تميّزوا في الجامعة باختيارهم مشاريع مهمة؛ وهذا ما حملهم مسؤولية اختيار مشروع تخرّج مميز منطلقين من الحاجة إلى نظام تحديد إحداثيات ضمن مشروع الطائرة، وحققوا بذلك نتائج دقيقة بتكلفة قليلة، فتقدموا للحصول على ورقة علمية نشرت في المجلات العلمية العالمية.

أرادوا أن يواكبوا تطور الدول المتقدمة علمياً من خلال تجريب فكرة جديدة لنظام إحداثيات لم يعمل عليه من قبل، إضافة إلى حاجتهم لنظام تحديد إحداثيات ضمن مشروع الطائرة. مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المهندس "زين العابدين علي"، وعن مشروع تصميم نظام تحديد موقع طائرة باستخدام تقنيات معالجة الصورة والشبكات العصبونية، حدثنا بالقول: «مشروعنا للسنة الرابعة كان تصميم طائرة رباعية المراوح ذاتية القيادة، وللتحكم بها نحتاج إلى نظام تحديد إحداثيات ضمن بيئة لا تسمح باستخدام أنظمة تحديد المواقع العالمية التي تتخامد داخل الجدران والمباني، ولكونها مرتفعة الثمن للبيئات غير المفتوحة أو الأنظمة المعتمدة على الليزر، وتتطلب تجهيزات مادية وبرمجية كبيرة؛ تم طرح فكرة مشروع التخرّج للسنة الخامسة».

النظام يعتمد أساساً على الشبكات العصبونية؛ إذ يعمل على تقدير الموضع الفعلي للروبوت الطائر على كل محور، بناءً على معلومات مأخوذة من منظوري رؤية مختلفين للروبوت الطائر باستخدام كاميرتين رقميتين منخفضتي التكلفة

واستكملت الحديث المشاركة في المشروع المهندسة "ميس جمال" قائلة: «تحديد مواقع الروبوتات الطائرة في البيئات المغلقة كان تحدياً صعباً نظراً لصعوبة تقدير موضع موثوق للروبوت، إضافة إلى أن نظام الإحداثيات المفروض يجب أن يعمل في الزمن الحقيقي، ويكون منخفض التكلفة، ويتمتع بالدقة المناسبة للتحكم بالروبوتات الطائرة، وتم دمج تقنيات معالجة الصور الرقمية مع تطبيقات الشبكات العصبونية، للحصول على نظام إحداثيات ديكارتي ثلاثي المحاور؛ وذلك باستخدام شبكة عصبونية خاصة لكل محور».

مشروع نظام تحديد الإحداثيات ضمن الطائرة

وتابعت قائلة: «كنّا فريقاً متكاملاً، اكتشفنا نقاط قوتنا والمجال الذي يمكن أن نبدع فيه، فقمنا بتوزيع المهام فيما بيننا لكسب الوقت وتجربة أفكار جديدة لتطوير مشروعنا، ونفذنا التجارب المخبرية يومياً لنختبر النظام الجديد الذي أوجدناه، ونتأكد تماماً من صلاحيته ودقته العالية بتحديد الإحداثيات بخطأ لا يتجاوز 5سم لكل محور».

وعن طريقة عمل نظام الإحداثيات تواصلنا مع المشارك في المشروع المهندس "يوشع مرهج"، وقال: «النظام يعتمد أساساً على الشبكات العصبونية؛ إذ يعمل على تقدير الموضع الفعلي للروبوت الطائر على كل محور، بناءً على معلومات مأخوذة من منظوري رؤية مختلفين للروبوت الطائر باستخدام كاميرتين رقميتين منخفضتي التكلفة».

المهندس يوشع أثناء تقديم الورقة العلمية في المؤتمر الذي أقيم في لبنان

المشرف على المشروع الدكتور "إياد حاتم"، قال: «تميزوا أثناء المرحلة الجامعية باختيارهم مشاريع مميزة، وأحد مشاريع التخرج لهذه السنة في برنامج "الميكاترونيكس" للمتميزين، كان عبارة عن التحكم بقيادة طائرة من دون طيار. أحد أهم متطلبات هذا العمل كان تحديد موضع الطائرة في الزمن الحقيقي بدقة عالية. وعادة يتم ذلك من خلال حساسات غالية الثمن توضع على هذا النوع من الطائرات. وقد طبق هذا النظام على طائرة مصممة ومجمعة محلياً. تمت عملية اختبار نظام التموضع ضمن بيئة مخبرية داخل المبنى، وأظهرت النتائج أنه يمكن باستخدام تقنيات معالجة الصورة والشبكات العصبونية الوصول إلى نظام تحديد موضع للطائرة بدقة سنتيمترات قليلة، بتردد يصل إلى 16 هرتز. تم قبول مشاركة ورقة علمية لهذا العمل في المؤتمر الدولي الأول لتطور الآليات والآلات وعلوم الروبوت والميكاترونيكس "ICAMMRMS-2017"، الذي عقد في "بيروت" ما بين 17-19 تشرين الأول 2017، وتحمل هذه الورقة عنوان: “Low-Cost Quadcopter Indoor Positioning System Based on Image Processing and Neural Networks”، علماً أنه سيتم نشر الأبحاث المشاركة في هذا المؤتمر ضمن سلسلة دار النشر العلمية "سبرنغر" لعلوم الميكانيزم والآلة».

يذكر أن الطلاب المشاركين بالمشروع من خريجي مركز المتميزين عام 2012، و"يوشع محي الدين مرهج" من مواليد "طرطوس" عام 1994، و"ميس أمجد جمال" من مواليد "اللاذقية" عام 1995، و"زين العابدين علي" من مواليد "الشلفاطية" عام 1995.

ملاحظة: لم يتم ترجمة عنوان الورقة العلمية للحفاظ على الدقة.