بعد التوجه في الأعوام الأخيرة إلى الطب البديل والتداوي بالأعشاب، أُنشئت في قرية "الكوم" في محافظة "القنيطرة" مدرسة النباتات الطبية والعطرية، وضمنها حديقة للنباتات الطبية، التي ساهمت في رفع وعي الإرشاد الزراعي في المنطقة.

المهندس الزراعي "محمد رحال" رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في "القنيطرة"، قال في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الأول 2017: «بغية تطبيق التقانات الحديثة في الزراعة، ونشر زراعة النباتات الطبية والعطرية؛ تم إنشاء مدرسة للنباتات الطبية والعطرية في وحدة قرية "الكوم" الإرشادية، وقد بلغ عدد المتدربات في المدرسة 40 متدربة من قرى وحدة "الكوم" الإرشادية من المهتمات بالموضوع، وقد تم اختيارهن بعد إجراء استطلاع رأي الراغبات في المشاركة بالمدرسة، كما تم وضع برنامج المدرسة من قبل المتدربات بالتنسيق مع لجان الإشراف عليها، وتعلمت المتدربات ضمن مبدأ النهج التشاركي، إذ قمن بزراعة الحديقة المخصصة للمدرسة في الوحدة الإرشادية بشتى أنواع النباتات الطبية والعطرية، وتعرّفن إلى كيفية الزراعة الصحيحة، والخدمات الواجب تطبيقها، وأهمية وفوائد كل نوع من النباتات وطرائق جنيها وقطافها، والتعرّف إلى أنواع النباتات الطبية البرية التي تنمو تلقائياً».

بغية تطبيق التقانات الحديثة في الزراعة، ونشر زراعة النباتات الطبية والعطرية؛ تم إنشاء مدرسة للنباتات الطبية والعطرية في وحدة قرية "الكوم" الإرشادية، وقد بلغ عدد المتدربات في المدرسة 40 متدربة من قرى وحدة "الكوم" الإرشادية من المهتمات بالموضوع، وقد تم اختيارهن بعد إجراء استطلاع رأي الراغبات في المشاركة بالمدرسة، كما تم وضع برنامج المدرسة من قبل المتدربات بالتنسيق مع لجان الإشراف عليها، وتعلمت المتدربات ضمن مبدأ النهج التشاركي، إذ قمن بزراعة الحديقة المخصصة للمدرسة في الوحدة الإرشادية بشتى أنواع النباتات الطبية والعطرية، وتعرّفن إلى كيفية الزراعة الصحيحة، والخدمات الواجب تطبيقها، وأهمية وفوائد كل نوع من النباتات وطرائق جنيها وقطافها، والتعرّف إلى أنواع النباتات الطبية البرية التي تنمو تلقائياً

وأضاف "رحال": «مشروع الحديقة الطبية تنموي يساهم في زيادة دخل الأسرة الريفية في المحافظة، وقد قامت مديرية الزراعة بتقديم الشتلات والبذار للزراعة، وتم زراعة مساحة تصل إلى 200 متر مربع، تضمنت العديد من أنواع الشتول، وقُسمت النباتات المزروعة في الحديقة إلى نباتات تستخدم كمشاريب كـ"البابونج، والشاي الأخضر، والعطرة، والعسيطران، واللافندر، والتشكلس، والقرنفل، والمنثور، والتميس، والنعناع البري، والميرمية، والمليسة، والورد الشامي، وإكليل الجبل، وشقائق النعمان، والختمية، وزهر الزعرور، والألماسة"، ونباتات تستخدم في العلاج الخارجي كـ"الطيون، وقثاء الحمار، والصفرة، والكركمة، والعيصلان"، وقد زرعت هذه النباتات بمساعدة المتدربات في المدرسة من خلال تطبيق التعليمات ميدانياً وضمن البرنامج الزمني لها، أما النباتات البرية، فهي إضافة إلى النباتات السابقة، تستخدم كغذاء كـ"الزعفران، والكزبرة، والزعتر، والهندباء، والدردار، والقرصعنة، واللوف، والرشاد، وقرة الوادي الحلوة (العصية)، والخبيزة، وقرة الوادي الحارة (الجرجيرة)، ورجل العصفورة، والشمرة، والمردكوش، والحبق، والخرفيش، والعكوب"».

"إكليل الجبل" أحد النباتات الطبية

"محمد سليمان العلي" رئيس شعبة الإعلام في مديرية زراعة "القنيطرة"، قال: «على الرغم من ضيق الأراضي في المحافظة، إلا أنها تتميز بتنوع الغطاء النباتي الناجم عن التباين المناخي وتفاوت معدلات الأمطار وتنوع التربة الصالحة للزراعة؛ وهو ما جعلها تذخر بثروة هائلة من النباتات الطبية والعطرية. ومدرسة النباتات التي أنشئت عام 2016 في قرية "الكوم"، لتدريب الفلاحات على زراعة مثل هذه النباتات في الحدائق المنزلية وكيفية الاعتناء بها، وكيفية قطافها وتجفيفها، ثم تعليبها ووضعها في أكياس وبيعها في السوق المحلي للاستفادة من مردودها، ورفع مستوى دخل الأسر الريفية، لكون أفرادها يعتمدون في حياتهم على مثل هذه المنتجات المحلية، وإن استزراع النبات الطبية ذو فائدة كبيرة في رفع مستوى الدخل، إضافة إلى الفائدة الدوائية لكونها رخيصة وذات خواص علاجية ليس لها تأثيرات جانبية على عكس المركبات الدوائية، كما تطمح زراعة "القنيطرة" إلى توسيع المساحة المزروعة في الوحدة، وإضافة أنواع جديدة من النباتات، وتأمين شبكات تنقيط للري، وتزويدها ببيت بلاستيكي لإنتاج الشتول».

"شمعة جمعة الأحمد" إحدى الفلاحات المشاركات بزراعة نباتات الحديقة الطبية، قالت: «مدرسة النباتات الطبية والعطرية التي قامت في وحدة قريتنا الإرشادية هي من المبادرات المهمة التي كان يجب أن تتوفر منذ زمن، كون محافظتنا ذات طبيعة زراعية ونعتمد في معيشتنا على الزراعة، فمن خلالها تعرفنا على كيفية زراعة مثل هذه النباتات والاعتناء بها، وكذلك استغلال مساحات الأراضي في منازلنا بمثل هذه الأنواع من الشتول، كون الجميع يمتلك مساحات واسعة من الأراضي بجانب منزله، فمن خلال تجربتي في هذه الحديقة أصبحت حديقتي المنزلية غنية بهذه النباتات، وتعلمت تماماً كيفية الحفاظ عليها والاعتناء بها، وأنا وجميع الفلاحات في قرية " الكوم" دائماً نتابع النشاطات والندوات والمبادرات التي تقوم بها مديرية الزراعة بالمحافظة، فهي دليلنا الإرشادي الزراعي الذي نتعلم منه استغلال أراضينا، وكيف يكون لدينا مساحات زراعية غنية بشتى أنواع النباتات».

زهرة الختمية
"البابونج" من نباتات المشاريب