هي لعبة رياضية تحظى بجمهور واسع ينظر إليها رياضياً فقط، وقلة من يجدون فيها ما هو أبعد من الرياضة، فهي -وبحسب مختصي "اللاذقية" فيها- تلعب دوراً في التطوير التربوي لدى الفئات العمرية.

مدونة وطن "eSyria" بحثت مع المختصين دور كرة السلة في التطوير التربوي لدى الفئات العمرية (أشبال، ناشئين، شباب)، والتقت في 29 أيار 2014 بعض اللاعبين والمدربين للحديث في هذا المجال.

دورها يأتي من خلال تنمية روح الجماعة والعمل كفريق واحد إضافة إلى تعليم اللاعب أهمية الالتزام بالقوانين الناظمة لكل لعبة وضرورة الاجتهاد لكي يحقق الألقاب، وهي غذاء روحي للنفس ومفيدة لأعضاء الجسم

تقول "هنادي علوش" وهي لاعبة ومدربة: «باستطاعة كرة السلة أن تكون مدرسة عظيمة ولكن على المدربين أن يعرفوا كيف يستخدمونها لمصلحة اللاعبين الشباب، إن أحد أهم الجوانب التي يمكن أن يعزَّزَ من خلال التدريب هو الصحة حيث إنها تساهم في النمو الجسدي، وتطور عادات التغذية والاعتناء بالنفس».

هنادي علوش

وتضيف "علوش": «من خلالها يمكن أن نطور بعض القيم الاجتماعية للطفل أو المراهق كالالتزام، وهي أيضاً تمكن اللاعبين الشباب من المواظبة على بذل الجهد حتى عندما يكون الوضع الرياضي في أسوأ حالاته، حتى إنه بإمكانهم تعلم أن يأخذوا على عاتقهم الشخصي تحمل المسؤولية لمصلحة الفريق، وأن يعملوا كفريق، ويحترموا القوانين والآخرين، وبالتالي تقبل الانتصارات والهزائم».

الرياضة بشكل عام وكرة السلة بشكل خاص، لها دور كبير في عملية التطوير التربوي للفئات العمرية المتوسطة والصغيرة، هكذا يقول الكابتن "محمد ملحم" لاعب رجال تشرين، ويضيف: «دورها يأتي من خلال تنمية روح الجماعة والعمل كفريق واحد إضافة إلى تعليم اللاعب أهمية الالتزام بالقوانين الناظمة لكل لعبة وضرورة الاجتهاد لكي يحقق الألقاب، وهي غذاء روحي للنفس ومفيدة لأعضاء الجسم».

تمنح كرة السلة الناشئ ثقة بنفسه إضافةً إلى الذكاء وسرعة البديهة وهذا أمر مهم في تطويره من جميع النواحي ومنها التربوي، هذا ما يراه مدرب كرة السلة في نادي حطين "سامر سنبلي"، ويتابع "سنبلي": «كرة السلة من أهم الرياضات، وهي من الألعاب الجماعية التي تعتمد بشكل كبير على تفاهم اللاعبين الخمسة المتواجدين في الملعب مع بعضهم بعضاً، لذلك تلحظ أن لاعبي كرة السلة صداقتهم خارج الملعب قوية وحتى علاقة عائلاتهم الاجتماعية، كما أن الكرة تملأ أوقات الفراغ وتبعد عن الملل، وبالتالي تبعد عن الكثير من العادات السيئة والذميمة».

المدرب عنصر أساسي في جعل كرة السلة تلعب دوراً على الصعيد التربوي من وجهة نظر مدرب فئتي الشباب والناشئين "وسيم عوض"، يقول "عوض": «المدرب ينوجد مع اللاعبين داخل أرض الملعب وخلال السفر، يأكل معهم ويشرب معهم ويسهر على راحتهم وتنظيم حياتهم، وبالتالي تربطهم علاقة قوية وفي كثير من الأحيان يتحول المدرب إلى مثل أعلى للاعب، وبالتالي فإنه يتأثر بسلوكه حتى لو كان سلوكاً سيئاً».

محمد ملحم

ويضيف "عوض": «من الناحية الصحية تساهم كرة السلة في تطوير عادات التغذية والاعتناء بالنفس وتصقل بعض المعتقدات والقيم لدى الطفل والمراهق كالالتزام والانضباط، وهي أيضاً تحفز اللاعبين على الاستمرار حتى في أسوأ الظروف وتحمل المسؤلية تجاه بعضهم بعضاً واحترام القوانين والآخرين أياً كان مستواهم».