إطلالتها الساحرة، وموقعها الجغرافي المتميز، إضافة إلى حركتها العمرانية المتطورة والحديثة التي تشهدها أبنيتها، جعلتها من القرى النموذجية في ريف "جبلة"، وأكسبتها مقومات سياحية وخدمية متميزة؛ وهو ما جعلها تصبح ناحية.

لمعرفة المزيد عن قرية "حمام القراحلة"، زارتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 نيسان 2018، والتقت "وحيد اسماعيل" رئيس سابق لبلديتها، ليحدثنا عن تاريخ القرية وأصولها، بالقول: «"حمام القراحلة" من القرى التابعة لمدينة "جبلة"، تقع على ارتفاع 600 متر فوق مستوى سطح البحر، وتبعد إلى الشرق عن بلدة "القطيلبية" نحو 9كم، وإلى الجنوب الشرقي من مدينة "جبلة" بنحو 20كم، ويبلغ عدد سكانها نحو 10580 نسمة، بمخطط تنظيمي مساحته 379 هكتاراً، وقد أصبحت القرية ناحية في عام 2010، حيث ضمت عدة قرى، منها: "حمام القراحلة، بشراغي، جيبول، درميني، العريقيب، دوير بسنديانة، بسنديانة، بسطوير، خرايب سالم"، وترتبط هذه القرى فيما بينها بشبكة من الطرق المعبدة والحديثة. وتعد "حمام القراحلة" عقدة مواصلات تتلاقى فيها الطرق من كل اتجاه، حيث تعدّ صلة وصل لبعض القرى، ولا يمكن الوصول إليها من دون المرور بها، وهي: "درميني"، و"بشراغي"، و"جيبول"، و"العريقيب"، و"خرايب سالم"، و"بسطوير". كما تضم القرية عدداً من المنشآت الخدمية والسياحية، ففيها فندق (ثلاثة نجوم)، ومركز بريد، ومركز استثمار وصيانة الكهرباء، ومركز لشراء التبغ، ومركز صحي، ووحدة إرشادية، ومؤسسة استهلاكية، إضافة إلى العديد من المدارس لكافة المراحل الدراسية، ففيها بنيت أقدم مدرسة ابتدائية في المنطقة أيام الحكم العثماني، ونتيجة الحركة العمرانية المتطورة والحديثة التي تشهدها أبنيتها ويعلو معظمها القرميد القرمزي، تعدّ قرية "حمام القراحلة" مدينة داخل قرية».

منذ القديم كانت القرية عبارة عن غابات من الأشجار الحراجية الطبيعية تتوزع فوق التلال والهضاب والسفوح، لكن أهالي القرية قاموا بتحويلها إلى أراضٍ صالحة للزراعة بعد أن كانت وعرة لا تصلح لشيء، حيث استثمرت جبالها في زراعة الأشجار المثمرة، كالتفاح، والزيتون، والحمضيات، وغيرها، وتعد من القرى المتميزة بموقعها، حيث تضم العديد من التلال والسفوح المكسية بغطاء نباتي ساحر أكسبها إطلالة رائعة على السهل الساحلي لمدينة "جبلة"، وخصوصاً أنها تميزت بمناخ معتدل صيفاً، بارد ماطر شتاء

وتابع حديثه: «اشتهرت القرية بوجود العديد من الينابيع الصالحة للشرب، ويستخدمها أهالي القرية منذ القديم وحتى يومنا هذا، وهي: نبع "الحمّام"، و"عين قبي"، وسمي كذلك لأنه مكان مقبي (مسقوف)، ومن الممكن الوصول إلى نبع الحمّام من بين الصخور فوق الماء، كما يوجد العديد من الشخصيات التاريخية من سكان القرية القدماء، ومن أبرزهم ابن عمة وصهر الشيخ "صالح العلي"، الذي شاركه ثورته ضد الفرنسيين عام 1920، حيث لقّب في القرية بـ"حاتم الطائي"، بينما اسمه الحقيقي الشيخ "حبيب محمود"، كما سكن القرية أيضاً في السابق وحالياً كبار رجالات الدولة السوريين، وتميزت القرية بمستوى علمي رفيع؛ ففيها الشهادات الجامعية والعليا من ماجستير ودكتوراه، يعيش قسم كبير من أبنائها في المدن الرئيسة داخل "سورية"، وقسم آخر في المهجر خاصة في "ألمانيا" و"فرنسا" ودول "الخليج العربي"».

"وحيد اسماعيل" رئيس بلدية "حمام القراحلة"

وعن طبيعة المنطقة السياحية، حدثنا "أسعد ناصر" من أهالي القرية بالقول: «تمتاز المنطقة عموماً بمؤهلات اصطيافية رائعة، فالمناخ الجبلي الساحر والطبيعة البكر الخلابة، وإطلالتها الآسرة على البحر وسهل "جبلة" والأفق الغربي، إضافة إلى أنها محاطة بالسفوح الجبلية الخضراء والأحراج المتوسطية التي أضافت إلى القرية جمالاً فاتناً؛ كل هذا جعلها واحدة من المناطق المحمولة على أكتاف جبال "اللاذقية" ذات الصفات الجمالية والملكات الاصطيافية التي تؤهلها لدخول مضمار الاصطياف والسياحة الشعبية بجدارة واقتدار. يوجد العديد من القصص التي تجعل من قريتنا قرية اصطيافية وترفيهية بامتياز؛ ففي الماضي كنا نقضي الليل تحت ضوء القمر وبين أشجار السنديان والبلوط التي تغطي العديد من حارات القرية، كما توجد ثلاثة محاور يقصدها الناس للتنزه بالقرية، كمحور "درميني الحمام"، ومحور عين "قبيه الحمام"، وطريق عالٍ كانوا يسمونه "الحفة"».

وفي لقاء مع أحد سكان القرية "علي اسماعيل" البالغ من العمر 76 عاماً، قال: «منذ القديم كانت القرية عبارة عن غابات من الأشجار الحراجية الطبيعية تتوزع فوق التلال والهضاب والسفوح، لكن أهالي القرية قاموا بتحويلها إلى أراضٍ صالحة للزراعة بعد أن كانت وعرة لا تصلح لشيء، حيث استثمرت جبالها في زراعة الأشجار المثمرة، كالتفاح، والزيتون، والحمضيات، وغيرها، وتعد من القرى المتميزة بموقعها، حيث تضم العديد من التلال والسفوح المكسية بغطاء نباتي ساحر أكسبها إطلالة رائعة على السهل الساحلي لمدينة "جبلة"، وخصوصاً أنها تميزت بمناخ معتدل صيفاً، بارد ماطر شتاء».

"حمام القراحلة" بعدسة المصور الفوتوغرافي "هيثم الخطيب"

وتحدث عنها المصور الفوتوغرافي "هيثم الخطيب" قائلاً: «امتلكت قرية "حمام القراحلة" مزايا عدة تجعل منها مادة فوتوغرافية دسمة، فتنوع تضاريسها وتباين ارتفاعاتها يعطيك خيارات واسعة لالتقاط العديد من الصور المتميزة، كما أن تحسن الوضع الاقتصادي لبعض سكانها عبر الزمن انعكس بشكل جمالي على بناء بيوت جميلة جعل منظرها الخارجي يقترب أكثر فأكثر من مفهوم المصايف، إضافة إلى موقعها المتميز؛ فإطلالتها القوسية تعطيك مجالاً أوسع للتصوير، فتطل على ثلاث جهات وتشرف على ساحل "سورية" الشمالي، فتستطيع أن ترى منها ساحل محافظة "اللاذقية" كاملاً من جبل "الأقرع" شمالاً، مروراً بمدينة "اللاذقية" وبعدها مدينة "جبلة"، وصولاً إلى الحدود الجنوبية للمحافظة المتاخمة لمنطقة "بانياس"، فأنا كمصور فوتوغرافي أكون رابحاً ببلدة كهذه، سواء صورت فيها، أو صورت منها».

ويذكر الباحث "محمد جميل حطاب" في كتابه "معجم أسماء المدن والقرى في محافظة اللاذقية"، أن قرية "حمام القراحلة" يفسر الاسم بقسميه "حمام" موضع الاستحمام، و"قراحلة" نسبة إلى قوم جاؤوا من قرية قريبة تدعى "قرن حلية"، ونسبوا إليها.

صورة القرية عبر غوغل إيرث