لعبة الفنّ والسرعة التي عشقها، وحقّق من خلالها إنجازات كثيرة كلاعب، تشهد اليوم على يده تطوّراً كبيراً من خلال عمله كمدرّب متابع ومحبّ للعمل الرياضي، فتجده دائم السعي لتطوير مهاراته، ونقلها بأمانة إلى مواهب لا تزال في بداية الطريق.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تشرين الثاني 2018، مدرّب الجودو "عبد الوهاب عبيد" ليحدثنا عن رحلته في عالم الرياضة، فقال: «في عام 1980 بدأت ممارسة لعبة الكاراتيه في نادي "عمال اللاذقية" الرياضي، وكان ذلك بإشراف من قبل المدرّب "محمد نجار"، وقد اخترتها آنذاك لأنها كانت اللعبة الشعبية الأولى والأكثر انتشاراً على مستوى "اللاذقية"، وفي عام 1981 كانت لي مشاركة في بطولة الكاراتيه على مستوى المحافظة، ثم قمت بعدة فحوصات للأحزمة الملونة، وقد نلت الحزام البني، لكن من خلال وجودي الدائم في نادي "العمال" كنت أراقب باستمرار التدريبات على لعبة الجودو، التي كانت تجرى حينئذٍ بإشراف المدرّب الراحل "حسن قدسي"، هذا ما جعلني أتعلق يوماً بعد يوم بها، خاصةً أنني رأيت فيها رياضة الفنّ والقوة والسرعة، وعلمت أيضاً أن معنى تسمية الجودو هو الفن المرن، فانتقلت لممارستها بإشراف وتشجيع المدرّب "قدسي"، وكان ذلك في عام 1982، ومازالت حتى الآن تحتل المكانة الأولى بالنسبة لي، لكن بدايتي الفعلية فيها كلاعب كانت عام 1983.

بالنسبة لمشاركاتي، فهي كثيرة على مستوى الجمهورية، وقد كان لي شرف تمثيل محافظتي في بطولات الجودو لسنوات عديدة تمتد بين عامي 1987-2000، أحرزت خلال كل هذه السنوات العديد من الميداليات لفئتي الشباب والرجال، وقد دفعني حبي لهذه الرياضة إلى دخول عالم التدريب، وكانت البداية في المركز التدريبي في صالة ملعب "الباسل"، ومازلت مدرّباً فيه حتى الآن؛ لكونه يعدّ المركز الأساسي في اكتشاف المواهب والخامات الواعدة في رياضة الجودو، وأيضاً أدرّب في نادي "شرطة اللاذقية" حتى الآن

إنجازاتي فيها كثيرة ومتنوعة، بدأتها في المشاركة في بطولات "عمال سورية" مشاركات متقطعة على مدار أعوام، وقد أحرزت خلالها مراكز متقدمة، على الرغم من أنها تعدّ من أصعب المراحل بالنسبة لي؛ فلطالما عانيت قلة الخبرة لدى المدرّبين والكوادر المشرفة عليها في مدينة "اللاذقية"؛ الأمر الذي دفعني للسفر إلى العاصمة "دمشق" بهدف المتابعة في التدريب بإشراف مدربين أكفاء على مستوى الجمهورية لتطوير مهاراتي الفنية فيها».

أحد التكريمات التي حصل عليها

ويتابع: «بالنسبة لمشاركاتي، فهي كثيرة على مستوى الجمهورية، وقد كان لي شرف تمثيل محافظتي في بطولات الجودو لسنوات عديدة تمتد بين عامي 1987-2000، أحرزت خلال كل هذه السنوات العديد من الميداليات لفئتي الشباب والرجال، وقد دفعني حبي لهذه الرياضة إلى دخول عالم التدريب، وكانت البداية في المركز التدريبي في صالة ملعب "الباسل"، ومازلت مدرّباً فيه حتى الآن؛ لكونه يعدّ المركز الأساسي في اكتشاف المواهب والخامات الواعدة في رياضة الجودو، وأيضاً أدرّب في نادي "شرطة اللاذقية" حتى الآن».

ويضيف: «كأي أب في العالم أحبّ أن أرى أولادي في مراكز متقدمة، وقد ورثوا عشقي لرياضة الجودو، فابني "فادي" إلى جانب دراسته في كلية التربية الرياضية في جامعة "تشرين"، حقّق تميزاً كبيراً في اللعبة، وأثبت جدارته فيها من خلال تحقيقه المركز الثالث في بطولة الجمهورية التي أقيمت هذا العام، إضافة إلى عدد من الميداليات الذهبية كان قد حصل عليها على مستوى المحافظة. أما أحلامي التي لم يحالفني الحظ بأن أحققها؛ وهي المشاركة في البطولات الخارجية، فأراها اليوم تتجسد على أرض الواقع على يد ابنتي الصغرى "ساندرا"، التي استطاعت -على الرغم من قصر مدة التدريب- إحراز فضيتين في بطولة العرب التي أقيمت في "لبنان" هذا العام، مع الإشارة إلى أنها كانت اللاعبة الأصغر في البطولة، وقد لفتت أنظار الجميع، كما أنها تعدّ أول بطلة سورية تشارك في بطولة عربية وتحرز فضيتين في الوزن الحرّ، ووزن 52 كيلوغراماً. وأود الإشارة إلى أننا في "سورية" لا توجد لدينا بطولات على مستوى الجمهورية لهذه الأعمار، وحالياً من خلال عملي كمدرّب أسعى إلى اكتشاف المواهب، وأعمل على رعايتها لضمها إلى صفوف منتخب المحافظة ونادي "شرطة اللاذقية"، وتأهيلهم الجيد حتى يكونوا رديفاً ضمن منتخباتنا الوطنية، ويرفعوا علم "سورية" في البطولات العربية والعالمية».

شهادت في الجودو

أما "حيدر رجوب" وهو مدرّب وحكم دولي في لعبة بناء الأجسام والقوة البدنية، ومدير نادي "شرطة اللاذقية"، فقال: «نحن الآن النادي الوحيد في "سورية" -هذا إن لم يكن في كل الدول المجاورة- الذي يمارس إحدى وعشرين لعبة، ومتفوق بأكثر من عشر ألعاب على مستوى الجمهورية، ومنها لعبة الجودو. والحقيقة، بعد تكليف الكابتن "عبد الوهاب" بتدريب فريق "الجودو" في النادي، شهدت اللعبة تطوراً كبيراً على مستوى الجمهورية خلال السنتين الماضيتين، وهو من المدربين المتابعين والمحبين للعمل الرياضي، ودائم السعي لتطوير مهاراته وعمله كمدرّب؛ من خلال اتباع عدة دورات تدريبية وتثقيفية من خلال الدورات المقامة عن طريق اتحاد اللعبة، بإشراف الاتحاد الرياضي العام، ونستطيع القول بفضله تمت إعادة اللعبة إلى مكانها الطبيعي على مستوى الجمهورية. ولا يخفى على أحد من المقربين منه -وأنا أحدهم- أنه إنسان طموح ومحبوب من قبل جميع اللاعبين والمدربين والإداريين، كما أن اهتمامه الكبير بهذه الرياضة جعلنا نمتلك عدداً كبيراً من الفئات العمرية الصغيرة التي يسعى إلى رفع مستواها التدريبي ولياقتها البدنية وتحضيرها للمشاركة في بطولات قادمة، إضافة إلى الأبطال على مستوى الجمهورية من جميع الفئات، وخاصة الإناث».

يذكر، أن المدرّب "عبد الوهاب عبيد" من مواليد مدينة "اللاذقية"، عام 1967.

الرجوب