محبّة الأدب والإعلام كانت محرّك "مهران سلوم" الأساسي لاختيار طريقه الذي حقق فيه نجاحاً واضحاً، مثبتاً أنّ الإخلاص في الكتابة يحقق النتائج المرجوة.

في لقاء مع مدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 10 آيار 2020 تحدث "مهران سلوم" عن البداية في دخول عالم الكتابة الأدبية: «كنت أميل منذ الصغر إلى كتابة القصص إلا أنها لم تتبلور حتى سن النضوج، وكان تعلقي بالقراءة والمطالعة المساعد الأكبر في إيجاد وصوغ العبارات في القصص التي أكتبها، فأحببت الكتابة القصصية بكل أنواعها، وكتبت بضع مسرحيات للصغار والكبار وكذلك أخذت الكتابة الصحفية بكل أنواعها حيزاً من حياتي».

كنت أميل منذ الصغر إلى كتابة القصص إلا أنها لم تتبلور حتى سن النضوج، وكان تعلقي بالقراءة والمطالعة المساعد الأكبر في إيجاد وصوغ العبارات في القصص التي أكتبها، فأحببت الكتابة القصصية بكل أنواعها، وكتبت بضع مسرحيات للصغار والكبار وكذلك أخذت الكتابة الصحفية بكل أنواعها حيزاً من حياتي

وعن أهم الإنجازات التي حققها في مجال الكتابة يقول "مهران": «كانت بداياتي كتاباً لم يرَ النور، وهو قصائد شعبية بعنوان "خليني أمسح دموعك" كتبت بطريقة بسيطة من النمط الشعبي، بلغ عددها إحدى عشرة قصيدة، لأنتقل بعدها لإعداد البرامج فكان أول برنامج إذاعي من إعدادي عام 2014 بعنوان "تجليات رمضانية" وهو عبارة عن ثلاثين حلقة، لأحترف الكتابة وتصدر لي أول مجموعة قصصية بعنوان "الراقصة والشيخ" التي بلغت أربعاً وعشرين قصة تتمحور حول الخيال والواقع، وخضت مجال الكتابة الدرامية وساهمت في كتابة عملين دراميين قيد التسويق وهما "صرخات تبحر في المدى" و"عين الزيتونة" بالتوازي مع العمل على عدة مقالات صحفية في عدد من الجرائد المحلية والمواقع العربية، كما كتبت مجموعة من المسرحيات التي قدمت على خشبة المسرح في "اللاذقية" و"طرطوس" أذكر منها "الجيل الصاعد، فتيان الإنترنت، حواء ولكن؟، الصراع الأزلي"».

خلال التدريب

ويتابع "مهران" الحديث عن أهم الجوائز التي حصل عليها: «شاركت بالعديد من المسابقات المحلية والعربية، وحصلت على المركز التاسع للمسابقة العربية الكبرى للقصة القصيرة في "العراق" عن قصة "شر البلية ما يضحك" عام 2018، والمركز الثالث في رابطة "بني هلال" للأدب والثقافة المصرية عن قصة "اقتناء الله" في أيار 2019، والمركز الأول في موقع "منارات الأدب والإبداع العربي" عن قصة "مواطن درجة ممتازة" لعام 2020، اقتبس منها:

(آه ما الذي أصابني؟ التفتُّ يميناً، إنّها أسطوانة الأوكسجين، إنّها فارغة، ألم ينتبهوا إليها؟ لا يوجد أحدٌ في الغرفة، إنّهم يطبّقون النظام، يجب ألّا يبقى أحدٌ مع المريض، ملائكة الرحمة تعرف عملها، ولا تفارقك، صرختُ بأعلى صوتي: يا قوم أين أنتم؟ يا أطباء! يا ملائكة! لا حياة لمن تنادي، كأنَّ الحياة انقطعت من المستشفى حتّى بدأ صوتي ينخفض تدريجياً، حاولتُ أن أحرّك جسدي، وأحدثَ ضجيجاً، رفعتُ يديّ إلى رأسي، أنفي ينزف.. أمعقولٌ من كثرة الحركة؟ جاهدتُ في الوصول إلى الباب دون جدوى، نظرتُ إلى الأعلى فإذا بفراشات تطيرُ فوق رأسي، وتنسج لوحة زاهية الألوان، يا الله ما أجملها!).

إحدى مسرحياته

كما حصلت على جوائز في القصة القصيرة جداً منها المركز الثاني في موقع "بوابة أدباء المشرق" لعام 2019 عن قصة "شهادة"، والمركز الثاني في "منارات الأدب والإبداع" 2020 عن خاطرة "أنا الحلم"، جاء فيها:

(دعوني أرمم حجارة هذا الطريق المدمر

زكوان العبدو

وأرفع أنقاض هذا البيت العتيق

وأغرس أشجار الزيتون واللوز المحترقة

وأصنع من دار الأوبرا أيقونة جديدة ذات نغم

وأجلس على مقاعد الحديقة المبعثرة وأعاود ترتيبها).

أما في المسرح، فقد حصلت عام 2019 على جائزة محلية بعد مشاركتي في تظاهرة "مسرح الطفل" تحت إشراف وزارة التربية ووزارة الثقافة في "طرطوس"».

ويقول "مهران" عن العمل في مجال التدريب الإعلامي: «استهواني العمل الإعلامي منذ الطفولة وسنحت لي فرصة العمل في مجال الإعداد، فلم أعتمد على ثقافتي فقط، بل التحقت بعدة دورات تدريبية، وتتلمذت على يدّ نخبة من الإعلاميين السوريين والعرب، وكنت أتلقى دروساً خاصة سواء بالمرافقة الشخصية لأماكن العمل أو بالتعليم المباشر، لأصبح مساعداً لأساتذة كبار ولاقت محاضراتي وأسلوبي القبول الإيجابي والفائدة المرجوة، لآخذ طريقاً منفصلاً وحدي من حيث الأسلوب والإعطاء، وكان من أصعب وأهم الخطوات أن تتحول إلى مدرب، فالإعلام مسؤولية أخلاقية ومهنية، ويجب أن تكون رسالتك علمية وفكرية وثقافية تعتمد على الطريقة الأكاديمية في تقديم المعلومات للمتدربين تضيف عليها أسلوبك وعلمك الخاص لتصل بأبسط وأسهل طريقة ممكنة».

أما عن التمازج بين الكتابة والتدريب الإعلامي يقول "مهران": «أعتقد أنّ كليهما متداخلان، والثقافة التراكمية التي أمتلكها في كافة المجالات التي خضتها خدمتني كثيراً في مجال التدريب، وقبل أن تكون إعلامياً محترفاً يجب أن تكون قارئاً جيداً ومطلعاً على الكثير من التجارب، ولا أستطيع التفضيل بينهما فالكتابة روحي والإعلام قلبي ولا انفصال بين الروح والقلب، وكذلك لا تنافس بينهما والمعادلة متداخلة فكلاهما من النبع نفسه، وقد بدأت في إعطاء دورات تخص الكتابة الدرامية (السيناريو) ولاقت إقبالاً وحصدت نتائج جيدة من خلال المتدربين الذين كان مشروع تخرجهم كتابة فلم سينمائي تمت الموافقة عليه أصولاً من وزارة الثقافة».

ويقول "زكوان العبدو" دكتوراه بالنقد في جامعة "تشرين" عن "مهران": «قاصٌّ شغوفٌ بالحياة والإنسان، تقرأ في قصصه الواقع الذي يعايشه بما يحمله من روح مجتمعه ليعبر عن هموم أبنائه، راصداً الظواهر المتبدية فيه، ملتقطاً تفاصيله الدقيقة التي يبني عليها قصته، راسماً بلغته البسيطة القريبة إلى نبض المجتمع صوراً تمتزج بين الواقع والخيال ليعبر عن مكنونات الشخصيات وعوالمها الداخلية من صراعات اجتماعية ونفسية، أفكار وأحلام، كما يحتفي بالمفارقات ليلج إلى تناقضات الواقع ويعريه تاركاً للقارئ المشاركة في عملية خلق النص عبر استيعاب هذه المفارقات واستنتاج أبعادها، فتراه يجمع الراقصة والشيخ في مشهد واحد، وتراه ينشئ حوارات فلسفية بين شخوص قصصه إلى درجة تجعلك تشعر أنك أمام مثقفين قابضين على سيف المعرفة والحكمة مراعياً بدقة مناسبة الحوار للشخوص، ودوره في الكشف عن ملامحها».

يذكر أنّ "مهران سلوم" من مواليد "اللاذقية" عام 1981، درس كلية الشريعة الإسلامية في جامعة "دمشق".