لُقى أثرية جولانية تم اقتناؤها في "المتحف الوطني" بـ"دمشق"، كإرث حضاري وثقافي وإنساني، يعود عمر بعضها إلى عمر الإنسان الأول، وتُمثّل شواهد على عراقة وحضارة "الجولان" السوري المحتل.

"قاسم المحمد" أمين سر الآثار الكلاسيكية في المتحف، وابن "الجولان" المحتل، في حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الثاني 2018، قال: «قابلية وفرة الحجر، جعلت "الجولان" واحدة من أهم المناطق السورية التي تزود بإنتاج المواد النحتية، وقد خدمت النوعية المحلية من البازلت الرمادي الغامق كمادة زخرفية من أجل أهداف بنائية. وعلى الرغم من الوضع السياسي لـ"الجولان" الذي يقيد البحث في هذا المجال، فإن بعض أعمال المنحوتات وجدت في هذه المنطقة ونشرت، وقد تكمل معرفتنا بالنتاج الفني لعراقة "الجولان" القديم.

كما أن هناك تمثالاً صغيراً لـ"أفروديت" مع صندل، يحمل الرقم المتحفي: 10118/4309، مصدره قرية "خسفين"، أحضر إلى المتحف في آذار عام 1943 من قبل "أنطوان دحداح"، وهو من مزيج نحاسي. كذلك تزخر "خسفين" بلقى أثرية أخرى، كالسراج البرونزي على شكل فيل، ذي الرقم المتحفي 7285/3425، إذ وُجد عام 1936 في قبر من قبل بعثة أثرية سورية برئاسة "محجم الشعلان" من قبيلة "العنزة"، أما الرقم المتحفي 4365، فهو لتمثال صغير لولد عارٍ جالس يحتضن طائراً، وقد أحضر من "خسفين" في عام 1943، وهو من العاج. وفي عام 1925 أهدي المتحف من قبل "زعل دغيم" تمثالاً لرأس شخص على شكل "ديونيسوس"، وهو من البازلت الرمادي الغامق، ويحمل الرقم المتحفي 143/226

ويزخر متحف "دمشق" الوطني بمجموعة من منحوتات جولانية، منها: شاهدتان مدفنيتان من البازلت، معروضتان في حديقة المتحف مصدرهما قرية "مسحرة"، الأولى "شاهدة مدفنية لـ"أريثاتوس" تحمل الرقم المتحفي: 10449. والثانية شاهدة مدفنية لـ"مكسيموس"، وتحمل الرقم المتحفي: 10450، أُحضرت عام 1960».

تمثال صغير لولد عارٍ يرقص

ويضيف: «كما أن هناك تمثالاً صغيراً لـ"أفروديت" مع صندل، يحمل الرقم المتحفي: 10118/4309، مصدره قرية "خسفين"، أحضر إلى المتحف في آذار عام 1943 من قبل "أنطوان دحداح"، وهو من مزيج نحاسي. كذلك تزخر "خسفين" بلقى أثرية أخرى، كالسراج البرونزي على شكل فيل، ذي الرقم المتحفي 7285/3425، إذ وُجد عام 1936 في قبر من قبل بعثة أثرية سورية برئاسة "محجم الشعلان" من قبيلة "العنزة"، أما الرقم المتحفي 4365، فهو لتمثال صغير لولد عارٍ جالس يحتضن طائراً، وقد أحضر من "خسفين" في عام 1943، وهو من العاج. وفي عام 1925 أهدي المتحف من قبل "زعل دغيم" تمثالاً لرأس شخص على شكل "ديونيسوس"، وهو من البازلت الرمادي الغامق، ويحمل الرقم المتحفي 143/226».

ومن "خسفين" إلى "فيق" في "الجولان"، يتابع "المحمد" عرض نفائس الآثار الجولانية بالقول: «لـ"فيق" مكان في متحف "دمشق" الوطني، فقد احتل نحت نافر للذئبة الرومانية، وقناع ومواد دينية الرقم المتحفي: 228/145 في حديقة المتحف، وقد أحضر من قبل مصلحة الآثار السورية عام 1925، وأيضاً هناك تمثال صغير لولد يرقص ويلعب بصنجة، يحمل الرقم المتحفي: 11068/5016، وجد في مقبرة رجم "فيق"، وأحضر من قبل المتحف ما بين عامي 1945-1946 من قبل "جورج دحداح" وهو من مزيج نحاسي، يتبعه تمثال صغير لولد عارٍ يمسك إناء صغيراً، ويحمل الرقم المتحفي: 8928/4082، عُثر عليه في مقبرة "دبوسيا"، وأحضر من قبل المتحف الوطني في آذار 1946، وهو من النحاس. ومن "تل الفرس" أحضر من قبل المتحف في كانون الأول عام 1932 نحت نافر من البازلت لرأس "ميدوزا" ليحمل الرقم المتحفي: 4593/2187. ومن قرية "كفر الماء" هناك قاعدة مذبح، اكتشفت هذه القطعة في باحة منزل في أواخر القرن التاسع عشر، وهي في باحة المتحف ذات الرقم المتحفي 146/229. وهناك تمثال نصفي لإلهة ضمن قرص دائري تحمل الرقم المتحفي: 16967، مصدرها "بانياس"، أحضرت عام 1965، من البرونز، وهي عبارة عن صب أجوف في قطعتين. ومن قرية "الزوية" إناء على هيئة ولد أفريقي يجلس القرفصاء، رقمه المتحفي: 4081/8927، أحضر من قبل المتحف الوطني في عام 1942، وهو من مزيج نحاسي. وتمثال صغير لـ"أفروديت" من طراز بوديكا، ذو الرقم المتحفي: 11074/5022، أحضر من قبل المتحف في آذار 1946 من "أنطوان دحداح"، وهو من مزيج نحاسي سليم، عليه طبقة خضراء باهتة مع بقع رمادية لامعة، التمثال والقاعدة مسكوبتان بالصب الأجوف. وأيضاً جذع من تمثال صغير لـ"فينوس" من طراز ميديسي يحمل الرقم المتحفي: 8926/408، أحضر من قبل المتحف في عام 1942، وهو من مزيج نحاسي، الرأس والذراع اليمنى فيه مفقودان، وهناك طبقة خضراء إلى رمادية غامقة على سطح القطعة، التمثال مسبوك بواسطة الصب الأجوف وذو ارتفاع 28سم، تظهر فيه الآلهة في وضعية وقوف مسترخية محاولة الإمساك بيدها اليسرى قماش الرداء الرقيق المنزلق من خصرها».

تمثال حسناء بانياس

وفي كتاب "وقائع الندوة الدولية لآثار الجولان وتاريخه" للباحث "عز الدين سطاس" عن آثار "الجولان" المنقولة، يقول: «تتميز الآثار بطابع جميل وزخارف كتابية هندسية، ولا سيما العائدة إلى العهود الإسلامية. واشتهر "الإيطوريون" بصناعة الفخار، وهم من الأقوام العربية التي استوطنت في وسط وشمال "الجولان"، وقد نُقلت إلى متحف "دمشق" الوطني، وتتمثل بـ"الزجاجات والفخاريات"، إذ يُعدّ "الجولان" من أغنى المناطق بالروائع الزجاجية والفخارية، ولا سيما التي تعود إلى العصر المملوكي، والتي تتميز بألوانها وزخارفها الجميلة، والمعدنيات التي تضم مجموعة قيمة، منها ميدالية التمثال لنصف الأميرة "بانياس" بالحجم الطبيعي، وهي تحفة أثرية تجسد مدى الرقي في الفن والثقافة لـ"الجولان" في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد، إضافة إلى تمثال ربة الجمال الذي عثر عليه في "خسفين"، وكذلك الحلي الذهبية المكتشفة في "بانياس"، و"العدنانية".

كما عثر على نقود ذهبية وفضية وبرونزية تعود إلى مختلف العصور في العديد من المواقع، منها قطعة ذهبية عثر عليها في موقع "قصرين" في القرن الثاني الميلادي، ولم يتم العثور حتى الآن على مثيلها سوى قطعة واحدة موجودة في المتحف الوطني في "باريس"، كما تم العثور في قمة "الحرمون" على لقى نفيسة، منها ورقة برونزية نادرة وجدت في المعبد الوثني، وهي موجودة في متحف الكيان الصهيوني. وأيضاً تم العثور على جواهر في موقع "خسفين"، حيث وجدت فيه عدة لوحات، مثل: الآلهة "أفروديت"، و"فينوس"، و"كيوبيد"، إضافة إلى ربات البحار.

"قاسم المحمد" أمين سر متحف العصور الكلاسيكية بمتحف دمشق الوطني

وقد عثر على العشرات من المنحوتات الحجرية، منها موقع "كفر نفاخ"، حيث وجد فيه تمثال إنسان يحمل ترساً دائرياً، كما عثر في "قلعة الصبيبة" على مجسم حجري جميل لأسد».