خمس سنوات على انطلاق مشروع "شباب" والنتيجة (100) ألف مستفيد ومستفيدة، (360) متطوع ومتطوعة، أكثر من (70) ألف ساعة تدريب، (90) شركة خاصة تتعاون مع "شباب"، و(27) مذكرة تفاهم مع شركات القطاع الخاص ووسائل إعلامية وجمعيات أهلية.

فما قصة هذا المشروع، وما هي رؤيته، ولم كان "شباب"، وكيف يحقق برامجه، وما هي إنجازاته؟

ساعدني برنامج "خبرة عمل"على تطوير تفكيري حول عالم الأعمال والمحاسبة، وإنشالله عندما أكبر سأتطوع في مشروع " شباب " وأعمل فيه إن أمكن

تبدأ السيدة "راما قنواتي" مساعدة المديرة الإعلامية في مشروع "شباب" حديثها بتعريف مشروع "شباب" بقولها: « هو مشروع "سوري" تنموي غير ربحي، يعمل على تأهيل وتدريب الشباب بين سن الـ (14-24) سنة لدخول عالم الأعمال وتطوير مهاراتهم الأساسية، وهو أيضاً أحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية».

راما قنواتي

وتضيف "قنواتي" : « يأتي هذا ضمن رؤية المشروع التي تتلخص بأن "سورية" تزدهر بشباب مبدع ومنتج، قادر على الاعتماد على نفسه يدرك قدراته ويحقق النجاح لنفسه ولمجتمعه».

لكن ما الذي يميز "شباب" عن غيره من المشاريع الوطنية؟

طلاب أثناء تدريب عملي

تجيب قنواتي: « يتيح مشروع "شباب" الفرصة أمام جميع الأطراف المحلية لتشارك في تطبيق برامجه، وبما يمكنها من لعب دورها البنّاء تجاه المجتمع، كما يعتمد المشروع على شراكات عمل قوية محلية تتضمن عالم الأعمال والحكومة ومؤسسات المجتمع الأهلي».

وتبرر مساعدة المديرة الإعلامية للمشروع وجود "شباب" بالقول:« تتمتع سورية كما نعرف جميعاً بنسبة شباب عالية من مجموع السكان الأصلي تقدر بـ (58.9%) غير أنهم يواجهون تحديات عدة أبرزها البطالة، حيث نجد أن نسبة (57%) من العاطلين عن العمل هم شباب، والغالبية منهم يفضلون التوجه للعمل في القطاع العام، ما يشكل أزمة في القدرة على تأمين وظائف لكل الراغبين بدخول سوق العمل، ومن جهة أخرى فإن القطاع الخاص يشكو نقصاً في الكوادر المحلية المؤهلة، والمزودة بالمهارات التي يطلبها اقتصاد السوق الاجتماعي الحديث، وهنا تبرز أهمية المشروع من خلال تزويده الشباب بالمهارات الأساسية التي تؤهلهم لدخول سوق العمل ويزيد وعيهم ومعرفتهم بعالم الأعمال، وخلق انطباع ايجابي لديهم تجاه القطاع الخاص».

تدريب عملي في احدى الشركات

برامج المشروع:

هذه الأهداف إن صح التعبير يحققها المشروع من خلال أربعة برامج هي – تقول "قنواتي": « برنامج التوعية بعالم الأعمال ويجري تطبيقه في الثانويات العامة والمهنية على مدى يومين، بهدف ردم الهوة الحاصلة بين المرحلتين التعليمية والعملية لدى الشباب بزيادة وعيهم بعالم الأعمال، وتنمية المهارات الأساسية كمهارات التقديم، والعمل ضمن فريق، وإدارة الوقت، واتخاذ القرار، وذلك من خلال ست ورشات عمل يقدمها متطوعون من عالم الأعمال».

أما البرنامج الثاني فهو"خبرة عمل" تتابع "قنواتي": « عبارة عن زيارة ميدانية إلى إحدى شركات عالم الأعمال ينظمها المشروع لمجموعة من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين (16و20) سنة، لمدة أسبوع كامل لوضعهم في بيئة العمل ليكونوا على احتكاك مباشر مع عالم الأعمال، ولخلق انطباع إيجابي لديهم عن القطاع الخاص ومجالاته المتنوعة في سورية، ولمساعدتهم في اختيار المجال الذي يتناسب مع ميولهم».

الطالبة "لبنى دعدوش" - صف عاشر- في مدرسة "عبد القادر مبارك" بــ "المزة" وصفت المشروع بالرائع، وفوق العادة، وقالت: «ساعدني برنامج "خبرة عمل"على تطوير تفكيري حول عالم الأعمال والمحاسبة، وإنشالله عندما أكبر سأتطوع في مشروع " شباب " وأعمل فيه إن أمكن».

أما البرنامج الثالث "تعرف إلى عالم الأعمال" والذي تبنته وزارة التربية تتابع السيدة "راما":« بدأ العمل به عام /2006/، وهو عبارة عن منهج تدريبي مدته مئة ساعة في مجال التربية الريادية، ويتوجه لطلاب المرحلة الثانوية، والجامعية، وطلاب التدريب المهني، والمعاهد المتوسطة، ويهدف إلى تطوير مفهوم التربية الريادية، والمساهمة في خلق ثقافة المشاريع الخاصة عند الشباب عن طريق تزويدهم بالمعرفة العملية، والخطوات الأساسية لتأسيس مشروعهم الخاص، وتطوير مهاراتهم للعمل بإنتاجية في المؤسسات الصغيرة، والمتوسطة الحجم».

وحول هذا البرنامج يقول الشاب "وائل بلال": «تبلورت لدي فكرة مشروع تسويقي قبل ما يزيد على الـــ ( 6) أشهر، ولم أعرف كيف أبدأ، فقصدت مشروع "شباب" لمساعدتي، فكان أن استقبلوني برحابة صدر، وقدموني إلى اختصاصيين واستشاريين في عالم الأعمال لتنمية وتطوير فكرتي، وفعلاً افتتحت مشروعي الخاص، وهو عبارة عن (مكتب دراسات تسويقية ودراسات جدوى)».

أما البرنامج الرابع والأخير فهو"عيادات العمل" وتصفه "قنواتي" بالمقر الاستشاري وتضيف: «هو مركز للتدريب المهني يتيح الفرصة أمام الشباب كافة لمن هم بين سن الـ (14و24 ) عاماً ليناقشوا مستقبلهم المهني مع أشخاص من ذوي الخبرة يزودونهم بالمعرفة، ويرشدون المقبلين على بدء مشاريعهم الخاصة إلى أهم الخطوات التي يجب أن تتخذ في هذا الخصوص».

السيدة "دلال ديوب" تعلل إعجابها ومن ثم تطوعها في بعض برامج المشروع بالقول: «لأنه مشروع جاد ويضع الشباب في معترك العمل الحقيقي، ويساعدهم على اختيار العمل المناسب لقدراتهم، تطوعت لتقديم خبرتي في العمل الخاص بما يسهم في إكساب الشباب بعض المهارات الأساسية في أي عمل».

السيدة "راية شكر" من صندوق الأمم المتحدة للسكان، راعية لمبادرة المسرح التفاعلي فقالت: «لأنه مشروع تنموي مهم، ولديه طرق مبتكرة للوصول إلى الشباب السوري، قدمنا له الدعم المادي، وهذا العام كما في السنوات السابقة سنقدم دعماً مالياً وفنياً لمبادرة المسرح التفاعلي».

مبادرات تنموية:

يذكر أنه وبهدف الوصول إلى أكبر شريحة من الشباب شارك المشروع مع منظمات دولية معروفة في عدة مبادرات تنموية، تتلاقى في أهدافها مع أهداف المشروع، ومن هذه المبادرات: مبادرة "القادة الشباب": وتهدف إلى تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في تنمية وتطوير مجتمعاتهم المحلية، ومبادرة "المسرح التفاعلي": حيث يتم طرح قضايا اجتماعية وحياتية تهم الشباب عبر التمثيل، وأخيراً مبادرة "بذور": وهي عبارة عن منهاج تدريبي مدته (80) ساعة تدريب لمساعدة الشباب في إيجاد فرصهم في التوظيف الذاتي.

ويجدر الذكر أيضاً أن "شباب" يطبق برامجه في خمس محافظات هي "دمشق" و"حلب" و"حمص" و"اللاذقية" و"دير الزور".