تتميز بلدة "البصّة" بغناها ومقوماتها التي جعلت منها مركزاً لاستقطاب السكان، وموقعاً سياحياً مهماً، لكونها تشرف على الجبال من جهة، والبحر من جهة أخرى، حيث يعدّ شاطئها من أجمل الشواطئ على امتداد الساحل السوري.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 نيسان 2019، المدرّس "باسل داود" ليحدثنا عن موقع البلدة، فقال: «هي شريط متماوج يمتد جنوب مدينة "اللاذقية"، من شاطئ "البحر المتوسط" باتجاه طريق عام "اللاذقية - دمشق". كما أن البلدة تبعد عن مركز المدينة نحو ستة كيلومترات فقط، وترتفع عن سطح البحر عشرين متراً، وتحاذي البحر على طول حدودها الجنوبية الغربية، بمسافة تقدر بثلاثة كيلو مترات، وبأجمل شاطئ رملي يصل متوسط عرضه إلى سبعمئة متر، ويحدها من جهة الجنوب بلدتا "الهنّادي"، و"فديو"، ومن جهة الشمال نهر "الكبير الشمالي"، ومن جهة الشرق طريق عام "اللاذقية - دمشق"، ويتبع لها إدارياً عدد من المزارع، منها: "الجركس"، و"الشرشار"، و"السمهانية"، و"شيخ الحمي"، كما يخترقها طريق "دمشق" القديم والجديد».

جاءت هذه التسمية من بصَّ بتشديد الصاد؛ أي بصّ الشيء بمعنى لمع وتلألأ، ففي ساعات الصباح عند شروق الشمس على رمالها وقطرات الندى المتجمعة على المساحات الخضراء فيها تتلألأ وتلمع، وفي هذا المعنى تكون القرية المتلألئة

وعن أصل التسمية يقول: «جاءت هذه التسمية من بصَّ بتشديد الصاد؛ أي بصّ الشيء بمعنى لمع وتلألأ، ففي ساعات الصباح عند شروق الشمس على رمالها وقطرات الندى المتجمعة على المساحات الخضراء فيها تتلألأ وتلمع، وفي هذا المعنى تكون القرية المتلألئة».

المدرّس باسل داود

أما مختار البلدة "نوح عبد اللطيف نوح"، فقد تحدث عن السكان والوضع المعيشي فيها، حيث قال: «بالنسبة لعدد السكان في البلدة، فقد أصبح يزيد في الوقت الحالي على ثلاثين ألف نسمة، ويعود السبب في ذلك إلى كونها قريبةً من مدينة "اللاذقية". ولطيب سكانها دوره في ذلك أيضاً، فقد أصبحت مركزاً لاستقطاب واستقرار الكثيرين من أهالي القرى الجبلية المجاورة، وأيضاً استقطبت عدداً من السوريين المهجرين من كافة المحافظات السورية نتيجة الأحداث التي مرّت بها مدنهم ومناطقهم.

ولطالما اشتهرت البلدة في السابق بتربية الأبقار والأغنام والماعز، إلّا أن هذا النشاط انحسر قليلاً في الوقت الحالي، حيث تحول الناس إلى زراعة أشجار الحمضيات بأنواعها، إلى جانب زراعة الخضار الباكورية، حيث تعدّ الأشهر بين البلدات والقرى بهذه الزراعة، ومنها زراعة البندورة والباذنجان والكوسا، وغيرها من المحاصيل، مستفيدةً في ذلك من غنى أرضها بالمياه الجوفية، وربطها بمشروع ري من سد "16 تشرين" على نهر "الكبير الشمالي". وإلى جانب الزراعة تنشط في "البصّة" العديد من المهن الصناعية، منها الحدادة والنجارة والألمنيوم، وعدد من معامل الألبسة والأحذية ومعامل البلوك، وتتوزع فيها المحال التجارية. كما أنها تحتوي منشأة لتوضيب الحمضيات».

المختار نوح عبد اللطيف نوح

وفيما يتعلق بالوضع الخدمي للبلدة، يكمل المختار حديثه بالقول: «لدينا مركز خدمات يقوم بتقديم خدماته المتنوعة للمواطنين، منها ترحيل القمامة وصيانة الطرقات والشوارع، وتوثيق عقود الآجار ومنح الرخص الإدارية، كما يوجد فيها أيضاً مركز للهاتف يؤمن خدمة الاتصالات والإنترنت، وهي تضم جمعيتين فلاحيتين؛ إحداهما زراعية، والأخرى متخصصة بتربية الحيوان. ويتوفر فيها أيضاً فرن يؤمن احتياجات الأهالي من مادة الخبز، ومن الخدمات أيضاً شبكة صرف صحي وشبكة لمياه الشرب، لكنهما بحاجة إلى التوسيع حتى تشمل الخدمة الأحياء والمزارع كافةً».

وعن الجانب التعليمي يقول: «يوجد في البلدة ثلاث مدارس؛ ابتدائيتان، ومدرسة واحدة للتعليم الإعدادي والثانوي، ونتيجة اكتظاظها بالسكان أصبح هذا العدد لا يكفي، وهي غير قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب. وأكثر ما يميز البلدة أيضاً أنها كانت ولا تزال منبراً للثقافة والعلم، وقدمت العديد من القامات الأدبية والتعليمية المتميزة على مستوى "سورية" والوطن العربي، وفيها عدد كبير من حملة الشهادات العلمية بمختلف الاختصاصات».

بلدة البصة على الخريطة