لكل منا عيون يبصر العالم الخارجي من خلالها، ولعيون حمود ألف قصة وقصة، تروي حياة الناس الذين عاشوا على أرضها ليشربوا من أكثر من عين ونبعة ماء.

«"عيون حمود" تلك القرية الهادئة الزاخرة بالعيون وينابيع المياه العذبة والصافية التي كان يشرب منها أهالي القرية بالإضافة الى بعض القرى المجاورة لقرية "عيون حمود"»... هكذا يصفها السيد "عمر ظاظا- أبو ضياء" معاون مدير الثقافة بالقنيطرة الذي نهل وشرب من عيون وينابيع القرية لسنوات طويلة حيث التقته مدونة وطن eSyria بتاريخ 15/4/2008 ليضيف: «هذه القرية من أجمل قرى الجولان العربي السوري لكثرة الينابيع وعيون الماء فيها مثل: عين المغنية– نبع الكرم الكبير– عين الكرم الصغير– ينابيع، بالإضافة الى بعض الشلالات على وادي السلام، كما يحيط بالقرية عدد من الأودية الشتوية، تغذي الينابيع والبرك، ومن هذه الأودية: وادي الدفيلة وهو من أهم روافد وادي السمك الذي يبدأ سيلياً من غرب قرية البجورية على ارتفاع 430 م فوق صخور بازلتية ويصب في بحيرة "طبريا" عند قرية "الكرسي" منخفضاً تحت 212 م تحت سطح البحر.

"عيون حمود" تلك القرية الهادئة الزاخرة بالعيون وينابيع المياه العذبة والصافية التي كان يشرب منها أهالي القرية بالإضافة الى بعض القرى المجاورة لقرية "عيون حمود"

وادي السمك: عبارة عن واد عميق يلتقي بوادي الدفيلة وتغذيه ينابيع كثيرة منها، نبع المجيحية، وعين هدلة، وعين الدفيلة، وسمي الدفيلة لكثرة أشجار الدفلى على جانبي النبع وتستخدم مياهه في إدارة طاحون الحبوب في القرية إضافة الى سقاية المزروعات والخضراوات المبكرة.

أبو ضياء

تقع قرية "عيون حمود" في محافظة القنيطرة وتتبع إدارياً لناحية "البطيحة" ومنطقة "فيت"، تقع على الحافة الجنوبية الغربية للجولان في موقع مشرف على بحيرة "طبريا"، يحدها من الشمال "وادي السلام"، وشرقاً "جرابا" و"قصيبة"، ومن الجنوب "وادي الدفيلة"، ومن الغرب قرية "خوخة" و"قطوع الشيخ علي" و"كنف".

أخذت القرية اسمها كما تروي الحكايات والقصص المتناقلة على ألسنة أهل القرية نسبة الى كثرة عيون الماء العذبة دائمة الجريان التي كان يشرب منها السكان وتنسب لرجل اسمه "حمود" وهو أول من سكن في القرية.

عين مياه جولانية

كثرة الينابيع جعلت عمل السكان في الزراعة أمراً لا بد منه، فاعتمدوا على زراعة الحبوب بأنواعها إضافة الى الخضراوات الباكورية وتربية المواشي مثل البقر الجولاني والأغنام والخيل والإبل، وتكثر في القرية الأشجار المثمرة مثل الزيتون والكرمة والرمان والتين بالإضافة الى الأشجار الحرجية مثل البلوط والسنديان والسدر والغار، وفي الربيع تصبح الأرض بساطاً أخضر ينعم بالخيرات والنباتات العطرية كالزعتر البري والنرجس والأقحوان والنفل إضافة الى الخبيزة والعكوب والقرة والهندباء».

وعن القرية وعائلاتها يقول الحاج "أبو محمد" من أبناء القرية الذين يقطنون في تجمّع درعا للنازحين: «كانت تسكن القرية عائلات: "الشعبان والقطايشة والعثامنة" وجميعهم من عشيرة "التلاوية"، ويمكن الوصول الى "عيون حمود" عبر طريق "الكرسي– مدينة القنيطرة"، أما بيوت القرية فمعظمها كان من الطين والخشب وبعض البيوت الحجرية والاسمنتية الحديثة، وبعد احتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان تعرض أهالي القرية الى الطرد الاجباري من قبل جيش الاحتلال الصهيوني الذي دمر البيوت وشرد السكان وما زالت عيون حمود تحت الاحتلال بانتظار تحريرها مع تحرير تراب الجولان».

عين مياه

يعيش معظم أهالي "عيون حمود" في تجمعات "دمشق ودرعا" يحلمون باليوم الذي يعودون فيه الى قريتهم وأرضهم.