تجلى للمرأة في "الجولان" دور كفاحي مشهود اقتضاه الاحتلال الصهيوني الغاشم الذي تعرض له "الجولان" في الخامس من حزيران عام 1967م .

ويقول الأستاذ "عبد الكريم العمر" الباحث في شؤون الجولان لموقع eQunaytra: «بالرجوع إلى المصادر المتوافرة حول مشاركة المرأة في "الجولان" وما قدمته من تضحيات إلى جانب الثوار والمناضلين الذين ساهموا في صنع الانتصارات على الأعداء المحتلين، وإنجاز الاستقلال الوطني المنشود في نيسان عام 1946م إرثاً يتوهج ومعيناً لا ينضب سبيلاً يؤدي إلى دحر المحتلين الصهاينة عن ثرى جولاننا الغالي، منهم شهيدات معارك "جباتا الخشب" بقيادة الثائر الشهيد "أحمد مريود" 31/5/1926م "فاطمة الرحال"، "مريم إبراهيم"، "خديجة صالح مريود"، "مريم مخول الفحيلي"، وتضحيات أمهات وأخوات وبنات شهداء معركتي "قصر الخصاص" الأولى والثانية ومعارك جبل "عامر" و"مرجعيون" و"الغجر" و"صردا" و"المطلة" في جنوبي "لبنان" بقيادة الثوار الأمير "محمود الفاعور"، "أحمد مريود"، "أسعد العاص" وولديه "شاكر" و"عز الدين"، وتضحيات أمهات وأخوات وبنات شهداء معارك "مجدل شمس" والقرى المجاورة لها بقيادة الثائر "أسعد كنج أبو صالح"، وتضحيات أمهات وأخوات وبنات الشهداء والمحكومين بالإعدام إثر الهجوم على الحامية الفرنسية في "فيق" 21 آب 1921 والمجزرة التي تبعتها بقيادة الثوار "ذياب العمر"، "عبد الله الطحان"، "عبد الحميد الدخيل"، "محمد البريدي"، "محمد المذيب"، "صالح الجلال"، "طالب الشرع"، "عكاش السالم"، "عربي ذياب"، بالإضافة لنشاط عضوات جمعية النهضة النسائية في مدينة "القنيطرة" خلال أسابيع التبرعات لتسليح الثورة الجزائرية وأسابيع جمع معونة الشتاء لمصلحة سكان القرى الحدودية الصامدة في "الجولان" في مواجهة العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة، واستشهاد الشابة "مريم عبد الرحمن" من مدينة "فيق" أثناء مظاهرة ضد حكم الانفصال انطلقت من ثانوية "فيق" عام 1962م عندما أطلقت النار على المتظاهرين».

نساء القنيطرة في مجدل شمس أثناء حملة التبرع لأسبوع التسلح عام 1956م

وتابع "العمر" حديثه في نفس السياق بالقول: «شهيدات مقاومة الاحتلال الصهيوني في قرى "الجولان" المحتلة "صالحة أبو سعدة" من قرية "مسعدة" إثر انفجار لغم قرب القرية عام 1971م، "آمال السيد أحمد" من قرية "مجدل شمس" إثر إطلاق نار في حرب 1973م، "زريفة زوجة يوسف مرعي" من قرية "مجدل شمس" إثر إطلاق نار في حرب 1973م، "ماجدة سليمان مرعي" من قرية "مجدل شمس" إثر إطلاق نار في حرب 1973م، "غالية فرحات" من قرية "بقعاثا" إثر إطلاق نار بمظاهرة في القرية عام 1987م.

الأستاذ "عبد الكريم العمر"

أما ضحايا ألغام ومتفجرات الاحتلال الصهيوني في قرى "الجولان" المحتلة "سمر حسين الصفدي" من قرية "مجدل شمس" إثر انفجار شظية قذيفة في البساتين عام 1973م، "روز سليمان مسعود" من قرية "مسعدة" إثر انفجار لغم قرب بيتها أدى إلى فقد عين عام 1975م، "ناهي سمور" من قرية "مجدل شمس" إثر انفجار لغم قرب بيتها في إضراب 1982م، "صالحة الشوفي" من قرية "مسعدة" إثر انفجار لغم أدى إلى كسر باليد في إضراب 1982م، "ياسمين أبو جبل" من قرية "مجدل شمس" إثر انفجار لغم إصابة بالصدر قرب بيتها عام 1989م.

ومعلمات فصلن عن عملهن بسبب مقاومة الاحتلال في قرى "الجولان" المحتلة "وجدان حسن الصفدي" معلمة مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1965-1983 فصل قسري مع تعويض، "نجاح فريد يوسف أبو جبل" معلمة مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1967-1982 فصل قسري دون تعويض، "سليمة سعيد محمد خاطر" معلمة مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1974-1986 فصل قسري مع تعويض، "سهام عبد الله عثمان" معلمة مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1978-1983 فصل قسري مع تعويض، "سمر حسين صالح الصفدي" معلمة مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1978-1983 فصل قسري مع تعويض، "أميرة جميل حمد الغوطاني" أكاديمية في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1979-1997 فصل قسري دون تعويض، "غزالة جميل السيد أحمد" مدربة خياطة في مدرية "مجدل شمس" الابتدائية 1975-1977 فصل قسري دون تعويض، "نهى جميل حسين أبو صالح" معلمة غير مؤهلة في مدرسة "مجدل شمس" الابتدائية 1979-1981 نقلت إلى مدرسة أخرى ورفضت، "أميرة سعيد محمد الخطيب" معلمة مؤهلة في مدرسة عين قنية الابتدائية 1967-1986 فصل قسري دون تعويض».

وذكر "العمر" أنه: «اشتركت نساء قرى "الجولان" في جميع المظاهرات التي تجري ضد الاحتلال وقاومن جنود الاحتلال بالحجارة والعصي وقمن بتوزيع البصل والحليب على المتظاهرين لمنع تأثير القنابل الغازية الخانقة، وفي عام 1982م تعرضت كل من السيدات "زاهية عرمون"، "جميلة محمود"، "نهلة أبو جبل" للضرب المبرح من قبل الجنود الصهاينة لأنهن اشتركن بالمظاهرات وساعدن المتظاهرين واستطاع عدد من النساء خلال المواجهات تخليص أبنائهن من الاعتقال أمثال "ابتسام نخلة" وقامت بعض النساء بمقاومة الجنود الغزاة كما فعلت "هيلة أبو زيد" وساعدت نساء الجولان في توزيع المنشورات المناهضة للاحتلال وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران، أما الاعتقال الجائر والتحقيق فلم ينحصر لدى المحتلين بالرجال بل شمل الأطفال والنساء أمثال "إلهام نايف أبو صالح" التي اعتقلت واقتيدت للمحاكمة في "حيفا" ومنعت من العودة إلى "دمشق" لمتابعة دراستها الجامعية بتهمة مقاومة الاحتلال، واعتقلت "آمال محمود" التي أمضت في الأسر ما يقرب من خمس سنوات في سجون الاحتلال بدءاً من 16/12/2001م».

ملاحظة: الصورة الرئيسية «نساء القنيطرة في مجدل شمس أثناء حملة التبرع لأسبوع التسلح عام 1956م».