وظّف "عبد الكريم أسعد" إتقانه للغة الفرنسية في استقطاب السياح الأجانب بشكل فردي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم زيارات لهم إلى سورية، هذا إضافة إلى تسويقه الإلكتروني الخارجي للأعمال اليدوية التي تحمل الطابع التراثي المحلي.

سافر إلى "فرنسا" بعد أن تمت الموافقة على البعثة التي تقدم بها لصالح إحدى الوزارات، وبقي فيها أربع سنوات، ما سنح له ليس فقط بتعلّم اللغة الفرنسية وإنما إتقانها، وهذا ما فتح له فيما بعد مجالات عمل سعى إليها بجهوده الشخصية. في حديثه لمدوّنة وطن "eSyria" يستعرض أسعد بدايات رحلته فيقول: «كان سفري خارج "سورية" من المحطات التي رسمت خارطة حياتي العملية، حيث عملت كدليل سياحي عام 1999 بهدف إغناء خبرتي، واستطعت من خلال ذلك زيارة كل الأماكن السياحية في "سورية"، وبعد أن تقاعدت قررت عام 2019 العودة لشغف السياحة وتعريف الآخر ببلدي عن طريق الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فحصلت على أصدقاء افتراضيين ثم واقعيين، وحاولت أن أوضح لهم الواقع في "سورية" وإيصال الحقيقة ومسح كل تصوّر كانوا قد عرفوه من قبل وسائل إعلام فرنسية أو أجنبية، حيث زاروا "اللاذقية" و"دمشق" و"حلب"، وهناك سياح عادوا أكثر من مرة بعد معرفتهم لحقيقة الوضع، وما زلت مستمراً بتصوير الجمال السوري والمناطق الطبيعية عبر صفحتي والتعريف بها».

بينما كنت أعرض مشغولاتي اليدوية على النول التي أحضرتها من "حلب" بهدف بيعها في أسواق "اللاذقية"، جاءني "عبد الكريم أسعد" وأبدى اهتمامه بهذا النوع من العمل النادر في بلدنا، وأخذ يقصدني للحصول على المشغولات وإرسالها إلى "فرنسا" ودول أخرى، اهتمامه بعملي ومشغولات النول زرع بداخلي الكثير من التفاؤل والأمل لمتابعة عملي والاجتهاد، وتسويقها بمنزلة حصاد لتعبي ودافع للحفاظ على هذه الحرفة، وما زال يتواصل معي كلما أراد مشغولات، كما ساهم ببيعها في "اللاذقية" من خلال إحضار أصدقائه واطلاعهم على عملي

بعد انتشار وباء "كورونا" وعدم السماح بالسفر، وظّف "عبد الكريم أسعد" لغته الفرنسية مرة أخرى في خلق عمل ونشاط مختلفين، فجاءت فكرة التسويق الإلكتروني، وارتبطت تلك الفكرة بعمله كدليل سياحي، فتوجه إلى تسويق الأعمال اليدوية المشغولة بروح سوريّة تحمل الحضارة والتراث، ويقول: «من بين تلك الأعمال الصابون المشغول يدوياً؛ صابون غار "كسب" و"حلب" ومحمية "الفرنلق"، والصناعات اليدوية النسيجية المشغولة على النول من بسط وحقائب وأشياء أخرى، وهي مرغوبة جداً في "فرنسا"، كما ركزت على صناعة يدوية قديمة وعريقة في "سورية"، واشتهرت بها "دمشق"، وهي "البروكار" الشامي المشغول بخيوط الحرير الطبيعي وخيوط الذهب والفضة، كما ترددت على سوق "الضيعة" في "اللاذقية" واخترت بعض المنتوجات اليدوية وقمت بتسويقها إلى "فرنسا" و"إيطاليا" و"نيوزيلندا" ومستمر حتى اليوم، والهدف مادي ومعنوي لي وللشخص صاحب العمل اليدوي».

عبد الكريم أسعد وأحد السياح

الحرفي "ظافر عبطيني" من مدينة "حلب" يقول عنه: «بينما كنت أعرض مشغولاتي اليدوية على النول التي أحضرتها من "حلب" بهدف بيعها في أسواق "اللاذقية"، جاءني "عبد الكريم أسعد" وأبدى اهتمامه بهذا النوع من العمل النادر في بلدنا، وأخذ يقصدني للحصول على المشغولات وإرسالها إلى "فرنسا" ودول أخرى، اهتمامه بعملي ومشغولات النول زرع بداخلي الكثير من التفاؤل والأمل لمتابعة عملي والاجتهاد، وتسويقها بمنزلة حصاد لتعبي ودافع للحفاظ على هذه الحرفة، وما زال يتواصل معي كلما أراد مشغولات، كما ساهم ببيعها في "اللاذقية" من خلال إحضار أصدقائه واطلاعهم على عملي».

يجدر بالذكر أنّ "عبد الكريم أسعد" من مواليد "اللاذقية" حي "الرمل الشمالي" عام 1970، ويعمل مدرّساً لمادة اللغة الفرنسية.

من الأعمال اليدوية التي يقوم بتسويقها

تمّ اللقاء بتاريخ 2 تشرين الثاني 2020.

ظافر عبطيني