أقدم العدو الصهيوني على تدمير القرى والمدن في "الجولان" السوري ولم تمض ثلاث سنوات على احتلاله حتى شرع بسرقة الكنوز الأثرية في مدن وقرى "الجولان" المحتل في "بانياس" و"الحمة" و"فيق" و"العال" و"رجم فيق" و"خسفين" وغيرها من المواقع والتلال الأثرية.

وذكر السيد "عبد الله مرعي" مدير دائرة الآثار في محافظة "القنيطرة" لموقع eQunaytra «أن العدو الصهيوني كان يستعمل الآلات الثقيلة في جرف معظم المواقع الأثرية معرضاً إياها للتخريب والتلف دون وازع علمي أو ثقافي، كما أقدمت إسرائيل على سرقة الآثار على يدي زعماء العصابة أمثال "دايان" و"يادين" بعد عام 1967م ، وبعد الانتصار الذي حققه جيشنا العربي السوري في حرب عام 1973م شوهد في مدينة "القنيطرة" المحررة أن العدو الصهيوني أقدم على سرقة كل قطعة أثرية ظاهرة على الجدران سواء في المباني القديمة أو في المباني الحديثة، كما سرقت جميع محتويات الأبنية القديمة الخاصة أو العامة حتى أنه أقدم على سرقة جميع القطع الرخامية في هذه الأماكن سواء من المساجد أو الكنائس أو المستشفيات وقام بسرقة حجارة المباني لوضعها في خنادق وحواجز عسكرية بعد تدمير مدينة "القنيطرة" تدميراً شبه تاماً، وسرقة الأعمدة الرخامية وتيجان الأعمدة وأجزاء التماثيل والحجارة المزخرفة ونقلها إلى أماكن غير معروفة حتى الآن».

أنه ما أقدم عليه العدو الصهيوني من إنشاء متحفاً "للجولان" في قرية "قصرين" إلا تضليلاً للعالم حيث أنه لم يضع فيه إلا النذر القليل من آثار "الجولان" المحتل وجميع الآثار والقطع النفيسة سرقت ولم يعرف لها أثر على الإطلاق

وتابع السيد "مرعي" حديثه بالقول: «كما قام العدو الصهيوني بتدمير مدينة "الرفيد" الأثرية ذات المباني التي تعود للعصور النبطية والرومانية والبيزنطية وسرق أراضي الكنيسة البيزنطية الفسيفسائية وقام بتهديم جميع منازلها القديمة والجديدة ولم يبق منها إلا النذر القليل كشاهد عيان على ما قد اقترفته اليد الآثمة بحق التاريخ والآثار وحضارة الشعوب.

السيد "عبد الله مرعي"

بالإضافة إلى تخريب العديد من المواقع الأثرية من حصون وقلاع في مدينة "فيق" و"العال" حيث دمر قلعة "العال" التي يعود تاريخ بنائها إلى عام 1105 – 1106م ودمر الآثار في قرية "كفر حارب" وسرقة محتويات القبور والأبنية الأثرية والتاريخية في "دير قروح" وغيرها الكثير الذي يصعب إحصائه مع واقع الاحتلال ضارباً بعرض الحائط القرارات الدولية التي تحمي الآثار من العبث والتخريب والسرقة».

وذكر السيد "مرعي" «أنه ما أقدم عليه العدو الصهيوني من إنشاء متحفاً "للجولان" في قرية "قصرين" إلا تضليلاً للعالم حيث أنه لم يضع فيه إلا النذر القليل من آثار "الجولان" المحتل وجميع الآثار والقطع النفيسة سرقت ولم يعرف لها أثر على الإطلاق».

جامع الداغستان تعرض للتهديم في مدينة "القنيطرة"

*أما الدكتور "إبراهيم دراجي" الباحث في شؤون "الجولان" والقانون الدولي يقول عن الاعتداءات الإسرائيلية على آثار "الجولان" المحتل: «تتمثل الانتهاكات الإسرائيلية لآثار الجولان في عمليات الاستكشاف والمسح الأركيولوجي وعمليات الحفر والتنقيب ونهب المواقع وسرقة القطع الأثرية الثمينة ونقلها إلى إسرائيل وعمليات التزوير والتخريب التي شاركت فيها جهات رسمية بما فيها الجيش الإسرائيلي وأخرى غير رسمية، وبرغم أن المصادر الإسرائيلية لا تتحدث عن مصير اللقيات الأثرية بشكل واضح ودقيق وتفرض تعتيماً على هذه المسألة الهامة غير أن الكثير من المعلومات تؤكد ضخامة هذه اللقيات وتعترف بأهمية المكتشفات وقيمتها وتكفي بالإشارة إلى وجود متحف في مستوطنة "كاتسرين" بوسط "الجولان" يضم عشرات الآلاف من اللقيات الأثرية، وأن الأبنية والقطع الأثرية الموجودة في "الجولان" منذ آلاف السنين ولا سيما العتبات والأعمدة قد أصيبت بأضرار بالغة نتيجة استخدام الدبابات والقذائف الخارقة للدروع والمواد الناسفة على اختلاف أنواعها في المناورات والتدريبات التي يجريها الجيش الإسرائيلي بشكل دائم في "الجولان"، وحول مناطق واسعة في "الجولان" إلى حقول تدريب ورمي لسلاحي المدرعات والطيران».

  • كتاب المرجع في الجولان- مركز الشرق للدراسات- مجموعة من الباحثين السوريين بإشراف الأستاذ "تيسير خلف"- الصفحة (714).
  • والجدير ذكره بأن الصورة الرئيسية هي أثار قرية "قصرين" المحتلة.