من الأسماك التي تعدّدت أسماؤها من منطقة إلى أخرى في "سورية"، دخلت من البحر "الأحمر" إلى البحر "المتوسط" حديثاً، وتمتاز بقدرتها على تغيير لونها بهدف التخفي، ويمتاز لحمها بلونه الرمادي ولذة طعمه وقلة ثخانته؛ لذلك يدخل في أطباق السمك المقلي فقط.

مدونة وطن "eSyria" التقت الصياد "أحمد النابلسي" بتاريخ 19 تشرين الأول 2018، ليتحدث عن سمك "السمليس"، المعروف في منطقة "اللاذقية" بالسمكة "الغريبة"، حيث قال: «أعمل بمهنة الصيد منذ الصغر، تعلّمت فنونه وطرائقه المختلفة، وأثناء رحلتنا في الصيد نتعرّف إلى أنواع مختلفة من الأسماك والكائنات البحرية التي تعلق بشباك صيدنا، ومن الأسماك التي نصطادها سمك "السمليس" كما تعرف باللغة المحكية، وفي أسواقنا الشعبية في مدينة "جبلة"، وفي "اللاذقية" عرفت بالسمكة "الغريبة"، ويحكى أنها من الأسماك التي دخلت إلى البحر "المتوسط" حديثاً قادمة من البحر "الأحمر" عبر "قناة السويس"، ولهذه السمكة تسميات متعددة ومختلفة من منطقة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر، فسميت "سمنيس" في "طرطوس"، وفي "لبنان" "أبو شوكة"، وفي "مصر" اسمها "بطاطا"، وفي "المغرب" سميت "البالفانيكة" و"العريانة"، وفي "الخليج العربي" سميت "الصافي"، إضافة إلى أنها تعدّ من أكثر الأسماك انتشاراً قرب الشواطئ والمناطق قليلة العمق، وبجانب المكاسر وتجمعات الصخر وغيرها. توجد في معظم أوقات السنة، إلا أنها في أشهر الشتاء تبتعد عن الشواطئ إلى المناطق الأكثر عمقاً، وهي من الأسماك التي تجتمع بأسراب صغيرة قرب الصخور وتستقر في تلك المناطق لفترات، لذلك يقال عنها: إنها من الأسماك التي (توكر)؛ أي تستقر في أماكن معينة قرب الصخور من أجل مرعى الأعشاب البحرية والطحالب».

تعدّ المأكولات البحرية من الأطباق العريقة التي اشتهر بها المطبخ الساحلي لوجوده بكثرة في شواطئنا، ومنذ القديم كانت الأسماك من أهم الوجبات التي تتصدر موائدنا الساحلية، لكن في أيامنا هذه أصبح من الأطباق التي يتم إعدادها في المناسبات، نظراً لارتفاع أسعار السمك، لكن سمكة "السمليس" بقيت محافظة على وجودها لكونها من أرخص أنواع السمك. تطبخ مقلية مقرمشة لكون أحجامها ما بين الصغير والوسط، إضافة إلى أنها لا تحتوي ثخانة باللحم؛ وهو ما يجعل طعمها ألذّ بالقلي

وعن مواصفات السمكة وطرائق صيدها، أضاف: «السمكة تبدو عارية الحراشف، إلا أنها تملك حراشف صغيرة جداً يمكن رؤيتها بصعوبة، ولها زعانف ظهرية وحوضية تنتهي بأشواك حادة تصيب الشخص بوخز وألم ناتج عن السم الذي تفرزه وتنقله عبر أشواكها، وأغلب الأوقات يزول الألم بعد بضع دقائق؛ لذلك يراعى عند تنظيفها الانتباه من وخز أشواكها السامة، وعندما تكون السمكة حية تكون وخزتها أكثر إيلاماً وتكون باسطة أشواكها؛ لذلك يجب إمساكها من منطقة الغلاصم لتجنّب ملامسة أشواكها، وهي أكثر الأسماك التي يتم صيدها بصنارة "الدس"، ولولا هذه السمكة ما كان هناك داعٍ للتكلف بشراء صنارة، ويعدّ صيدها من أسهل عمليات الصيد، حتى إن سمكتك الأولى بالصيد إن كنت مبتدئاً هي "الغريبة"، ويتم صيدها بطريقة "الشكم" (صنارة ثلاثية)، وهي نوعان: "خلع، وبلع"، والصيد بـ"الخلع" يتم عن طريق تركيب "شكمين" بينهما مسافة تقارب 5سم، ويوضع الطعم على الشكم الأعلى، ويكون أغلب الأوقات خبزاً معجوناً بالماء، أو عشباً أخضر ينبت على الشاطئ. والصيد بـ"البلع" يحتاج إلى "شكم" واحد يوضع عليه الطعم مباشرة، وتختلف المسافة بين الفواشة والطعم باختلاف عمق المياه، لكن يجب ألا يكون الطعم مرتفعاً كثيراً عن قاع البحر، ويتم سحب الطعم من الماء عندما يشعر الصياد بحركة غريبة تدفع بفواشته إلى الأسفل، والفرق بين صيد "الخلع والبلع" أنه في الصيد "الخلع" لا ينتظر الصياد أن تبتلع السمكة الطعم، بل يفاجئها مباشرة بضرب القصبة إلى الأعلى (خلع) فيعلق "الشكم" الأسفل في جسد السمكة التي كانت تحاول أكل الطعم. أما في صيد "البلع"، فيتم بعد أن تأكل السمكة الطعم، وتصبح غير قادرة على الانفلات منه».

المعمّرة "هاجر عيسى"

الصياد "محمود جنيدي" تحدث عن ميزات هذه السمكة بالقول: «تعدّ هذه السمكة من الأسماك التي تستطيع تغيير ألوان جسدها ليتماهى مع البيئة المحيطة بها، وتشتت أنظار المفترسين، وهي من الأسماك ذات اللحم الرمادي، وهو لذيذ الطعم ودسم، إلا أنه غير ثخين، يقلى في أغلب الأحيان، والسمكة الصغيرة التي لا يتعدى طولها 7سم، تسمى "بذرة السمليس"، يمكن تناولها بحسكها كاملة بعد قليها بالزيت جيداً حتى يصبح حسكها هشّاً. ويصل طول السمكة حتى 25سم تقريباً. وتتغذى على الأشنيات والأعشاب البحرية والطحالب، وكثيراً ما نرى أسرابها تتناول الطحالب عن الصخور في تراتبية وتناغم جميل وساحر، كما تتغذى أيضاً على العوالق الصغيرة والكبيرة كالقناديل، وهي تحب الخبز والعجين كثيراً؛ لذلك يلجأ الصيادون إلى صيدها بواسطة عجين الخبز من دون أي إضافة عند الاصطياد بالصنارة، كما أنها من أكثر الأسماك التي يتم اصطيادها بالأقفاص التي يضع فيها الصيادون الخبز».

وتحدثت "هاجر عيسى" عن تحضير طبق سمك "السمليس"، فقالت: «تعدّ المأكولات البحرية من الأطباق العريقة التي اشتهر بها المطبخ الساحلي لوجوده بكثرة في شواطئنا، ومنذ القديم كانت الأسماك من أهم الوجبات التي تتصدر موائدنا الساحلية، لكن في أيامنا هذه أصبح من الأطباق التي يتم إعدادها في المناسبات، نظراً لارتفاع أسعار السمك، لكن سمكة "السمليس" بقيت محافظة على وجودها لكونها من أرخص أنواع السمك. تطبخ مقلية مقرمشة لكون أحجامها ما بين الصغير والوسط، إضافة إلى أنها لا تحتوي ثخانة باللحم؛ وهو ما يجعل طعمها ألذّ بالقلي».

ذكر "السمليس"
مجموعة من الأسماك