"الطبراني" هو أحد المتصوفين المسلمين، وقد عاش في اللاذقية منذ قرون، ودفن فيها على شاطئ البحر، ويقبع مقامه اليوم في حرم جامع "بسنادا" في اللاذقية التي تبعد عن "طبريا" أكثر من 800 كم، فما الذي جاء به إلى اللاذقية ولماذا قبره اليوم فيها؟

مدونة وطن eSyria التقت بتاريخ 22/12/2012 السيد "مجتبى غانم" من أهالي "بسنادا" فتحدث بالقول: «ولكن لا يوجد لدينا أي توثيق للفترة التي عاشها الطبراني في اللاذقية وأين عاش فيها باستثناء أنه كان يعطي دروساً في الفقه وعلوم الدين في جامع الشعراني على شاطئ البحر في مرفأ اللاذقية القديم. ويؤكد صحة هذه المعلومات أن الجامع المذكور لازال حتى الآن ضمن حرم مرفأ اللاذقية على البحر مباشرة مقابل كنيسة اللاتين، ورغم تواضع بنائه بنمطه المعماري إلى العهد المملوكي المتأخر حيث كانت اللاذقية في تلك الفترة تابعة لإمارة حلب الحمدانية والتي اشتهر فيها فارسا الشعر العربي المتنبي وأبا فراس الحمداني».

يتحدث كتاب الأعياد عن تفاصيل الأعياد لدى مختلف الطوائف في الشرق المسيحية والمسلمة بالتفصيل، فيعود إلى كل عيد منها ويخبر عن سبب اعتباره عيداً وعن أوقات هذه الأعياد وتفاصيلها ومسمياتها، ويقع الكتاب في أكثر من 260 صفحة ولا يزال الكتاب مخطوطاً، ويوجد نسخة منه في المكتبة الظاهرية في دمشق وأخرى في المكتبة الملكية في برلين

ويتابع السيد مجتبى: «في منتصف السبعينيات صدر قرار بتوسيع مرفأ اللاذقية القديم، وكان قبر الطبراني ضمن المناطق التي من الممكن أن تعيق التوسيع، وحاول البعض هدمه فلم يتمكنوا من الأمر، فاتفق القرار على نقل رفاته من المرفأ، وقام المرحوم الشيخ "محمد علي غانم" بالتعاون مع محافظ اللاذقية آنذاك ووجهاء المدينة بنقله إلى حرم جامع بسنادا حيث ووري الثرى هناك من جديد، واليوم يزار مقامه من قبل الناس والسياح على السواء».

يتحدث الباحث والمؤرخ السوري "عيسى أبو علوش" عن الطبراني فيقول: «هو أبو سعيد الميمون سرور بن القاسم الطبراني، هذا هو اسمه الكامل والمثبت في كل المراجع التاريخية التي ذكرت الرجل، ولد الطبراني في طبريا عام 969 للميلاد (358 هجرية) وحفظ القرآن فيها وفق العديد من المراجع، وعندما بلغ من العمر الثامنة عشرة توجه إلى حلب وعاش فيها زمناً طويلاً طلباً للعلم، وتفقه هناك على يد المتصوفين الجليلين "الجنبلاني" و"الخصيبي"، وقيل إنه كان يعيش برعاية من سيف الدولة الحمداني».

ويشير الباحث "أبو علوش" إلى أن الطبراني ترك حلب متوجهاً إلى اللاذقية بتاريخ غير معلوم حيث قضى ما تبقى من حياته فيها متصوفاً وعالماً وباحثاً ومعلماً في مسجد الشعراني حيث درّس الفقه والعلوم الإسلامية عامة، وألف العديد من الكتب ومنها كتاب "الحاوي في علم الفتاوي"، وكتاب "الدلائل في معرفة المسائل" و"رسالة التوحيد" وغيرها من الكتب التي ضاع معظمها باستثناء كتابي الأعياد والحاوي، وتوفي الطبراني في اللاذقية عام 426 هجرية، ودفن على الشاطئ وأصبح قبره مزاراً يزوره سكان اللاذقية بمسلميها ومسيحييها».

ثم ختم بالقول: «يتحدث كتاب الأعياد عن تفاصيل الأعياد لدى مختلف الطوائف في الشرق المسيحية والمسلمة بالتفصيل، فيعود إلى كل عيد منها ويخبر عن سبب اعتباره عيداً وعن أوقات هذه الأعياد وتفاصيلها ومسمياتها، ويقع الكتاب في أكثر من 260 صفحة ولا يزال الكتاب مخطوطاً، ويوجد نسخة منه في المكتبة الظاهرية في دمشق وأخرى في المكتبة الملكية في برلين».

يشار إلى أنه تم ذكر "الطبراني" من قبل الكثيرين أمثال "خير الدين الزركلي" في كتابه "الأعلام" كأحد كبار المتصوفين المسلمين، و"عبد السلام الترمانيني" في كتابه "أحداث التاريخ الاسلامي"، ومن الأجانب نذكر على سبيل الخصوص المستشرق الألماني الكبير "نولدكه".