تميّزت شجرة زيتون في قرية "بلنيو" التابعة لناحية "المزيرعة" بغزارة موسمها وحباتها الناعمة، حيث شهدت أجيال كثيرة عطاءها، وما زال عطاؤها مستمراً من دون اهتمام، وعُرفت بحجمها الكبير وزيتها ذي الطعم الطيب.

مدونة وطن "eSyria" زارت قرية "بلنيو"، بتاريخ 6 تشرين الأول 2017، والتقت التسعيني "محمد إسماعيل" الذي يملك جزءاً من الشجرة، فتحدث عنها قائلاً: «هي شجرة معمّرة جداً، وعرفها أبي وأجدادي بعمرها وشكلها الكبيرين، أذكر في عام 1952 تمّ تقليم أغصانها من الجذع بسبب ارتفاعها وعدم القدرة على قطافها، وكانت تنتج ما يزيد على ثلاثين "ربعة" من الزيتون؛ أي ما يعادل عشرة أكياس، و"الربعة" تساوي عشرين كيلوغراماً، أملك ثلث الشجرة، وشريكي يملك الباقي، فقد قسمنا المواسم بيننا؛ أقطفها عامين، وهو أربعة أعوام، وقد بلغ عمرها تسعين عاماً، وهي ضخمة ومنتجة تحتل مساحة 300 متر، وزيتها مميز جداً بطعمه ورائحته وحباتها صغيرة وناعمة وملأى بالزيت، لا نهتم بها لأن جذورها تبعد ما يقارب ثلاثين متراً عن جذعها، ونقوم بقطافها بعد هطول الأمطار في تشرين الأول، ونبقى نحو عشرة أيام لننهي قطافها، نعتمد على هزّها وجمع حباتها؛ لأنها مرتفعة».

مثّلت في الماضي محطة للفلاحين من قرى عدّة، وارتبطت بكروم التين التي تحيط بها، حيث كان نواطير التين يجلسون تحت ظلالها ويقومون بفرش التين وتجفيفه وينامون لحراسته في العرزال الموجود إلى جانبها، وتحدث الأجداد أن العلّامة "علي الخطيب" كان يجلس بقربها

ويتابع القول: «مثّلت في الماضي محطة للفلاحين من قرى عدّة، وارتبطت بكروم التين التي تحيط بها، حيث كان نواطير التين يجلسون تحت ظلالها ويقومون بفرش التين وتجفيفه وينامون لحراسته في العرزال الموجود إلى جانبها، وتحدث الأجداد أن العلّامة "علي الخطيب" كان يجلس بقربها».

محمد إسماعيل

فيما يقول رئيس الجمعية الفلاحية في قرية "القويقة" والمالك للجزء الأكبر من الشجرة "علي حامد علي": «قمت وشريكي بشراء الأرض التي تضم الشجرة من عائلتي "ميني" و"مايلة"، وتقاسمنا المواسم؛ فحدود الأرض مشتركة، والقسم الأكبر من الشجرة في حصتي من الأرض. عُرفت هذه الشجرة منذ الماضي، حيث كان جدي من مواليد عام 1886، وتحدث عن وجودها وضخامتها آنذاك، لكن قشرتها توسعت وتقشرت بفعل الزمن، نوعها غريب وغير معروف، وحباتها الناضجة ذات لمعان لافت، كما أنها تثمر بغزارة، وفروعها تتجدد بسرعة بعد التقليم، ويأخذ بعض المزارعين من فروعها لتطعيم أشجارهم، وفي إحدى السنوات أنتجت 160 كيلو غراماً من الزيت».

جانب من الشجرة
حبات الزيتون