نجد في قصائده وطناً مغروساً بالكلمات، وإغراقاً بالتفاصيل الجميلة عن منطقة "الجولان" التي أحبها، فكتب لها واستفاض فيها. أبدع في صياغة الشعر الشعبي، وتميّز بحضوره اللافت في الجلسات الشعبية والملتقيات الأدبية.

الشعر الشعبي بالنسبة له هو الجزء الأكبر من حياته اليومية، لكونه يعيش في حيّ شعبي كل عناصره تمثّل مادة غنية لكتابة الكثير من القصائد التي تتكلم عن أحوال المعيشة والمعاناة اليومية، وهو كالفاكهة التي يزيد طعمها حلاوة كلما وصفناها وتكلمنا بها.

أنا ملتزم مع معهد الفنون للموسيقا لكتابة الأشعار والأغاني التي تخدم الأطفال والمناسبات الوطنية، حيث يشرف على تلحينها الفنان "حسان خليل" مدير معهد الفنون للموسيقا، ولدي مشاركات بفقرات شعرية في بعض المناسبات والاحتفالات والفعاليات الشعبية والوطنية

عن بداياته مع الشعر، تحدث "محمد الشاويش" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 كانون الثاني 2018، بالقول: «بالنسبة إلى بداياتي الشعرية كانت عبارة عن كتابة خواطر يومية تحكي عن كثير من الأشياء، مثل: الحب والغزل، والمدرسة، ومواضيع أخرى تحكي عن أحداث من أرض الواقع حصلت معي، أصوغها بطريقة شعرية شعبية، وبعد كتابتي للخواطر انتقلت إلى كتابة القصائد المنوعة، التي تحمل طابع الشوق والحنين إلى "الجولان" الحبيب، وكانت أول قصيدة لي تحمل اسم "جذور الجولان"، وهذه القصيدة أحكي من خلالها عن أرض أجدادي.

الشاعر "محمد أحمد الشاويش"

وأنا بصراحة ابن اللحظة، يوجد لدي الكثير من القصائد التي كتبتها، وهي تتكلم عما حدث أمامي من أحداث ومواضيع ونقاشات تدور في اجتماعات العشائر، وبعضها عما حدث مع أصدقائي أو مع أحد معارفي أو أقاربي، وكثير من الأحيان أصوغها بطريقة نقدية هادفة إن كانت تستحق النقد».

وعن كتاباته "للجولان"، أضاف: «"الجولان" قبل كل شيء هو أمي الصغرى بعد أمي الكبيرة "سورية"، وهو موجود في القلب دائماً وأبداً، وفي أغلب كتاباتي الشعرية والغنائية التي تحكي عنه، فهو حاضري ومستقبلي وأرضي وأرض أهلي وأجدادي. وكتبت فيه قصيدة بعنوان: "جذور الجولان"، وهذه بعض أبياتها:

"حسان خليل"

"شممت ترابك وطني وعشقت روائح الطيب والياسمين والزنبقا

منابع التاريخ أنت، جذور الجولان منبتي من بين أيدينا سرقا

نبتت جذورك في قلوبنا، وذكراك بحديث أهلنا أزدني جمالاً وألقا

أنت أرض أجدادي وأمجادي، سنشم ترابك وإن طال بيننا اللقا

ويل لمغتصب عاش عابثاً بك، سنرديه قتيلاً وإن كان أحمقا

ستعودين لحضن وطني وستغدين عروساً ولا أجمل يوم الملتقا

أحببتك وإن عشت بعيداً عنك فأنت الحبيبة لقلبي والمدمعا"».

وحول سبب اتجاهه إلى الشعر الشعبي المحكي، قال: «نحن نفكر باللهجة الشعبية المحكية، ونتكلم بها، وندرس اللغة العربية بتفاصيلها الغنية في المدارس كفئة متعلمة؛ وهو ما جعلني أنحاز إلى الشريحة الشعبية التي يجب أن نحاكيها باللغة التي تفهمها، وبكلمات الأغاني التي تسمعها والتي تحلم وتفكر بها، حيث إن للقصيدة الشعبية الدور الأكبر لفهم الواقع، ومعرفة كثير من الأمور المعيشية تكون غائبة عن عقلنا، وهي عبارة عن كلام واقعي مجسد بكلمات شعرية مرتبة».

وأضاف: «كثير من القصائد التي كتبتها كانت مجمل ما تحمله من فكر ونقاشات دارت في كثير من الجلسات، إن كانت عائلية أو عشائرية أو جلسات في مكان عملي وما دار من أحاديث بين الجالسين من مشكلات، وبعض هذه القصائد كانت تحمل طابعاً نقدياً حادّاً تتحدث عن أشخاص مقصرين في عملهم المهني والوظيفي، من دون تجريح أو خروج عن المنطق.

وفي بداياتي الأولى كنت أكتب ما يجول في خاطري على أوراق صغيرة أحملها دائماً في جيبي أينما ذهبت، أكتب الفكرة وما يأتيني من إلهام، ثم أنقلها إلى مدونتي الشخصية بعد إتمامها، وبعدها تتم طباعتها وتخزينها، وحالياً لدي 400 قصيدة متنوعة ما بين غنائية ووطنية وغزل ونقد وأغاني أطفال».

وبالنسبة إلى مشاركاته، قال: «أنا ملتزم مع معهد الفنون للموسيقا لكتابة الأشعار والأغاني التي تخدم الأطفال والمناسبات الوطنية، حيث يشرف على تلحينها الفنان "حسان خليل" مدير معهد الفنون للموسيقا، ولدي مشاركات بفقرات شعرية في بعض المناسبات والاحتفالات والفعاليات الشعبية والوطنية».

عنه قال "حسان خليل" مدير معهد الفنون للموسيقا في بلدة "البطيحة" "مخيم الوافدين": «دخل الشاعر "محمد الشاويش" إلى المعهد متطوعاً لخدمة الأطفال؛ وذلك من خلال تميزه في كتابة الشعر الشعبي، والشعر الوطني والغنائي، علماً أنه قد كتب عدة أغانٍ للأطفال تم تلحينها وغناؤها في المعهد، يتميز بسرعة البديهة في كتابة وسرد بعض الأحاديث المتداولة فيما بيننا، وجعلها قصيدة شعبية جميلة تشبه إلى حد كبير القصة القصيرة، فهو بطبيعته إنسان واقعي، وأغلب ما يكتبه من أحداث واقعية عاشها وأحد أصدقائه أو أقاربه؛ وهذا ما يميزه عن غيره في طريقة الكتابة».

يذكر أن الشاعر الشعبي "محمد أحمد الشاويش" من مواليد "القنيطرة" عام 1970، وهو من أبناء بلدة "البطيحة" في "الجولان" العربي السوري المحتل، وهو الآن بصدد طباعة أول ديوان له.