بإشارة لصورة شاب في مقتبل العمر وبجملة: "هذا كان دافعي" بدأت "أم هشام" حديثها عن السبب الأساسي الذي دفعها إلى العودة لمقاعد الدراسة والاستمرار بطلب العلم.

وفي لقاء مع مدونة وطن "eSyria" في 10 كانون الأول 2015، تحدثت "نجلا برغل" الجدة التي حققت حلم ولدها بمتابعة التعلم والوصول إلى مقاعد الجامعة: «كان ولدي يقول لي: "سأدرس الحقوق وأصبح قاضياً، وأنت من سيرتب لي القضايا لأدرسها"، توفي ولدي ولم يحقق حلمه، لكن حبي للعلم والتعلم وكلمات ولدي التي لم تفارق ذاكرتي كانت السبب الأول لمتابعة الدراسة والوصول إلى الجامعة».

كان ولدي يقول لي: "سأدرس الحقوق وأصبح قاضياً، وأنت من سيرتب لي القضايا لأدرسها"، توفي ولدي ولم يحقق حلمه، لكن حبي للعلم والتعلم وكلمات ولدي التي لم تفارق ذاكرتي كانت السبب الأول لمتابعة الدراسة والوصول إلى الجامعة

أما عن رحلة دراستها فقالت: «بدأت في معهد أوغاريت لمحو الأمية في منطقة "القابون"، ونجحت في امتحان الابتدائية بمعدل 53%، وقدمت إلى معهد الكبار، لكن لم أنجح في امتحان التاسع من أول مرة حيث اضطررت للانتقال إلى "اللاذقية" بسبب الأوضاع الأمنية في تلك الفترة، ونجحت في المرة الثالثة، وحصلت على مجموع 235 درجة، لكن لم أتوقف هنا، وصمّمت على نيل شهادة الثانوية وبدأت التحضير والدراسة، ونجحت بمعدل سمح لي بالتقدم إلى الجامعة».

في البيت

وتتابع "أم هشام": «في يوم إعلان النتائج كنت أترقب الوقت وجسمي يرتجف بانتظار النتيجة ليخبرني ولدي برسوبي في مادتين، أعدت تقديمهما في الدورة الاستثنائية لأحصل على معدل جيد فيهما، ثم تقدمت إلى الجامعة؛ لكن درجاتي لم تؤهلني لدراسة رياض الأطفال، وهو الفرع الذي أحلم به، لذا اخترت المكتبات لحبي الشديد بالقراءة والكتب».

وبالنسبة للدوام في الجامعة قالت "أم هشام": «أذهب يومياً إلى الجامعة ولا أتخلف عن أي محاضرة، وفي أول محاضرة اعتقد الطلاب والأساتذة أنني جدّة أحد الطلاب، فقد كانت علامات الدهشة بادية عليهم عند معرفتهم بأنني طالبة معهم، حيث قام الطلاب والأساتذة بمساعدتي وتزويدي بما ينقصني من محاضرات لأدرسها».

من دراستها

وتحدثت "فاتن كوشاري" زوجة ابن "نجلا": «كانت دائمة القراءة وتتابع الدراسة بانتظام؛ حتى إنها كانت تصل الليل بالنهار، بذلت مجهوداً كبيراً في التحضير لامتحان الشهادتين، حتى بعد دخولها الجامعة لم تتوقف عن قراءة الكتب ومتابعة برامجها المفضلة على الراديو أو التلفاز، وفي كثير من الأحيان تدعوني لمشاركتها بمتابعة كثير من البرامج المفيدة».

يذكر أن "أم هشام" من مواليد 1944، وهي أم لثمانية أولاد، وجدّة لخمسة عشر حفيداً، وتفضل الروايات البوليسية وقراءة كتب "أغاثا غريستي"، وتحلم بنيل درجة الماجستير في فرع المكتبات والمعلومات.