باحث مجدد في مجال البحث الأثري، ومن الرعيل الأول لآثاريي "سورية"، حاز العديد من الجوائز والأوسمة عالمياً على أبحاثه.

ولد الباحث "بسام جاموس" في قرية "بسنادا" عام 1958، ودرس في مدارس القرية، وفي عام 1976 حصل على الشهادة الثانوية العامة الفرع الأدبي، ثم انتقل إلى "دمشق" وسجل في قسم التاريخ وتفوق في هذه المرحلة، ثم سجل دبلوم التأهيل التربوي.

مع إنشاء قسم الآثار في جامعة "دمشق" عام 1979 انتقلت للدراسة فيه، وكان هذا الفرع يستهويني منذ وقت طويل، فحصلت على دبلوم التخصص في الآثار بدرجة جيد جداً، ثم سجلت دبلوم الدراسات العليا تخصص شرق قديم أيضاً، وحصلت عليه بدرجة جيد جداً، ثم حصلت على درجة الماجستير في "تاريخ وآثار الشرق القديم"، وكان عنوان الأطروحة "علاقة أوغاريت الحضارية بممالك حوض المتوسط الشرقي"

يقول الباحث "جاموس" في حديث له مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيار 2014: «مع إنشاء قسم الآثار في جامعة "دمشق" عام 1979 انتقلت للدراسة فيه، وكان هذا الفرع يستهويني منذ وقت طويل، فحصلت على دبلوم التخصص في الآثار بدرجة جيد جداً، ثم سجلت دبلوم الدراسات العليا تخصص شرق قديم أيضاً، وحصلت عليه بدرجة جيد جداً، ثم حصلت على درجة الماجستير في "تاريخ وآثار الشرق القديم"، وكان عنوان الأطروحة "علاقة أوغاريت الحضارية بممالك حوض المتوسط الشرقي"».

كتابه مواقع التراث العالمي في سورية

هذه الأطروحة كانت جديدة في طروحاتها، حيث إن "أوغاريت" كما أكدت المعطيات الأثرية، كان لها علاقة قوية جداً بين الممالك الداخلية، وخاصة "إيبلا، وقطنا، وماري"، ثم علاقاتها الحضارية مع ممالك حوض المتوسط الشرقي، وخاصة مع "مصر، ورودوس، وقبرص"، إضافة إلى مملكة "بوغازكوي" في الأناضول، وكما يقول الباحث: «توصلنا إلى اكتشاف مهم جداً، هو أن "أوغاريت" كانت تربطها علاقات دبلوماسية سياسية بين ملوكها وملوك "مصر" وملوك العالم القديم "إيجي"، والنقطة الأهم، أن هناك نصوصاً إدارية عرفتنا على تجارة "أوغاريت"، كذلك عثرنا على مجموعة من الرّقم المسمارية التي عرفتنا على المعاجم وأسماء المناطق الجغرافية الجديدة ومنها: "كسب، وجبلة، وفطيرو"، وغيرها الكثير، إضافة إلى أنها عرفتنا بالفنون والمعتقدات وفن العمارة وطقوس الدفن».

يتابع "جاموس" قائلاً: «بعد مرحلة الماجستير سجلت دكتوراه في عصور ما قبل التاريخ في جامعة "ليون" الفرنسية، ودرست في جامعة "باريس" وجامعة "أودونوما" في برشلونة، وكان هناك دراسات ميدانية لتحليل اللقى الأثرية الحجرية الصوانية، وفي مقدمتها الفؤوس ورؤوس السهام، وكذلك المعتقدات في فترة الألف الثامن قبل الميلاد.

في إحدى محاضراته

وكانت دراستي تتمركز حول قرى الفرات الأوسط منها: "الجرف الأحمر"، و"مريبق"، و"حالولة"، وقرى غوطة "دمشق" كما هو الحال في "تل الرماد"، و"الغريفي"، وتوصلنا إلى نتائج مهمة جداً بأن هناك ثورة معرفية في التاريخ حدثت وقتها مع تحول الإنسان في هذه الفترة من "صياد لاقط" إلى "منتج" ومزارع، أي انتقال الإنسان من الصيد إلى الزراعة والتدجين».

حصل "جاموس" على شهادة الدكتوراه في الشرق القديم من جامعة "دمشق" حول مملكة "إيمار" هذه المملكة الشهيرة التي تقع على الضفة اليمنى لنهر "الفرات"، وعالج في هذه الأطروحة الموقع الجغرافي والجيومرفولوجي لهذه المملكة التي كانت محطة تجارية على نهر الفرات، كما قام بدراسة الطقوس والأعياد في هذه المملكة، وقد أكدت النصوص على أن الأشهر انطلقت من هذه المملكة، وكذلك أيام الأسبوع "سبت ـ أحد ..."، و"أعطتنا النصوص مجموعة أسماء لهؤلاء الملوك منهم "أنزيدمو"، وأكدت أيضاً علاقة "إيمار" مع ممالك "أوغاريت، وإيبلا، وماري".

من ترجماته عن الفرنسية

قام بتدريس مادة عصور ما قبل التاريخ في قسم التاريخ، وقسم الآثار في جامعة "دمشق" مع تعليم مادة "تاريخ الفن والعمارة" في كلية الفنون الجميلة، إضافة إلى تدريسه مادة "التنقيب الأثري" في معهد الآثار، ومادة "الشرق القديم" في كلية السياحة، مع إشرافه الميداني على طلبة الماجستير والدكتوراه في الكليات المذكورة سابقاً، وعلى طلاب يدرسون في جامعات أوروبية في "السوربون" وفي "برشلونة وإيطاليا".

ويتابع الباحث: «كُلفتُ بتدريس مادة "من المغارة إلى العمارة"، في مرحلة الماجستير في كلية العمارة، وحاضرت في الكثير من المراكز الثقافية السورية والعربية وكذلك في أشهر الجامعات الأوروبية.

تم تكليفي في التسعينيات، بإدارة التنقيب الأثري في "سورية"، ثم مديراً عاماً للآثار والمتاحف في "سورية" من عام 2005 حتى العام 2012، وتسلمت منصب "مستشار" وزير الثقافة للآثار والتراث في عام 2013، وأقوم الآن بمشروع ضخم وكبير وهو تأليف مجلد علمي عن الساحل السوري منذ مليون عام حتى الوقت الحاضر بمشاركة باحثين من جامعتي "دمشق"، و"حلب"، وزملاء باحثين من "لبنان، والأردن، ومصر، وفرنسا"».

يذكر أن، الباحث كُلف أيضاً بعدة مهام أساسية كعضو في منظمة "اليونسكو" بصفة خبير في مجال التراث، وعضو هيئة علمية لدراسات البحث العلمي التابع لرئاسة مجلس الوزراء، وعضو هيئة علمية في "المركز السوري للبحث والدراسات الاستراتيجية"، وحصل على الكثير من الأوسمة من جامعات ومتاحف ورؤساء وأهمها جائزة رئيس "إيطاليا" برتبة كوموندور "الفارس" عام 2010، وهي من أعلى الأوسمة في العالم، وحصل على درع نادي الإحياء التراثي العربي لعام 2011، إضافة إلى أنه كان الشخصية المميزة للعام 2013.

وللباحث العشرات من المؤلفات العلمية والمقالات في مجلات متخصصة منها: "الباليو أورينت" الفرنسية، و"النيولتيك" البريطانية، ومن أهم مؤلفاته كتاب "إيمار مملكة من العصر البرونزي الحديث"، و"الجرف الأحمر"، و"مواقع التراث العالمي في سورية"، ولديه مؤلفات حول الأطفال، ويعمل الآن على مشروع ضخم بهذا الخصوص، وقد نشرت وزارة الثقافة أول هذه النشاطات، وهو مملكة "قطنا" التي تقع شرق مدينة "حمص" على بعد 20كم، وانتهى تقريباً من ثلاثة دفاتر أثرية للأطفال "مملكة أوغاريت، ومملكة ماري، ومملكة إيبلا"، ولديه مشاريع مستقبلية مهمة ليؤلف للأجيال القادمة عن أهمية التراث لأنه في المستقبل كما يقول: "التراث هو البديل من النفط".