الأجواء الربيعية التي احتضنت محافظة "القنيطرة" وقراها بعد موسم الخير والعطاء أغرت كثيراً من الأسر والأطفال للخروج في نزهات ورحلات ترفيهية والتمتع بالمناظر الطبيعة الخلابة.

موقع eQunaytra التقى بتاريخ 20/4/2012م السيد "مهند الشيخ عبد الله" الذي زار مع أفراد عائلته مدينة "القنيطرة" المحررة وحدثنا على أجواء رحلتهم بالقول: «مع بداية تلاويح فصل الربيع نستغل يوم العطلة للخروج من المنازل التي لازمناها طوال فصل الشتاء لنحتفي بالطبيعة الجميلة ونسمات الهواء العليلة التي يتمتع بها فصل الربيع الجميل بأزهاره وجوه المعتدل، بالإضافة إلى لمة العائلة حيث ترى الأطفال يلعبون ويمرحون والجميع يشارك في تحضير الطعام منهم من يحضر الفحم والحطب وآخر يجهز اللحوم للشواء، وبعد الانتهاء من الطعام نقوم بتحضير الشاي على الفحم الذي يعطيه نكهة لذيذة، وبالفعل لفصل الربيع بهجة رائعة ومتميزة».

إن الخروج للتنزه في فصل الربيع والتمتع بمنظر الطبيعة والأزهار المتنوعة شيء ضروري ومهم للبعد عن أجواء الكبت التي تسببها حياة المدن، كما أن الرحلات برفقة الأطفال والزملاء والأقارب كفيلة بإعادة الحيوية والنشاط لجميع الأفراد

أما السيد "أسامة يوسف" من محافظة "دمشق" فقال: «يعد فصل الربيع عيد بالنسبة لنا، حيث يعد متنفساً طبيعياً للأسر والأطفال وفرصة للقاء الأحبة والأقارب، فنحن جئنا اليوم لقضاء يوماً ملؤه السعادة والمرح ورؤية الطبيعة والغناء والدبكة، وتجمعنا تحت ظلال الأشجار بحثاً عن الهواء العليل والاستمتاع ببهاء وحسن المناظر الطبيعية».

السيد "أسامة يوسف"

وأضاف: «إن الخروج للتنزه في فصل الربيع والتمتع بمنظر الطبيعة والأزهار المتنوعة شيء ضروري ومهم للبعد عن أجواء الكبت التي تسببها حياة المدن، كما أن الرحلات برفقة الأطفال والزملاء والأقارب كفيلة بإعادة الحيوية والنشاط لجميع الأفراد».

السيد "نذير محمد" الذي كان مع عائلته وأصدقائه في قرية "بريقة" قال: «مع قدوم فصل الربيع أقوم بوضع برنامج متكامل للرحلات والنزهات بحيث نخرج ثلاث مرات في الشهر تقريباً ولو خروجاً قصيراً للمناطق القريبة، وذلك بهدف البعد عن أجواء العمل والإزعاجات والمشكلات التي نواجهها في حياتنا فعندما نخرج إلى الطبيعة نشعر بأننا في حياة ثانية تسودها السعادة والسرور والآلفة».

أغاني ودبكة خلال النزهة

السيدة "أميرة عطية" قالت: «جئنا إلى سد رويحينة للتمتع بالهواء الرطب ومنظر الأشجار الجميلة بجانب السد وقضاء وقتاً مملوءاً بالفرح واللعب والسعادة ولأعطاء النفس وقتاً من الراحة، ونحن نجلس تحت ظل الأشجار نحضر الطعام والشراب والأركيلة، والأطفال نصبوا الحبال لصنع الأرجوحة بين أغصان الأشجار ليتبادلوا التأرجح عليها والبعض ذهب لجمع الورد وشقائق النعمان الحمراء، حيث إنه في فصل الربيع تختلط السماء بخضرة وأزهار الشجر وزقزقة العصافير ودفء الشمس وتزاحم الأسر والعائلات في الطبيعة ومن خلال ما نراه نشعر بالأمان ولا يمكن للحياة بأن تتوقف ولو كانت سورية تمر بأزمة، ومن يشاهد الأطفال وهم يلعبون في الحدائق والعائلات متربعة على العشب الأخضر تتناول مختلف الأطعمة يدرك أن سورية بخير وستنتصر بأذن الله».

الطفلة "راما محمد" التي كانت تلعب في حديقة البعث العامة قالت: «أنا سعيدة جداً بممارسة الألعاب في الحديقة من خلال اللعب على الأرجوحة والميزان وغيرها من الألعاب، ومشاركة الأطفال في اللعب بكرة القدم على العشب الأخضر الجميل بدلاً من البقاء في المنزل، كما قطفت بعض أزهار الربيع الصفراء والحمراء لكي أضعها في كأس من الماء في غرفتي لأني أحب الربيع وطبيعته الرائعة وأتمنى من عائلتي تكرار هذه الرحلات والنزهات».

فرح ولعب الأطفال في الطبيعة

الحاجة "أمنة الخلف" البالغة من العمر /53/ عاماً قالت وهي تجمع النباتات البرية: «أنا أستغل أيام الرحلات والنزهات في فصل الربيع لأجمع بعض النباتات البرية مثل العكوب والرشاد والسناري والقريص حيث تكثر هذه النباتات في محافظة "القنيطرة" ولجمع بعض أزهار الربيع ذات الرائحة الزكية لصنع بعض أنواع الزهورات مثل البابونج، بالإضافة إلى لمة العائلة والأقرباء التي تعطينا أملا وتفاؤلا وسعادة».

المهندس "شامان الحامد" مدير السياحة "بالقنيطرة" تحدث عن السياحة في محافظة "القنيطرة" بالقول: «تحظى محافظة "القنيطرة" بجملة من الميزات تجعلها من أجمل المناطق السياحية حيث تتوافر فيها البيئة النظيفة والآثار المتميزة والطبيعة الخلابة، بالإضافة إلى قرب المحافظة من العاصمة "دمشق" يجعلها متنفساً ومنتجعاً للمواطنين والزوار والمسافة لا تتعدى /60/ كم وهذا ليس عائقاً أمام المقيمين فيها، كما تعد بيئة محافظة "القنيطرة" بكراً بسبب قلة الملوثات من معامل ومصانع ما يكسبها هواء عليلاً، وهناك الطبيعة الجميلة المتدرجة من قمة جبل الشيخ الذي يزيد ارتفاعه على /2800/ م إلى "وادي طعيم" الذي يصل عمقه عن سطح البحر من 300-200 متر تقريباً وهذا التدرج الطبيعي يؤسس لأنماط سياحية متعددة، بالإضافة إلى المواقع الأثرية الدينية التي تزخر بها محافظة "القنيطرة" لتعطي الزائر أو السائح التاريخ الحضاري للمحافظة».

الدكتور "محمد إبراهيم" تحدث عن أهمية الرحلات والنزهات للعائلات والأطفال بالقول: «أن النزهات تزيد من حجم الترابط العائلي وتقوي أواصره، كما للرحلات أجواؤها العائلية المميزة ولا سيما مع هيمنة الطابع العملي على حياة الأسرة والانشغال بأعباء العمل والدراسة، فطبيعة الحياة العصرية وإيقاعاتها المشحونة بجو العمل باتت تحتم الاهتمام بتنظيم تلك الرحلات العائلية، وللتنزه فوائد متعددة للطفل بشكل خاص فمن خلاله يتعلم عدة أشياء فعندما يتأمل الزهور وألوانها يعرف تنسيق الألوان، كذلك فإن الخضرة وتدرج الألوان في الطبيعة تنمي لديه الذوق والتنسيق وتبعث الهدوء إلى نفسه، فالتنزه كفيل بتحسين المزاج وإزالة التوتر بين الزوجين والخروج من الكآبة وأنا أنصح جميع الأزواج والعائلات بالمبادرة إلى هذه الرحلات والتمتع بجمال الطبيعة ودفء الشمس في هذا الفصل».