لم تمنعه دراسته الجامعية من تحقيق حلمه بتعلم الموسيقا؛ فبحسّه الموسيقي العالي تمكّن "جعفر عيسى" من صقل موهبته، وتقديم أكثر من 40 لحناً، لينال لقب أصغر ملحن في العالم عن معزوفته: (وردة في الحرب)، في المسابقة العالمية للتأليف والتلحين في "فرنسا".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 أيلول 2017، المهندس "جعفر عيسى" ليحدثنا عن موهبته قائلاً: «أنا بطبعي إنسان هادئ، أعشق الطبيعة وما فيها من أصوات، وكانت ملهمتي لأبدع ألحاني؛ فعلاقتي بالموسيقا روحية بدأت مذ كنت في الثانية عشرة من عمري، وبدعم وتشجيع من والدي بدأت العزف على آلة "الأورغ" بعد سماعي للمقطوعة الموسيقية بعيداً عن النوتة، وباستخدام التكنولوجيا تمكنت من صقل موهبتي عن طريق "اليوتيوب"، حيث أمتلك ذاكرة مكنتني من عزف أي مقطوعة موسيقية لمجرد سماعها؛ وهذا ساعدني على تعلّمها من دون الالتحاق بمعاهد الموسيقا».

في الحقيقة اللحن هو من خلق الكلمات، حيث استقيت تصور "جعفر" للحالة ومناسبة إبداعه مع جملة المشاعر التي كانت تجتاحه من فرح وحزن وألم وزهوة الانتصار، قدمت لي صورة ذهنية للواقع، حيث أوحى بالكلمات كما الروح التي تقمصت جسداً لتخرج كلمات أردتها مناسبة للحن؛ وهو ما يخالف المعتاد؛ فعادة يوضع اللحن المناسب للكلمات

وعن مشاركته في المسابقة التي نال فيها لقب أصغر ملحن، يضيف: «منذ طفولتي كانت لي محاولات عدة بمجال التلحين أستقي مواضيعها مما يدور حولي في الطبيعة وأحداث أراها في حياتي اليومية، وبالعودة إلى ما يمرّ به البلد من خراب وتدمير وقتل أردت أن أعكس هذا الواقع وأعبر عنه بالموسيقا، فكانت معزوفة: (وردة في الحرب)، التي كانت مزيجاً من الحب والحزن، الفرح والنصر، تقدمت بها بمساعدة أحد أصدقائي للمشاركة بالمسابقة العالمية للتأليف والتلحين التي أقيمت في "فرنسا" بمشاركة (2000) لحن لموسيقيين من دول مختلفة، وبعد عدة تصفيات فازت المعزوفة بالمرتبة الأولى؛ لأنال بذلك لقب أصغر ملحن في العالم».

نشر خبر فوزه في الصحف

عنه قال عازف العود "علي إسماعيل": «"جعفر" أستاذ نفسه، حيث تعلم الموسيقا من دون الحاجة إلى مدرسين؛ فهو من الشبان الموهوبين، لديه شغف كبير بالموسيقا؛ وهذا ما لمسته من اندفاعه الكبير لتعلمها؛ بدأ عزف الأغاني التراثية، لكنه أراد أن يخرج عن المألوف ويبحث عن التميز، فأخذ يبدع موسيقاه الخاصة مستلهماً من الواقع مواضيعه، فكانت معزوفته: (وردة في الحرب)، التي لامس بها وجع كل مواطن سوري عانى من ويلات الحرب أوصل إلينا من خلالها حالة الصراع والنصر، الفرح والحزن الذي حلّ بالبلد. وبرأيي، صدق مشاعره وتمكّنه من موهبته أوصلاه إلى العالمية».

بدوره الشاعر "جهاد إسماعيل" كاتب كلمات: (وردة في الحرب)، يقول: «في الحقيقة اللحن هو من خلق الكلمات، حيث استقيت تصور "جعفر" للحالة ومناسبة إبداعه مع جملة المشاعر التي كانت تجتاحه من فرح وحزن وألم وزهوة الانتصار، قدمت لي صورة ذهنية للواقع، حيث أوحى بالكلمات كما الروح التي تقمصت جسداً لتخرج كلمات أردتها مناسبة للحن؛ وهو ما يخالف المعتاد؛ فعادة يوضع اللحن المناسب للكلمات».

جعفر عيسى مع الشاعر جهاد إسماعيل

من الجدير ذكره، أن "جعفر عيسى" من مواليد "اللاذقية" عام 1995، طالب في كلية الهندسة المدنية، بجامعة "تشرين".