جهوده في مجال رعاية المعوقين، ودمجهم ضمن المجتمع، مكنته من ترك بصمات واضحة في مجال عمله، وكان لاجتهاده بالغ الأثر في جعله مرجعاً لكل محتاج وطالب داخل الوطن وخارجه.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الدكتور "آذار عبد اللطيف" بتاريخ 28 نيسان 2018 ليحدثنا عن رحلته في مجال العمل التربوي والنفسي، حيث قال: «بدأت رحلتي التربوية في عام 1987 منذ أن وطئت قدمي كلية التربية، فتخرجت فيها متفوقاً لأتابع مباشرةً الدراسات العليا. وفي عام 1992، بدأت رحلتي التقنية مع المعوقين، حيث التحقت بعدد من الدورات في مجال التعامل مع النطق واضطراباته، ومرضى التوحد والتخلف العقلي، وبعد مضي نحو عشر سنوات بدأت تطبيق خبرتي على أرض الواقع في عام 2000، ونشر ثقافة الإعاقة وطرائق التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة عبر وسائل الإعلام، فكانت البداية ضمن برنامج "مصارحات" الأسبوعي عبر القناة الثانية، ثم نشرت عدداً من المقالات والدراسات عبر صحيفة "الثورة"، ثم قمت بإلقاء عدد من المحاضرات عبر المراكز الثقافية، وفي عام 2007، تجسدت خبرتي بالتنسيق مع الدكتور "ياسر بازو" عندما قام بافتتاح مركز رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة "داريا"، وقد قمت بالإشراف على إدارته نحو العام، وفيه اكتسبت خبرتي العملية والمباشرة، وبعدها توجهت إلى عالم التأليف في مجال الإعاقة، وباكورة أعمالي حتى اليوم خمسة عشر كتاباً مختلفاً ومتنوعاً في علم النفس والأمراض النفسية وطرائق التعامل معها».

لقد عملنا معاً في تأسيس باكورة المراكز العلاجية المرخصة أصولاً لدعم وعلاج هذه الفئة من عام 2007 ولغاية 2011، وقد وضع الدكتور "آذار" التخطيط الإداري والعلمي لهيكلية المعهد، وكانت له جهود مميزة في العمل على نجاح العمل، وتجلى ذلك عبر المستوى العالي من التحسن والاستجابة العلاجية للأطفال خلال مدة قصيرة

أما حول تجربته بالعمل مع اللجان المشرفة على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع، فقال: «بدأت تجربة الدمج في "سورية" عام 2000، وقد كلفني حينئذٍ الدكتور "محمود السيد" وزير التربية السابق بالإشراف على هذا الملف، حيث تكوّنت اللجنة الوطنية للدمج على مستوى الوزارة، وبدأت الاجتماعات والزيارات لبعض الدول العربية، منها: "الأردن"، و"لبنان" لكونهما من الدول السباقة بهذا المجال، وقد شاركت في العديد من ورشات العمل الخاصة بدمج المعوقين في المدارس العادية بالتعاون بين وزارة التربية ومؤسسة "كريم رضا سعيد"، وأظن أن تجربة الدمج انحرفت عن مسارها ولم تصل إلى المستوى المرجو، حيث إن كل وزارة من وزارات الدولة تعمل وحدها ضمن قدراتها، وكيفية فهمها لعملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع».

كتاب سيكولوجيا الإعاقة

أما حول واقع الدعم النفسي الذي يحتاج إليه مصابو الحرب في المرحلة الحالية، فقال: «لا شك أن المرحلة الحالية من أقسى ما مر به وطننا الحبيب "سورية"، ويعاني مصابو الحرب قلة الخبرة في التعامل مع أوجاعهم وأوضاعهم الجديدة، حيث قد تمثّل الإصابة عبئاً نفسياً وجسدياً على المصاب، وهذا يستوجب الحد الأعلى من الرعاية الصحية والنفسية للمصابين وعائلاتهم، بما يضمن تمكنهم من تقبل واقعهم الجديد، وضمان أن يكونوا فاعلين ضمن المجتمع، وقد تم تكليفي من قِبل "الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان" بتأليف دليل عملي حول الدعم النفسي الاجتماعي لمصابي الحرب؛ وهو قيد الطباعة حالياً، وقد قدمت العديد من المحاضرات والندوات ذات الصلة بدمجهم وتأهيلهم في المراكز الثقافية بين "دمشق" و"اللاذقية"».

أما حول كتبه المنشورة، فقال: «نشرت العديد من الكتب، أبرزها: "الفصام أسبابه وعلاجه"، و"الاكتئاب مرض العصر"، و"الدليل العملي للمرشدين النفسيين في المرحلتين الإعدادية والثانوية"، و"المرجع في تعليم المعوقين سمعياً"، و"المعوقون مفهوم الذات والتكيف الاجتماعي"، و"دليل الأسرة التعامل مع المراهقين" الجزء الثالث، بالمشاركة مع عدد من المؤلفين لمصلحة الاتحاد العام النسائي، ومنظمة "اليونيسف" عام 2005. وقد نشرت عدداً من المقالات في مجلتي "العربي الكويتية" و"المعلم العربي"، كما ساهمت في إصدارات وزارة التربية، وكذلك الدليل العملي للتعامل مع مصابي الحرب بالتعاون مع "الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان"».

المعوقون سمعياً

الدكتور "ياسر بازو" المختص بعلم النفس، الذي له تجربة كبيرة مع ذوي الاحتياجات الخاصة، تحدث عن تجربة الدكتور "آذار" بالقول: «يمتاز بأنه رجل علم وعمل، ويولي تخصصه الكثير من الاهتمام والمواظبة الفاعلة والوقت، ويواظب على المشاركة الفعالة في الندوات والمؤتمرات العلمية، وله مشاركات مؤثرة في تعزيز الثقافة المجتمعية وتأطير الخدمة المجتمعية لمشاركة وتفاعل ذوي الاحتياجات الخاصة وفق نظرة علمية وقانونية تأخذ بعدها المجتمعي الحقيقي بعيداً عن نظرة الشفقة المؤقتة والمعرقلة للنهوض المجتمعي بجميع فئاته، ولا سيما أن شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة كثيرة، وتحتاج إلى رعاية خاصة تضمن اندماجهم في المجتمع، وتوفر الفرص المناسبة لبروز المبدعين وأصحاب الإرادة القوية منهم لدمجهم في ميادين العمل. كما تمتاز مؤلفاته بانتشارها الواسع، ولها مكانتها في مراجع التربية الخاصة في "الوطن العربي"».

وحول عملهما ضمن معهد "الوفاء" لذوي الاحتياجات الخاصة، أضاف: «لقد عملنا معاً في تأسيس باكورة المراكز العلاجية المرخصة أصولاً لدعم وعلاج هذه الفئة من عام 2007 ولغاية 2011، وقد وضع الدكتور "آذار" التخطيط الإداري والعلمي لهيكلية المعهد، وكانت له جهود مميزة في العمل على نجاح العمل، وتجلى ذلك عبر المستوى العالي من التحسن والاستجابة العلاجية للأطفال خلال مدة قصيرة».

د. ياسر بازو

الجدير بالذكر، أن الدكتور "آذار عباس عبد اللطيف" من مواليد عام 1967 في محافظة "اللاذقية "، نال درجة الدكتوراه في علم النفس 2006، وعين قائماً بالأعمال في قسم الصحة النفسية بكلية التربية عام 2002، وانضم إلى قسم التربية الخاصة عام 2006، ونال درجة الماجستير في الصحة النفسية للمعوقين عام 2001 بإشراف الأستاذ الدكتور "علي سعد"، وقد حاز "درع الوفاء" من مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل، وهو عضو في الهيئة التدريسية في قسم التربية الخاصة بكلية "التربية" بمحافظة "دمشق" بمرتبة أستاذ مساعد.