تعتبر "الرمثانية" بمبانيها الأثرية من الآثار الهامة التي تقع فوق تل أثري في أرض بركانية وعرة، وتشتهر أبنيتها القديمة بحجارتها البازلتية التي يعود بناؤها إلى العهد الروماني.

السيد "عبد الله مرعي السيد" مدير دائرة آثار "القنيطرة" قال "لمدونة وطن – eSyria" بتاريخ 11/9/2012: «هي تنحدر نحو الجنوب الغربي شمال وادي "جريب" وغرب تل "فزارة"، ويوجد فيها مباني أثرية من الحجارة البازلتية، والأسقف من الربض مزين بعضها بنقوش أغصان النخيل والأزهار وجميعها تعود للفترة الرومانية البيزنطية وهي مبنية على الطراز الروماني البيزنطي والغساني وفي بعضها كتابات يونانية تعود للفترة نفسها، بالإضافة لساكف حجري عليه رموز وكتابات مسيحية.

في أعالي تل "الرمثانية" هناك موقع مسيحي هو عبارة عن كنيسة صغيرة مع نحت صليب على إحدى القناطر، وإلى جوارها غرفة محفورة في الصخر فيها تجاويف ربما استخدمت للدفن وفي الموقع مبنى كبير ربما كان الأجمل في "الجولان"، أبوابه تحمل أسكفة عليا مزينة بالصلبان المنحوتة وعناقيد العنب وفي داخله قاعة قناطر واسعة ومزدوجة وتظهر على جدرانه المنقوشة كتابات يونانية في وسطها شجرة نخيل وأرنب ونقوش مختلفة. وفي الجزء الشمالي من القرية توجد مبان وجدران مبنية بحجارة كبيرة تحمل كتابات يونانية إحداها على أسكفة جميلة، وهناك كتابة من أحد عشر سطراً نقشت على حجر، بالإضافة إلى أسكفة تحمل نقش صليب معقوف في وسطه صليب آخر

وقد درس المهندس الألماني "شوماخر" عام 1883 خرائب "الرمثانية" الأثرية وكتب عنها: (خربة كبيرة على وسفوح تلة ترتفع على كمية من حجارة منحوتة وغير منحوتة واحدة فوق الأخرى في أكوام كبيرة جداً حتى إنه يستحيل تحديد مخطط لها، ونجد مبنى منعزلاً إلى حد ما في الغرب فيه بروزات دائرية في الشمال ومحاط بجدران أساسات مربعة في الجنوب، ويكتشف المزيد من الحجرات تحت الأرضية على مسافة أقرب من التلة، وهي مسقوفة بكتل بازلتية طولها /6/ أقدام، وتقع أكوام من حجارة البناء بالقرب منها وفوقها، وربما كانت من الحقبة الأقدم، ويرتفع على القمة الشمالية للسلسلة البركانية المتطاولة والمتجهة من الشمال إلى الجنوب مبنى قديم كبير أعيد بناؤه حديثاً، حيث تلتقي حجرة كبيرة مقسمة بأقواس مدببة ارتفاعها /9/ أقدام بغرفة أصغر ممتدة من اتجاه معاكس مقاس الأقواس /27/ بوصة وسماكة الجدران المحيطة /35/ بوصة، وحجارة البناء المستخدمة فيه جميعها منحوتة بعناية وتخبرنا بعض أجزاء مبنى حجري مهدم ومسور يقع عند الرأس بأن البناء أقيم في العصور الإسلامية من خرائب مبان مسيحية ويؤيد هذا الافتراض وجود أقواس مدببة من ناحية وأوصاف الزخارف الموجودة من ناحية أخرى، وأول الزخارف التي تواجه عين القادم من الغرب تشاهد فوق باب تحمل عتبته العلوية ثلاثة صلبان مميزة مع حلي عنب وحرفي م - ن بالعربية).

السيد "عبد الله مرعي السيد"

وأضاف "السيد": «كما تحمل العتبة العلوية للباب إلى الشرق صليبين وبينهما حلية مطموسة، وتقع على الأرض قرب الباب الذي ذكر أولاً عتبة باب علوية من البازلت المزخرف عليها كتابة يونانية، ويرى المرء صليباً كبيراً داخل البناء بالقرب من حجر قوس، وترى حلية مزينة بفسطون (حبال وأشكال تزيينية) على حجر آخر، كما يجد المرء على حجر آخر بعيد موضوع على القمة حلية حجرية حيث توجد شجيرات نخيل وحليات وردية، كما يحمل حجر قوس آخر موضوع في القمة أيضاً، وكتابة يونانية حول شجرة نخيل، بالإضافة إلى ذلك فإن الجدران مغطاة بزخارف فسطونية مطموس بعضها إلى حد ما، وهذا يدل على وجود تطور كبير في الفن أكثر من أي مكان آخر في "الجولان" باستثناء "فيق"، ولا يزال المبنى الحالي أرضيته مرصوفة بالحجارة بازلتية مشذبة. كما توجد بركة من ماء ينبوع هي بركة "الرمثانية" عند قاعدة التلة الشديدة الانحدار إلى الشرق من الخربة، في حين تصب عين الرمثانية الماء الغزير والنقي إلى الغرب من الخربة».

الأستاذ "تيسير خلف" الباحث في آثار وتاريخ "الجولان" يقول: «في أعالي تل "الرمثانية" هناك موقع مسيحي هو عبارة عن كنيسة صغيرة مع نحت صليب على إحدى القناطر، وإلى جوارها غرفة محفورة في الصخر فيها تجاويف ربما استخدمت للدفن وفي الموقع مبنى كبير ربما كان الأجمل في "الجولان"، أبوابه تحمل أسكفة عليا مزينة بالصلبان المنحوتة وعناقيد العنب وفي داخله قاعة قناطر واسعة ومزدوجة وتظهر على جدرانه المنقوشة كتابات يونانية في وسطها شجرة نخيل وأرنب ونقوش مختلفة. وفي الجزء الشمالي من القرية توجد مبان وجدران مبنية بحجارة كبيرة تحمل كتابات يونانية إحداها على أسكفة جميلة، وهناك كتابة من أحد عشر سطراً نقشت على حجر، بالإضافة إلى أسكفة تحمل نقش صليب معقوف في وسطه صليب آخر».

من آثار "الرمثانية"

يشار إلى أن "الرمثانية" تقع جنوب غرب مدينة "القنيطرة" بحوالي /11.5/ كم، وشمال غرب قرية "الخشنية" بحوالي /2.5/ كم عند الأقدام الشمالية لتل الرمثانية الذي يبلغ ارتفاعه نحو / 868/ م، في منطقة منبسطة تنحدر باتجاه الجنوب الغربي نحو وادي "اليعربية"، ويرتفع موقع "الرمثانية" عن سطح البحر نحو /800/ م.

الأستاذ "تيسير خلف"