في الطريق إلى قرية "السراج" تخبرنا غابات الصنوبر والسنديان المنتشرة على حافتي الطريق بجمال القرية وامتلاكها مقومات طبيعية وبيئية كثيرة، حيث الأنهار والينابيع والطبيعة البِكْر وموقعها ضمن مسار القلاع، وقربها من محمية الشوح والأرز.

مدوّنة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 8 تشرين الثاني 2018، قرية "السراج" والتقت "محمود كامل علي" من أهالي القرية، فتحدث عن موقعها الجغرافي قائلاً: «تقع "السراج" بين "جوبة برغال" من الجهة الشمالية، و"الشعرة" و"صلنفة" من الشرق، وبلدة "المزيرعة" من الجنوب والغرب، و"القرداحة" من الغرب، وتتوسط القرى الآتية: "كرم المعصرة"، و"الديرونة"، و"المصيص"، و"عنينيب"، و"البلاط"، و"فرزلى". وترتفع عن سطح البحر أكثر من 600 متر، وتبعد عن المدينة خمسين كيلومتراً، وتتبع إدارياً إلى منطقة "الحفة"، وتمتد على مسار أربع قلاع: "صلاح الدين"، و"المهالبة"، و"بني قحطان"، و"مينقة". وهناك دلالات تشير إلى قدم هذه القرية ووجود الحياة فيها منذ مئتي سنة؛ كوجود المغارات، مثل مغارتا "أبو حبيب" و"الدرجة" والكهوف، ومناطق أثرية مثل "وطى الشون"، وغابات تحيطها من كافة الاتجاهات، كغابة الأرز الطبيعي "الصنوبر" والسنديان والبلوط، ووجود مزارات عدة فيها ومقابر قديمة، وفي القرية مئة منزل، وعدد سكانها 600 نسمة، ويقال سميت "السراج" لموقعها بين تلتين مرتفعتين جعلها تأخذ شكل سرج الفرس».

"السراج": تتبع ناحية "المزيرعة"، منطقة "الحفة"، ومعناها (إناء يملأ بالزيت أو نحوه، فيصعد في فتيله ويتحلل إلى مواد مشتعلة عندما تمسه النار، فيستضاء به

تعدّ زراعة التبغ من الزراعات الحاضرة ومصدر رزق أهل القرية،

محمود كامل علي

ويضيف: «في السنوات الفائتة كان يعتمد أهل القرية على الوظائف في الجيش العربي السوري ووظائف القطاع العام، لكنهم يعتمدون اليوم في مصادر رزقهم على زراعة التبغ، حيث يبلغ دخل الأسرة مليوناً ونصف المليون ليرة سورية سنوياً، كما يزرعون أشجار الجوز والتفاح والزيتون والخوخ بكثرة؛ وهي من الزراعات الحديثة في القرية، إضافة إلى الأعشاب البرية، وقد تمثّل هذه الأعشاب مصدراً رئيساً في دخل الأسرة».

وعن تضاريس القرية ومناخها يتحدث "محمود علي" قائلاً: «يحيط القرية نهر يمتد من قرية "القرير" من الجهة الشمالية، ويلتقي نهر "البلاط" الذي ينبع من "جوبة برغال" ويجري ضمن قريتي "عنينيب" و"فرزلى"، ويلتقيان في نقطة واحدة، إضافة إلى التلال والوديان وطبيعتها الجبلية التي أعطت أرضها شكل المدرجات. أما مناخها، فهو بارد صيفاً وشتاءً وتتساقط الثلوج في أغلب الأحيان؛ وهو ما يسبّب قطع طرقاتها ولجوء أبنائها من الطلاب والموظفين إلى السكن في المدينة، ونسبة الرطوبة تكاد تكون معدومة، فالمناخ كفيل بأن تُبنى منتجعات سياحية وطبية والاستفادة منها سياحياً لامتلاكها مقومات طبيعية وبيئية كثيرة».

جانب من القرية

أما مدرّسة اللغة العربية "زكية صقر" مديرة مدرسة "السراج"، فتتحدث عن الواقع التعليمي في القرية قائلة: «يوجد في القرية مدرستان؛ ابتدائية حلقة أولى، ومدرسة "السراج" الثانوية التي تضمّ الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، وقد اطلعت على الواقع التعليمي في القرية منذ أن تسلّمت إدارتها عام 2005، ووجدت الطلاب من النخبة في التعلم والدراسة، ونبع هذا النجاح والتفوق من اهتمام الأهالي بأبنائهم وضرورة تعليمهم؛ فأهل القرية يحبون العلم والدراسة، والمدرسة تخدّم خمس قرى، وبين الطلاب نسبة ذكاء واضحة، ولا يخلو منزل في القرية من إجازتين جامعيتين باختصاصات مختلفة، وكل عام تُخرّج المدرسة طلاباً بعلامات تامة وشبه تامة تعطيهم فرصة التسجيل في كلية الطب، ومنذ سنتين تفوق خمسة عشر طالباً في الثانوية العامة وسجلوا في كليات الطب والهندسة، ويوجد في القرية 22 دكتوراً في اختصاصات مختلفة».

يُذكر أن معنى قرية "السراج" كما ورد في معجم معاني أسماء المدن والقرى في محافظة "اللاذقية" للكاتب والباحث "محمد جميل الحطاب" هو: «"السراج": تتبع ناحية "المزيرعة"، منطقة "الحفة"، ومعناها (إناء يملأ بالزيت أو نحوه، فيصعد في فتيله ويتحلل إلى مواد مشتعلة عندما تمسه النار، فيستضاء به».

السراج من غوغل إيرث