تمتلك الموهبة والمقومات الجسدية والفكرية التي استغلتها بالطريقة المناسبة، لتصنع من نفسها بطلة في إحدى الألعاب القتالية، وهمّها رفع علم بلادها في المحافل الدولية، وأن تكون القدوة والمثل لمحبي لعبة "الجودو".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تشرين الثاني 2018، البطلة "آلاء سباعي" لتتحدث عن بداياتها ورحلتها في هذه اللعبة، حيث قالت: «في مرحلة مبكرة من طفولتي كانت تتسم شخصيتي بشيء من الضعف بالمقارنة مع أقراني، الأمر الذي طالما أزعج والدي؛ لذلك قرر عندما بلغت السادسة من العمر مساعدتي في تخطي ما أعانيه من الخوف والضعف في شخصيتي، وكان ذلك من خلال إدخالي مجال الرياضة، بالتحديد لعبة الجودو، وذلك كان عام 2001، وبعد أن بدأت ممارسة هذه اللعبة ازداد تعلقي بها يوماً بعد يوم، وهي لعبة تتعلق بالعقل والجسد في آن واحد؛ لأن لاعب الجودو يجب أن يتمتع بسرعة بديهة كبيرة ودرجة جيدة من الذكاء، وعليه أن يكون مدركاً لكل ما يحدث حوله، كما أنه صاحب القوة والمرونة الجسدية العالية، المتحمل لكل أنواع التعب التي قد يشعر بها اللاعب أثناء ممارسته لهذه اللعبة القتالية».

بالتأكيد دائماً لدي رسالة لا بدّ من توجيهها إلى كل فتاة تحب أي رياضة أو لعبة من الألعاب القتالية؛ و"الجودو" إحداها. بالتأكيد هناك في المجتمع من يرفض ذلك بحجة أنها لعبة ذكورية بحتة، وهنا ما أودّ قوله إنها لعبة ليست حكراً على فئة بعينها، وعلى كل فتاة ترغب بهذه الرياضات ألا تتردد؛ لأن ذلك سينعكس إيجاباً على شخصيتها وقوتها العقلية والجسدية من دون أي تأثير سلبي بأنوثتها ومظهرها الجميل، بل على العكس تماماً ستجمع بين الأنوثة والتفكير السليم والقوة والسلامة البدنية

وتضيف: «كفتاة رياضية لا يختلف هدفي عن هدف أي لاعب رياضي في أي مجال من المجالات الرياضية، فالهمّ الشاغل دائماً هو الوصول إلى أعلى المراتب والتتويج على مختلف المنصات الدولية، أيضاً السعي باستمرار لرفع اسم وعلم بلادي عالياً في كل مكان أذهب إليه، وكل بطولة أشارك فيها، وهذا شعور جميل ومختلف، لكنه دائماً بحاجة إلى مزيد من التعب والجهد ومواصلة التمارين أيضاً، والأهم من ذلك كله الإيمان بالقدرات التي نتمتع بها في أي مواجهة مهما بلغ حجم التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقنا، والتي قد تتنوع مسبباتها وظروفها».

خلال أحد التكريمات

وكأنثى تمارس هذا النوع من الرياضات لها رسالتها التي تسعى باستمرار إلى إيصالها، وقالت: «بالتأكيد دائماً لدي رسالة لا بدّ من توجيهها إلى كل فتاة تحب أي رياضة أو لعبة من الألعاب القتالية؛ و"الجودو" إحداها. بالتأكيد هناك في المجتمع من يرفض ذلك بحجة أنها لعبة ذكورية بحتة، وهنا ما أودّ قوله إنها لعبة ليست حكراً على فئة بعينها، وعلى كل فتاة ترغب بهذه الرياضات ألا تتردد؛ لأن ذلك سينعكس إيجاباً على شخصيتها وقوتها العقلية والجسدية من دون أي تأثير سلبي بأنوثتها ومظهرها الجميل، بل على العكس تماماً ستجمع بين الأنوثة والتفكير السليم والقوة والسلامة البدنية».

وعن بعض إنجازاتها ومشاركاتها قالت: «في البداية تبقى عوامل كالخوف والقلق والتوتر كفيلة بأي خسارات مررت بها ويمر بها أي لاعب، لقد كانت أولى بطولاتي التي شاركت بها عام 2006. أما الذهبية الأولى على مستوى الجمهورية، فقد أحرزتها عام 2009، وهكذا تتابعت سلسلة الإنجازات والذهبيات حتى عام 2017، وقد كان دخولي للمنتخب السوري عام 2016، وفي "فيتنام" كانت أولى مشاركاتي الدولية، وشاركت عام 2017 في بطولة "العرب"، حيث أحرزت الميدالية الفضية، والسعي مستمر لمزيد من الميداليات والإنجازات بهدف رفع اسم بلادي في المحافل الدولية في لعبة الجودو، وحالياً أنقل مهاراتي وعشقي لهذه اللعبة إلى الأطفال من خلال عملي كمدرّبة، وأكثر ما أحبه رؤية روح اللعبة في عيونهم وحماستهم اللا محدودة».

أما "عبد الوهاب عبيد" وهو مدرّب نادي "الشرطة"، فقال عنها: «الجودو من الرياضات القتالية التي تتميز بالكثير من الفن والذوق والابتكار، لكنها تحتاج إلى الكثير من العمل لتسويقها خاصة في المدارس أسوةً ببعض الدول التي تدخلها ضمن المنهاج المدرسي، ونحن كمدربين يمكننا تقديم الخبرات للاعبين، وتقديمهم إلى الجمهور، لكن ربما لا نستطيع عمل أكثر من ذلك بسبب عدة معوقات، أهمها تأمين مستلزمات اللعبة كالبساط مثلاً، علماً أننا في "سورية" نمتلك أبطالاً يمكن وصفهم بالممتازين، ومنهم اللاعبة "آلاء سباعي" التي استطاعت بجهودها أن تحجز لنفسها مكاناً مهماً في البطولات التي خاضت غمارها، فهي لاعبة ممتازة وموهوبة وتحترم هذه الموهبة، وتعرف تماماً كيف تستغلها بطريقة إيجابية، يساعدها في ذلك ما تملكه من خامة جيدة وظفتها توظيفاً صحيحاً لتطوير مهاراتها، وتحقيق الإنجازات المتتالية، فربما تستطيع أن تكون قدوةً لغيرها، خاصةً أن الجودو لعبة لا تزال تفتقر إلى وجود العنصر الأنثوي».

يذكر أن اللاعبة "آلاء سباعي" من مواليد "اللاذقية" عام 1995، طالبة في كلية التجارة والاقتصاد.