ساهمت بتأسيس مكانة مجتمعية له، وعززت في نفسه الشعور الإنساني نحو الآخر، ولذلك هو حريص بأن يتعلم كل تلاميذه مبادئها النبيلة في تهذيب النفس وتعويد الجسد القوة والاحتمال.

المدرب الخبير برياضة الكاراتيه "وليد ويس" تحدث لمدونة وطن eSyria بتاريخ 13/10/2009 عن سمات رياضة "الكاراتيه" والتأثير الحيوي الذي تحدثه على الجسد، فقال: «إن رياضة "الكاراتيه" (القتال باليد المجردة من السلاح) علم ثمين استخلص من التأمل التجاوزي للمكان وفهم لغة الروح والجسد، إنها فن قتالي عظيم يقوم في جوهره التأملي على استشفاف الجمال من الطبيعة والانسجام الروحي معها، ويرتكز في أسلوبه الحسي على الصبر والجرأة والذكاء، وقهر الغضب الخاطئ أي العمل بحكمة التصرف والحزم عندما يتطلب الأمر، ويقوم في جانبه الحركي على الاتزان النفسي والذهني والجسدي من خلال التركيز على فهم الحركة القتالية والغاية من تنفيذها والعمل على تعلمها وأدائها مع الوقت بتكيف ومرونة عالية».

إذا وجد لاعبون مثل "وليد" في المنتخب فسوف نحصل على المركز الأول عالمياً

زار مدربنا خلال رحلاته خارجاً أكثر من دولة عربية وله في كل منها قول وذكرى، حول ذلك قال: «أول زيارتي كانت في لبنان وهناك عملت مدرباً في مدينة "زحلة" في نادي "النجوم" الرياضي وتقدمت لنيل الشهادات في فنون قتالية مارستها، مثل: "الكونغ فو" و"الكيك بوكسينغ" و"التايكواندو" إضافة إلى تدريب وتحكيم تلك الرياضات، وبقيت هناك /6/ أعوام، الزيارة الثانية كانت إلى مصر حيث خضعت إلى دورات تحكيم في "الكاراتيه"، ومن ثم سافرت في زيارتي الثالثة إلى الأردن وخضعت إلى دورات تحكيم جديدة وهكذا حتى نلت لقب "حكم دولي" وقمت بتحكيم بطولة أقيمت هناك، وتمّ تعديل قانون التحكيم كاملاً واتبعت دورات التعديل التي أحدثت وبعد عودتي إلى سورية نشرت المبادئ الجديدة في التحكيم خلال الدورات التي أقامها الاتحاد الرياضي أثناء بطولات الجمهورية».

كاكاتو

وأضاف: «على مر /20/ عاماً قدمت إلي دعوات عديدة من أجل الخبرة والعمل خارجاً، منها دعوة إلى مدرسة "الشوتوكان" في اليابان من الخبير العالمي "مامورو ميوَّ" عام /1988/، ودعوة إلى إسبانيا من الخبير الإسباني "أوليفا"، ودعوة إلى إيران من أجل اتباع دورات تدريبية في الكاتا والقتال ودعوة أخرى إلى تركيا وبعض دول في الخليج العربي… إلا أن محبتي وولائي لوطني منعاني من الهجرة، وفضلت البقاء لأمنح خبرتي ومعرفتي لأبناء بلدي».

وقال حول واحد من المشاهد التي استأثرت اهتمامه في الدول التي زارها: «تحمل ذاكرتي مشاهد متنوعة رأيتها خلال زياراتي خارجاً، ولعلّ أميزها مدرج الاستاد الرياضي في الأردن الذي يفرد ويطوى بشكل إلكتروني».

المدرب وليد ويس

لا بدّ للرياضي من هوايات أخرى يلجأ إليها بقصد التنويع المعرفي، حول هذا الجانب قال: «أنا من المهتمين بالقراءة والبحث عن المعرفة إلى جانب عملي في التدريب الرياضي وكثيراً ما تشغل اهتمامي الثقافة الرياضية المتنوعة في كل توجهاتها… ولي اهتمام بالغ في الرماية والفروسية، وأقول: الإنسان الحقيقي لا توقفه عثرات صغيرة، والظروف أيّاً كان جبروتها عليه مواجهتها والتضحية لأجل موهبته حتى يعلن زمنه انتصاره، فهذه الحياة إما أن تكون فيها شيئاً أو لا شيئاً، وأينما بلغت فيها موضعاً مرضياً فذلك من صنع إصرارك، وإصراري أوصلني إلى الإنجاز».

واستذكر المدرب "ويس" خلال حديثه عدة شخصيات لها بصمة جميلة في ذاكرته ودور في تطوير هذه الرياضة، حيث قال: «مرت بتاريخي شخصيات عديدة تركت بصمتها في ذاكرتي وخاصة في تطوير ونشر "الكاراتيه" في سورية، وأخص منهم بالذكر: المدرب الدولي المستشار "محمد وليد منصور" صاحب الفضل الأول في تطوير "الكاراتيه" السورية كاستقدامه لخبرات فنية من اليابان إلينا، والمحامي "محمد أمين خردجي" رئيس الاتحاد العربي السوري "للكاراتيه" كذلك المدرب القدير "بشير حوى" وهو من الخبراء المؤسسين لهذه الرياضة».

وفي لمحة عن راهن "الكاراتيه" في سورية، قال: «في السابق وبالتحديد فترة السبعينيات والثمانينيات انطلقت رياضة "الكاراتيه" في سورية بقوة وتميز وبات لها روادها محلياً وعالمياً… وذلك على خلاف التراجع الذي تشهده الآن، ولكن بوسعنا التغيير وإعادتها للمكانة التي حظيت بها سابقاً».

وفيما يتعلق بموقف طريف حدث معه، قال: «حدث ذلك في عرض قدمته في مهرجان ثقافي أقيم في "دمشق"، وهو أن أقدم فقرة تكسير لعدّة بلاطات موضوع بعضها فوق بعض، وأثناء تأدية الفقرة، قال واحد من الحضور باستخفاف: "هذه البلاطات بسكويتاً تضعها فوق بعضها بعضاً لتكسرها" أغضبني قوله فحملت إحداها ورميتها عليه، وقلت له: "تسلى بها حتى أكسر الباقية"، فقال بعد أن أمسكها بصعوبة، "لم أقصد الإساءة، ولكن هذا بلاط حقيقي"».

وفي نهاية الحوار كان للمدرب السوري "بشير حوى" الحاصل على حزام أسود /7/ دان من الاتحاد الدولي، والحكم الدولي "للكاراتيه" من الدرجة الأولى، والمدرب لمنتخب نادي "الجيش" السوري حالياً والمنتخب الوطني رؤية لشخص وأعمال مدربنا، قال فيها: «"وليد ويس" من زملائنا منذ أكثر من /25/ عاماً، وهو من المدربين الأكفاء والقدماء في سورية وله فضل كبير في نشر "الكاراتيه" محلياً، ففي السبعينيات استقدمت كلية الشرطة خبرات يابانية إلى "دمشق"، وكانت تلك المرحلة ولادة حقيقية "للكاراتيه" التي تناقلتها الأندية وساهم المدربون في نشرها وتطويرها».

وأضاف: «إنه من أولائك الذين يشكلون الجيل الثاني فيها، ويكفي أنه خلال تاريخه الرياضي خرّج لاعبات وصلن إلى الاتحاد الوطني من نادي "النضال" الذي يدرب به منذ زمن بعيد وباعتبار هيئة الشرطة هيئة رسمية انتقلن أولئك اللاعبات إليها حتى يحضين بالدعم والرعاية بالشكل الأمثل.

لقد ساهم المدرب "وليد ويس" بنشر "الكاراتيه" للشابات متبعاً طرقاً معرفية نوعية في التدريس توصل إليها عبر اطلاعه وخبرته وتجاربه، وهناك أسماء كثيرة لفتيات تأسسن على يديه وتابعن فيما بعد مع مدربين آخرين… وبتن على درجة عالية من الخبرة والكفاءة. أما الجانب الإنساني، فهو صاحب أخلاق عالية، وحرصه على الطالب من أولويات اهتمامه، وأعتقد أنه متابع في نيل الأحزمة ومحافظاً على أدائه الفني في اللعبة».

يذكر أن المدرب "وليد ويس" من مواليد القنيطرة عام /1963/ الحاصل على الحزام الأسود /6/ دان، بدأ رحلته مع رياضة "الكاراتيه" منذ عام /1977/ في "بيت الأولمبيات الرياضي ـ دمشق" تحت إشراف المدرب القدير "شمس الدين صوفاناتي" والمدرب الراحل "كمال توفيق" ثم انتقل بعد ذلك إلى النادي العربي في مخيم "اليرموك" تحت إشراف المدرب "عماد زين العابدين" ومن ثم انتقل كلاعب ومدرب إلى نادي الطلبة وأندية "دمشق" "المجد" و"النضال".

في العام /1988/ عندما انتقي منتخب سورية بإشراف الخبيرين اليابانيين "مامورو ميوَّ" و"هيرو كازو كانزاوا"، حصل على المركز الأول في "الكاتا" والقتال، وحينها قال له الخبير "ميوّ": «إذا وجد لاعبون مثل "وليد" في المنتخب فسوف نحصل على المركز الأول عالمياً».

وبالنسبة للمناصب التي شغلها… فهو رئيس اللجنة الفنية لرياضة "الكاراتيه" في "دمشق" وأمين سر لجنة حكام سورية، وأمين سر لجنة مدربي سورية بعد أن كان عضواً فيهما، كما أنه رئيس لجنة المسابقات الدولية، وعضو بلجنة تحديد وتقييم الخبرات الفنية في هذه الرياضة، وحالياً يعمل مدرباً في نادي "النضال" الرياضي في "دمشق" إلى جانب عمله الوظيفي في وزارة "الاقتصاد". أما المشاركات… فقد كانت على الصعيد المحلي والدولي وحاز في معظمها المركز الأول.

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2009.