الحوار من وجهة نظر الكثيرين هو المخرج الوحيد للأزمة التي تمر بها سورية منذ أشهر وخصوصاً إذا كان ممثلاً فيه كل فئات الشعب وجامعاً لكل تطلعاتهم.

موقع eLatakia بحث أهمية الحوار الوطني الشامل مع عدد من المدعوين للمشاركة فيه لإبداء آرائهم وتطلعاتهم، يقول "كمال شاهين" مدير تحرير موقع "حال البلد": «قال الراحل "سعد الله ونوس" في كلمته في يوم المسرح العالمي قبل أكثر من عشر سنوات (إن فينا جوعاً إلى الحوار)، واليوم وفي ظل الأزمة التي تمر بها سورية يزداد الجوع إلى الحوار أكثر فأكثر ونتأكد أيضاً أنه المخرج الوحيد والحقيقي لسورية من أزمتها، وبما يحافظ عليها ككيان مستقل وكموقع وطني ديمقراطي وكبلد له موقعه المؤثر على الصعيد العالمي.

نحن في محافظة "اللاذقية" نتمنى المشاركة الفاعلة والجدية لإنضاج الحوار الذي يوصلنا إلى مصلحة الوطن عموماً وتطوير المحافظة خصوصاً

إن الحوار والحوار وحده دائماً هو الطريق الذي يمكن أن يقود إلى حل كل مشاكلنا المستعصية منها والطارئة ويؤسس لدولة تتعزز فيها المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من قبل كل المواطنين على اختلاف مشاربهم وتنوعاتهم الأمر الذي يفضي إلى انفراج في الجو العام وإلى البدء بمرحلة بناء وتنمية مترافقين بحراك سياسي يؤسس لدولة المواطنة والمؤسسات حيث يكون كل مواطن مسؤول وكل مسؤول مواطن.

أ "كمال شاهين"

في "اللاذقية" يكتسب الحوار الوطني أهمية خاصة بعد الأحداث المؤسفة التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية وتتجسد هذه الأهمية باتفاق أبناء المحافظة على اعتماد الحوار وسيلة لحل مشاكلهم وتحقيق تطلعاتهم المشروعة سواء أكانت سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية، هذا الاتفاق يجب الحرص عليه ودعمه من قبل الدولة ليتجاوز مرحلة الشد والجذب إلى مرحلة تأسيس شراكة وطنية حقيقية ستصب نتائجها الطيبة على الأكيد في مصلحة أبناء المحافظة كما ستصب في المصلحة الوطنية العليا لسورية التي نريدها دائماً كاسمها شمساً مشرقة».

الحوار جزءٌ لا يتجزأ من الحياة الديمقراطية من وجهة نظر الدكتور "خلوق قواص" حيث قال: «الحوار جزء لا يتجزأ من الحياة الديمقراطية لأنه صلة الوصل والتقارب واقصر الطرق لإيصال الأفكار والقضايا المقترحة بين المتحاورين وبما ان الدولة السورية سمحت بالحوار بين المحافظات فهذا دليل واضح على صدق وصفاء نية القيادة لقيام إصلاحات حقيقية وتأسيس دولة ديمقراطية.

د "خلوق قواص"

كما أن الحوار يفتح المجال ليستمع بعضنا الى بعض ونتقبل الرأي الآخر ونستفيد منه لنرقى بمجتمعنا وبلدنا نحو النجاح والتطور وإن الحوار في مدينة "اللاذقية" متمم للحوار في كافة المحافظات السورية فمحافظة "اللاذقية" تحتاج إلى الحوارات الفعالة والحقيقية لنرتقي إلى الهدف المرجو منه وهو الوصول إلى "سورية" سعيدة وكلنا أمل بذلك وثقة بأنه لا مخرج للأزمة إلا بالحوار».

فيما يقول الحاج "عمار غضبان": « قال السيد الرئيس "بشار الأسد" (إن الحوار الوطني هو عنوان المرحلة الحالية وإن العدالة والشفافية والنزاهة عناوين المستقبل)، وطاولة الحوار هي فرصة سانحة للشركاء في هذا الوطن لكي يمدوا له يد العون والمساعدة لجعل "سورية" قوية والارتقاء بها نحو الأفضل من خلال الشفافية في الطرح والرؤية المستقبلية الصحيحة.

ومن وجهة نظري الشخصية فإن نجاح الحوار سيكون آخر مراحل سقوط المؤامرة التي حيكت على سورية وإن العدد الكبير الذي سيشارك في الحوار لهو دليل مسبق على نجاح الحوار بإذن الله.

لمحافظة "اللاذقية" خصوصيات عدة تكسبها أهمية مضاعفة في موضوع الحوار منها أنها تحوي أطيافاً وشرائح متنوعة وهي أيضا بوابة سورية البحرية والمحافظة الأولى في سورية على صعيد السياحة لذلك من الضروري وضع جميع متطلبات المحافظة على الطاولة ودراستها بدقة.

كما يجب ألا يكون للحوار سقف إلا الوطن ومصلحة الوطن وأن يتطرق إلى جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والخدمية وأن تكون هناك ورشات عمل للسير قدما بنتائج الحوار نحو التطبيق أي بمعنى آخر يجب ترجمة مقررات الحوار على ارض الواقع بالسرعة القصوى، ومن أهم النقاط المفروض نقاشها ووضع حل لها هي مشكلة الفساد والمحسوبيات».

المعارض "نسيم أحمد" أثنى على الحوار وقال: «أرى في هذا الحوار "اليسوع" (مخلص سورية) شريطة ألا يكون فيه شروط وأن يتجرد جميع الحاضرين من امتيازاتهم خارج قاعة الحوار مهما بلغت أهميتهم أو مهما كان نوع تمثيلهم.

محافظة "اللاذقية" كغيرها من المحافظات السورية لا يمكن لمواطنيها العيش بمعزل عن بعضهم بعضاً والحوار هو السبيل الأمضى للحفاظ على تلك العلاقات الأسرية.

خلال الحوار يجب الابتعاد عن تسخيف الآراء وتسجيل المواقف على بعضنا بعضاً على مبدأ لقد غلبته وما شابه ذلك من التعابير التي لا تخدم الوطن ولا تجد حلاً لمشكلة.

بالنسبة لي أحمل رؤية سياسية معينة وتصوراً لعملية الإصلاح في سورية وعلى هذا الأساس قررت المشاركة وتسجيل موقف تاريخي بأنني لم أنسحب في الوقت الذي احتاجني فيه وطني».

الدكتور "نبيل أبوكف" نائب محافظ "اللاذقية" وفي حديث خاص مع موقع eLatakia قال عن تفاصيل الحوار: «سيكون الحوار على مدى ثلاثة أيام "الأحد، الاثنين، الثلاثاء" القادمين في قاعة المركز الثقافي في "اللاذقية"، وسيقسم الحوار إلى ثلاثة محاور "سياسي، اقتصادي اجتماعي، خدمي" هذه المحاور تمثل كافة قضايا المواطنين وفي حال كان هناك قضية أو إشكالية لا تشملها البنود بالإمكان إضافتها والحديث عنها وأخذها بعين الاعتبار كأي موضوع من المواضيع المدرجة، وقد تم اختيار المشاركين في الحوار عن طريق المؤسسات والفعاليات والمنظمات الشعبية وأحزاب الجبهة وكوكبة من المستقلين والوطنيين، وهم يمثلون كافة الاتجاهات في المحافظة.

جلسات الحوار ستخرج بتوصيات هذه التوصيات سوف ترفع إلى الجهات المختصة لكي يتم إجراء اللازم، كما سيتم تكليف قسم من المتحاورين بتمثيل المحافظة في الحوار المركزي القادم والذي سيعقد في "دمشق" قريباً.

إدارة جلسة الحوار ستكون عبر انتخاب رئيس للجلسة يتولى إدارة الحوار وله سلطة التنظيم فقط وليس له علاقة بالآراء ولا يتدخل بحرية التعبير، فالكل له الحق بالتعبير بشفافية وحرية، وستكون القاعة مفتوحة لكل من أراد الحضور والاستماع والمشاركة إلى جانب المدعوين».

ويضيف "أبوكف": «نحن في محافظة "اللاذقية" نتمنى المشاركة الفاعلة والجدية لإنضاج الحوار الذي يوصلنا إلى مصلحة الوطن عموماً وتطوير المحافظة خصوصاً».