الرسم أجمل الفنون التي تتقنها أنامل الفنانة "ديكارا"، فهو لغة انتمائها، الذي تستوحي من خلاله ما يجول في حسها من جمال وإبداع، ميزة فنها أنك عندما ترى أعمالها الفنية تجذبك بهدوء إلى محيطها من دون أن تشعر، فيمتزج إحساسك الشخصي بحسها الفني، ويسرق منك بصرك من دون أن يعطيك الفرصة للخروج.

سنوات في مسير الفن كانت كافية لتشهد الفنانة "ديكارا" انتقالات فنية ونوعية مؤثرة، مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "شادية الظاهر" المعروفة بـ" ديكارا"، بتاريخ 1 أيار 2018، وعن بداية مسيرتها في غمار الفن التشكيلي، قالت: «موهبتي بدأت عندما كنت صغيرة، فأنا ابنة محافظة "الرقة"، وكان فراتها يوحي لي الفن حتى بدأت أسترق منه جمال تصوير لوحاتي وفني، فقد تأثرت ببيئتي كثيراً.

يغلب على لوحاتي انطباع الواقع، رسمت الأزياء الشعبية لكل المحافظات السورية، كما أن لبيئتي الفراتية مساحة كبيرة في فني؛ إذ إنني استوحيت بعض لوحاتي من طبيعة ورقة نهر "الفرات" وقلعة "جعبر" وسط البحيرة، وبعد أن انتقلت إلى "دمشق"، بدأت التعرف إلى الثقافة الفنية فيها، وكان ملهمي الفنان "ناجي"، الذي كان يصطحبني إلى سوق المهن اليدوية في "التكية السليمانية" لأعيش طقوس الفن وأنقل واقع "دمشق" إلى لوحاتي، حتى رسمت حارات "دمشق القديمة"، كما استخدمت تحليل القصائد الوطنية في لوحات أخرى

درست المرحلة الابتدائية والإعدادية في "الطبقة" التابعة لمحافظة "الرقة"، وفي هذه المرحلة كانت معلمتي "ضحى أعرابي" تشرف على متابعتي للرسم، حتى أقمت أول معرض لي في مدينة "الطبقة" في الأعوام 2004-2005-2006 على التوالي، ثم انتقلت إلى التدريب تحت إشراف الفنان "مصطفى صافي" في المركز الثقافي بـ"الطبقة"، حتى دخلت كلية الفنون الجميلة وانتقلت للعيش في "دمشق".

الفنانة "ديكارا" والأستاذ "عبد الناصر الحمد" في معرض التراث 2018

وفي المرحلة الجامعية كان يرعى فني الفنان "ناجي عبيد" لمدة استمرت ست سنوات».

عن حالتها الفنية "ديكارا"، تقول: «يغلب على لوحاتي انطباع الواقع، رسمت الأزياء الشعبية لكل المحافظات السورية، كما أن لبيئتي الفراتية مساحة كبيرة في فني؛ إذ إنني استوحيت بعض لوحاتي من طبيعة ورقة نهر "الفرات" وقلعة "جعبر" وسط البحيرة، وبعد أن انتقلت إلى "دمشق"، بدأت التعرف إلى الثقافة الفنية فيها، وكان ملهمي الفنان "ناجي"، الذي كان يصطحبني إلى سوق المهن اليدوية في "التكية السليمانية" لأعيش طقوس الفن وأنقل واقع "دمشق" إلى لوحاتي، حتى رسمت حارات "دمشق القديمة"، كما استخدمت تحليل القصائد الوطنية في لوحات أخرى».

إحدى لوحاتها

وعن المعارض التي شاركت فيها، قالت: «شاركت في العديد من المعارض، وكان يتم اختياري للمشاركة من قبل الفنانين الذين تعلمت الرسم تحت إشرافهم، وكانت أول مشاركة لي في المرحلة الجامعية بمعرض "يوم السياحة العالمي" في "دمشق" عام 2009، ومعرض التراث الشعبي عام 2010 في "خان أسعد باشا"، الذي حصلت فيه على شهادة تقدير، ومعرض "المبادرة الثقافية الوطنية" عام 2016، إذ تم تكريمي فيه أيضاً، ومعرض "أيادي سورية مبدعة" عام 2017، كما شاركت في فعاليات ومهرجانات وزارة الثقافة والسياحة والبيئة، ومعارض خارجية في "الجزائر"، وحالياً أحضّر لمعارض في "لبنان" و"دمشق" استوحيت أعمالي فيها من المدرسة الانطباعية والكلاسيكية والتجريدية. ومن مبدأ لا نجاح من دون جهد، فقد نلت العديد من الشهادات والتكريمات، منها شهادة تقدير في رسم تنزيل المينا على الزجاج من "اليونسكو"، وشهادة دبلوم إدارة الموارد البشرية ضمن العلاقات العامة في مجال الفن».

الفنان "مصطفى صافي" مدرب الفنانة في المرحلتين الإعدادية والثانوية، قال عنها: «"شادية" أو "ديكارا" كما أرادت أن تُسمى أو تُنادى، كانت تدخل المرسم والسواد يوشح قدرها بعباءة البداوة المتصلبة، وعندما كانت تبدأ رسم خطوطها على الورق المعد للتدريب كان كل شيء ينساب بسخاء كـ"الفرات" يجري جارفاً كل الذنوب، "ديكارا" إحدى طالباتي المميزات المتدربات في مركز الفنون التشكيلية في "الطبقة"، كان ذلك قبل أن تبدأ مرحلتها الجامعية في كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق"، يميزها ميلانها إلى الفطرية الرومانسية في الرسم، حالمة بلا حدود، وعلى الرغم من محيطها الاجتماعي الذكوري، إلا أنها استطاعت خلال مدة وجيزة أن تحقق ما تتمناه».

خلال تكريم الفنانة

الكاتب "عبد الناصر الحمد" أحد مشجعي الفنانة "ديكارا"، قال: «هي من الفنانات المميزات، أثرت فيها بيئتها كثيراً، حتى إنها استقت من هذه البيئة الفراتية ألوانها من زرقة سماء "الفرات" وخضرته والألوان الرمادية التي تشبه الأرض والتراب والبيوت، ومع ذلك لم تتقيد فيه فقط، وإنما انشغلت أيضاً بالبيئة الشامية من رسم للحارات والبيوت القديمة والمفردات الأخرى، أكاد أقول إن لوحاتها لها خصوصيتها؛ إذ يستطيع الناظر إلى لوحاتها أن يميزها من بين لوحات الفنانين إذا كان هناك معرض مشترك؛ وذلك لخصوصية الرسم، فهي تتعامل مع الألوان بطريقة خاصة تختلف عن طريقة الآخرين، ولها طريقة احتفالية بإخراج اللوحة، تضع فيها مفردات كثيرة، وتتعامل مع الألوان بشفافية ورومانسية، حتى اللوحات التي تبدو كلاسيكية تتصرف "ديكارا" بطريقتها الخاصة لتظهر للناس أنها لوحات خاصة بها، تحمل بصمتها، ولا تتشابه أبداً مع رسومات الآخرين؛ وهذا أكثر ما يميزها ويميز فنها».

الجدير بالذكر، أن الفنانة "ديكارا الظاهر" من مواليد مدينة "الثورة" أو "الطبقة" في محافظة "الرقة"، عام 1989.