«موقع "بيت صيدا" الحقيقي موضع جدل، على الرغم من أنه كان معروفاً من قبل الحجاج المسيحيين القدماء. أقام فيها السيد "المسيح" عليه السلام، العديد من المعجزات الكبرى».

القول للسيد "طارق ميرزا" أستاذ التاريخ والآثار، في حديث لموقع eQunaytra (يوم السبت 30/5/2009) مضيفاً: «عثر على العديد من اللقى والمكتشفات الأثرية والمعمارية، التي كانت شاهداً على أصالة الموقع، بالاعتماد على نتائج البحث الأكاديمي العالمي، الذي بحث في وضوح صورة موقع "بيت صيدا" تاريخياً. عرفت "بيت صيدا" قديماً فقد وصفها الخليفة الأموي "هشام بن عبد الملك" بأنها مدينة "بطرس واندراوس" حيث شاهد كنيسة. وقد غاب ذكر المدينة بعد ذلك، أي بعد زلزال عام 749 م، الذي أودى بالمدينة، كغيرها من مدن "الجولان وبلاد الشام" في نفس السنة، أدى ذلك إلى إحداث الكثير من الأضرار والتشوهات بالموقع، إلا أن الاسم ظل متداولاً ومعروفاً من قبل أهل "الجولان".

هناك العديد من الأبحاث التاريخية، التي حاولت قراءة التاريخ للعديد من المواقع الأثرية في "الجولان"، من خلال الاكتشافات ودراسة اللقى الأثرية والمعمارية، التي تم العثور عليها أثناء أعمال البحث والتنقيب، أريد من هذه الأبحاث توجيه نداء وموقف موضوعي، ينتصر فيه الحق العربي التاريخي، على ادعاءات الباطل الصهيوني المزيفة. من هذه الأبحاث، البحث الذي تحدث عن مدينة "بيت صيدا" المدينة المفقودة، ويتطرق فيه الباحث إلى موقع المدينة القديم والحديث، والمحطات التاريخية التي وطئت تلك المنطقة، ثم يعرج إلى قصة الرحلة الطويلة، التي أوضحت صورة المدينة وقدمت حلاً للغز الذي لفها لسنوات طويلة، مستشهداً باللقى الأثرية والمعمارية، التي كانت اكبر شاهد على تاريخ تلك المدينة وعراقتها. وهنا لا بد من التنويه إلى خطورة الأعمال التي تقوم بها ما تسمى "دائرة الآثار" في الكيان الصهيوني، الهادفة إلى إجراء المزيد من أعمال التنقيب والبحث في مواقع متعددة ومهمة، من "الجولان" المحتل، بهدف العثور على المزيد من تلك المدن المهمة، التي شكلت مدناً قي الحقب التاريخية المتعاقبة، التي مرت على تلك الأرض، في محاولة يائسة لإثبات الادعاءات الصهيونية الزائفة حول "الجولان"

لموقع "بيت صيدا" بوابة للمدينة تعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، وهي ما زالت محتفظة بتفاصيلها بينما حائط المدينة الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من متر ونصف المتر، يعود إلى فترة أقدم من هذا التاريخ، وعلى ذلك فإن بناء المدينة تم على عدة مراحل، وفي أكثر من جزء مرتفع يضم الأبنية العامة والتحصينات، وجزء منخفض يضم الحي السكني. كتلة بوابة المدينة، تظهر وجود بابين لكل منهما برجان، باب للمدخل الخارجي وباب آخر للمدخل الداخلي. يفصل بينهما ميدان معبد كبير تظهر الأرض المرصوفة آثار عجلات العربات التي تبدو منتشرة بكثرة، كما عثر على أربع غرف ملأى بالأنقاض، تعود إلى بناء عام للمدينة تتضح فيها أحجار البازلت المجصصة باللون الأبيض.

بعض اثار بيت صيدا

كما عثر أيضا على مقعد منخفض لشيوخ المدينة وحكامها، كما عثر في إحدى الغرف الأربع، على شعير محروق ورؤوس رماح وسهام، إضافة إلى دورق عليه رمز الحياة المصري الإله "غنج". وعلى جانبي الباب الداخلي هناك كوات للأغراض الدينية، وعلى خطوتين منه يوجد حوض ناعم صنع من البازلت، فيه مشعل بخور وكؤوس صغيرة مثقبة بثلاث سيقان قصيرة. وحول الكوة عثر على بقايا قطع بازلت للنصب الذي يمثل "حدد" اله المدينة، حيث أعيد تجميعه من مسافات متباعدة، يمثل ثوراً قوي المظهر بقرونه متزنراً بسيف قصير يشبه الفاما الشركسية، وهو نصب فريد من نوعه في عموم الشرق المتوسط، وقد عثر على نسختين من هذا التمثال، ولكن بحجم اصغر في تل "الأشعري" جنوب غرب "الجولان"، وفي محافظة "السويداء". بالعودة إلى بوابة المدينة، فقد كانت تفضي إلى قصر يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد، لهذا القصر دهليز يؤدي إلى غرفة رئيسية من المحتمل أنها غرفة العرش، إضافة إلى ثماني غرف أخرى تحيط بها، وقد نجا هذا القصر من الهجوم الأشوري وأعيد ترميمه أكثر من مرة يوجد داخل القصر تمثال صغير للإله المصري "بايتكوس" اله الفنانين والحرفيين. التمثال مصنوع بشكل رفيع جداً، يصور قزماً بقلادة مخرزة متقنة، وسكينين أو خنجرين، كما عثر في القصر على نقش فخاري من القرن الثامن قبل الميلاد، لاسم "عقبة" وهو اسم آرامي، إضافة إلى ذلك تم العثور على قطع معدنية عليها صورة والي "الجولان" "فيليب بن هيرود"، ربما نقشت أثناء تغيير اسم المدينة من "بيت صيدا" إلى "جولياس".

يعد الحي الهيلليني من أهم الآثار في المدينة، والذي يعود إلى الفترة الهيللينية 332- 37 قبل الميلاد، ويضم عددا من البيوت الخاصة وفي كل بيت عدد من الغرف، التي تحيط بفناء مبلط، وفي شرق الفناء مكان نموذجي يعتقد أن كان يستخدم كمطبخ، لتحضير الطعام، والى الشمال منه توجد غرفة طعام يعتقد عدد من علماء الآثار أن غرف النوم كانت في الطابق الثاني. تعود ملكية احد هذه البيوت إلى صياد سمك، حيث عثر فيه على أدوات تعبر عن ثقافة متطورة، ارتبطت بصيد الأسماك، مثل الشبكة مع ثقالاتها ومراس وابر صنعت في المكان، كما عثر على مفتاح الصياد محتفظا بشكله العام، رغم أنه مصنوع من معدن الحديد. كما عثر على ختم من الصلصال، يصور شبكة صيد وسفينة فينيقية، ومقدمة سفينة على شكل رأس الحصان، كل هذا يدل على أن "بيت صيدا" كانت اقرب إلى الشاطئ في عهد السيد "المسيح" عليه السلام، وكانت تشتهر بمهنة صيد الأسماك، التي تؤكدها وجود مثل هذه الاكتشافات لأدوات الصيد المتعلقة بصيد الأسماك البحرية».

بوابة المدينة

السيد "عبد الله مرعي" رئيس دائرة آثار "القنيطرة" أشار إلى أهمية موقع مدينة "بيت صيدا" تاريخيا واثريا، مضيفاً: «هناك العديد من الأبحاث التاريخية، التي حاولت قراءة التاريخ للعديد من المواقع الأثرية في "الجولان"، من خلال الاكتشافات ودراسة اللقى الأثرية والمعمارية، التي تم العثور عليها أثناء أعمال البحث والتنقيب، أريد من هذه الأبحاث توجيه نداء وموقف موضوعي، ينتصر فيه الحق العربي التاريخي، على ادعاءات الباطل الصهيوني المزيفة. من هذه الأبحاث، البحث الذي تحدث عن مدينة "بيت صيدا" المدينة المفقودة، ويتطرق فيه الباحث إلى موقع المدينة القديم والحديث، والمحطات التاريخية التي وطئت تلك المنطقة، ثم يعرج إلى قصة الرحلة الطويلة، التي أوضحت صورة المدينة وقدمت حلاً للغز الذي لفها لسنوات طويلة، مستشهداً باللقى الأثرية والمعمارية، التي كانت اكبر شاهد على تاريخ تلك المدينة وعراقتها. وهنا لا بد من التنويه إلى خطورة الأعمال التي تقوم بها ما تسمى "دائرة الآثار" في الكيان الصهيوني، الهادفة إلى إجراء المزيد من أعمال التنقيب والبحث في مواقع متعددة ومهمة، من "الجولان" المحتل، بهدف العثور على المزيد من تلك المدن المهمة، التي شكلت مدناً قي الحقب التاريخية المتعاقبة، التي مرت على تلك الأرض، في محاولة يائسة لإثبات الادعاءات الصهيونية الزائفة حول "الجولان"».

بيت صيدا، كما تخيلها الباحثون