شغفها بـ"المكياج" والتفنن فيه ميّز طالبة الهندسة "منى الصوفي" التي صقلت موهبتها بجهود ذاتية، وأبدعت في تقديم خدع بصرية سينمائية تشابه الحقيقة، وتعتمد مشاهد من الواقع في تجاربها.

في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 شباط 2018، قالت الطالبة "منى وليد الصوفي" عن بداياتها: «تردد على مسامعي منذ الصغر ضمن عائلتي، أنني طفلة ذكية وطموحة؛ وهو ما حفّزني وزاد ثقتي بنفسي وشغفي لمعرفة كل شيء، والسؤال عن الأمور الغامضة، كما أنني أحبّ العلم وقراءة الكتب، وكنت متفوقة في دراستي، وتفوقت في الشهادة الثانوية، ودرست سنة في الطب البشري، وبعدها انتقلت إلى الهندسة المدنية على الرغم من رغبتي الشديدة بدراسة الطب، لكن حبي للطب لم يتوقف، فاتبعت دورات جراحة صغرى وخياطة تجميلية وإسعافات أولية وتمريض، ومعلوماتي الطبية جيدة».

لدي حلم أن أصبح رائدة بالتنمية البشرية، فكان لا بدّ أن أقوم بدورات تؤهلني لتحقيق ما أريد في هذا المجال، حصلت على دبلوم برمجة لغوية عصبية، وشهادة ذكاء عاطفي، وشهادة إدارة ضغوط، ودبلوم قانون جذب وفهم الذات

وتتابع القول: «لدي حلم أن أصبح رائدة بالتنمية البشرية، فكان لا بدّ أن أقوم بدورات تؤهلني لتحقيق ما أريد في هذا المجال، حصلت على دبلوم برمجة لغوية عصبية، وشهادة ذكاء عاطفي، وشهادة إدارة ضغوط، ودبلوم قانون جذب وفهم الذات».

إحدى تجاربها

مشاهد العنف والخوف من الواقع الذي فرضته الأزمة السورية خلق فنّاً لدى "الصوفي"، فتقول: «عشقي للمكياج وموهبتي في التفنن به دفعني لإجراء دورة مكياج تجميلي في أكاديمية متخصصة في البداية، ثم اعتمدت التعلم الذاتي بواسطة مواقع الانترنت، وطوّرت ما تعلمته بطرائق أميركية جديدة بعيداً عن التقليد، حيث رأيت نوعاً غريباً من المكياج؛ وهو المكياج السينمائي والدرامي، وكيفية عمل كدمة أو جرح بمكياج ومواد بسيطة، بدأت تجاربي منذ أشهر، ونشرتها على صفحتي على "الفيسبوك".

حين شاهد الأصدقاء والمتابعون عملي شجعوني وراقَ لبعضهم، فهو العمل (الجميل الجميل، والقبيح القبيح)، بسبب بعض الخدع القاسية، خدع قد تكون مؤذية وأنت تشاهدها، لكن تغلبت من خلالها على مشاهد سببتها الأعمال العنيفة الخارجة عن الأخلاق والإنسانية في سبع سنوات».

العين الثالثة

وعن العين الثالثة تتحدث: «تتعلق بما يخص "الما ورائيات"، وكنت أول عربية تستطيع تطبيق خدعة بصرية، وكما هو معروف أنه لدى كل إنسان عيناً ثالثة خفية واقعة في منتصف الجبين، واستطعت إظهارها بشكل قريب إلى الحقيقة بالمكياج.

علاقتي مع هذا الفن نتجت من التحدي؛ لخوفي من الدم، وهناك من يتهمني بالعنف، وسبب تطويري للموهبة مواجهة خوفي وتخطيه، حيث كمنت قوة فنّي بصنع مكياج قريب للحقيقة، وجعلت منها هدفاً وطموحاً لن أتوقف عن تطويره لدخول عالم الخدع البصرية والسينمائية الخاصة بالحروب، الموهبة التي تعلمتها بجهودي الشخصية ومواد بسيطة من محيطي قادتني إلى فكرة صناعة الأعضاء والأطراف، ولم يتوقف طموحي عند خدع الوجه والأطراف المبتورة، بل أرسم على الوجه الشخصيات الكرتونية وشخصيات الأفلام، كما ساعدتني دورات التنمية البشرية بالعمل على موهبتي وتطويرها».

جوانا البرازي ومنى الصوفي

المهندسة الاستشارية المعمارية "جوانا البرازي" مدربة دولية في مهارات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، تتحدث عنها قائلة: «"منى" مجتهدة وطموحة، كانت في البداية مهتمة بالمكياج، واكتشفت موهبتها وأصبحت تصقلها بالتجربة والمتابعة الفردية، تسعى وتعمل على تطوير مهاراتها وقدراتها لتكون فتاة ناجحة، ساهمت دورات التنمية بتحفيز موهبتها وفتح الآفاق لخيالها للرسم على الوجه وإبداع مهارات مختلفة تجعل من موهبتها فناً مميزاً، حيث تقترب من الواقع والحقيقة بالخدع البصرية التي عرضتها في تجاربها، وتتبع باستمرار دورات لتقوية ودعم موهبتها وتعزيز الثقة بداخلها».

الجدير بالذكر، أن "منى وليد الصوفي" من مواليد "اللاذقية" عام 1997، وطالبة في السنة الأولى في كلية الهندسة المدنية، ومتطوعة بدار كفالة الأيتام والأمانة السورية للتنمية، ومتطوعة بالكشاف الفوج 97.