يعدّ التحكيم الأنثوي من الاختصاصات القليلة التي تتجه إليها النساء في الرياضة السورية، وفي كرة القدم على وجه الخصوص. غير أنّ "ربى زرقا" تابعت الطريق لتكسب احترام كوادر كرة القدم، وتتسلم الشارة الدولية بجدارة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 كانون الثاني 2017، الحكم الدولي "ربى زرقا" بعد تسلمها الشارة الدولية لعام 2017 المرسلة من الاتحاد الدولي لتجديد الثقة للسنة الثالثة على التوالي، حيث تقول: «دخلتُ عالم الرياضة من باب ألعاب القوى في صفوف نادي "المحافظة" منذ عام 1995، ثم انتقلت إلى كرة القدم، وتم اختياري للمنتخب الوطني لكرة القدم النسائية.

تعدّ "ربى زرقا" من الحكام المجتهدين المثابرين، ولا تقل مستوى عن الحكام الرجال، وهذا ما شجعنا على إشراكها في المباريات المهمة

انتقلت بعدها إلى التحكيم في عام 2006، وشاركت في جميع الدورات والاختبارات التي تقيمها "الفيفا" والاتحاد الرياضي العام، ونلت أول شارة دولية للتحكيم في الصالات عام 2011، ثم نلت الشارة الدولية للتحكيم على الملاعب العشبية عام 2015، اختصاص "حكم مساعد".

ربى زرقا

وشاركت داخلياً بتحكيم المباريات في الدوري السوري للمحترفين، وكنت في عداد طاقم التحكيم في المباراة النهائية لكأس التحدي بين ناديي "الجيش" و"الوحدة"، التي انتهت بفوز نادي "الجيش" بهدف وحيد».

أثبتت "ربى" جدارة وتميزاً خارج "سورية" وخاصة في "الأردن" و"الإمارات" بالتحكيم لكرة القدم ضمن الصالات، حيث وصلت إلى هذه المرحلة بالعمل الجاد، وتتابع: «قررت دخول التحكيم بعد أن تلقيت التشجيع والدعم من والدي وأصدقائي، فالوصول إلى القرار الصحيح ضمن المباراة يحتاج إلى التدريب والالتزام، وسرعة البديهة، والتمركز الصحيح، والفنيات العالية، وقوة الشخصية. أما في المنزل، فزوجي يشجعني كثيراً، وهو السند الأساسي بسبب تقبله لعملي وطموحي.

المباراة النهائية لكأس التحدي

وأظنّ أنّ المرأة صاحبة رسالة في الحياة، وهناك طرائق كثيرة لإيصالها، وأنا أحاول ذلك من خلال تربية ابني، ومساعدة ومشاركة زوجي في حياته اليومية، واجتهادي اليومي لتحقيق طموحي».

أما عن الصعوبات التي تواجه "ربى" في المستطيل الأخضر، فتضيف: «تكمن الصعوبة التي تواجهني في عدم وجود طاقم تحكيمي نسائي كامل، ووجودي وحيدة بين الرجال، لكنني أتجاوز ذلك من خلال تشجيع الجمهور والمراقبين لعملي. وأتأمل أن يتم اختياري للمشاركة في تصفيات كأس العالم في الأشهر القادمة كي أمثل "سورية" كأي رياضي سوري يحب وطنه وعلمه».

ضمن الحكام الدوليين

الحكم الدولي السابق "سليمان أبو علو" عضو لجنة الحكام الرئيسة، قال عن وجود حكم من الجنس اللطيف في تحكيم مباريات الرجال: «تعدّ "ربى زرقا" من الحكام المجتهدين المثابرين، ولا تقل مستوى عن الحكام الرجال، وهذا ما شجعنا على إشراكها في المباريات المهمة».

أما الكابتن "بشار الشريف" مدرّب منتخب "سورية" للسيدات، فقال: «كانت من اللاعبات المميزات كحارس مرمى مع المنتخب، ونادي "المحافظة"، وتابعت تألقها من خلال عملها في التحكيم، ونحن من المشجعين الدائمين لها».

بقي أن نذكر، أنّ "ربى زرقا" من مواليد "القطيلبية" في "جبلة"، عام 1985، متزوجة، ولديها طفل اسمه "دانيال".