت التسامح من الرسول العربي الكريم».

رئيس حركة فلسطين حرة السيد "ياسر قشلق" ولَّع الجمهور بخطابه الحماسي وقال: «عندما التقيت بالرئيس بشار الأسد قلت له (نفطك شعبك) فهو الشعب الذي لا يخدع بالشعارات ويعرف أن المعارضة لا يمكن أن تكون مهنة، واليوم هذا الشعب يمر بمحنة عصيبة لكن هذه المحنة لا يجب أن تجعل جزءاً من هذا الشعب ولو كان صغيراً يقع في فخ اللجوء فلا يعقل لسورية التي احتضنت الجميع أن يكون منها لاجئين، فلا تجعلوا من أنفسكم لاجئين وكونوا البوصلة، فوالله أهون عليّ أن أكون أسيرا في سجون الاحتلال الصهيوني على أن أكون لاجئاً يساومونني على طعامي وشرابي وحليب أطفالي لكي يأخذوا مني موقفاً سياسياً.

الوحدة الاجتماعية الوطنية فمسؤوليتكم أن تعززوها بالحوار الذي يبدأ اليوم قبل غد».

دعوات الحوار في خيمة وطن لاقت صداً على الفور، وتقول "ماوية كيخيا" وهي طالبة جامعة: «من خلال ما تحدثوا به أدركنا قيمة الحوار وعرفنا أنه علينا التضحية من أجل الوطن، صحيح أننا الأكثرية وأنهم هم من يجب أن يحاولوا الحوار معنا لكن مسؤوليتنا تجاه وطننا تجعلنا نقدم على الحوار وهو كما قال المتحدثون يجب أن يبدأ اليوم قبل الغد».

الجدير بالذكر أن لقاء خيمة الوطن عقد مساء يوم الثلاثاء 28/6/2011وقد تمت الدعوة له من قبل "بصمة شباب سورية".