تعدّ الفن عشقاً يتجسد في كيانها، ويحقق لها حالة من الفرح، لأنه يجمعها في عالم خاص مع ريشتها ومرسمها وألوانها، حيث وجدت خلال مسيرتها الفنية تشجيعاً من الأهل؛ وهو ما أسهم في صقل موهبتها التي برزت مبكراً بوضوح.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 أيار 2019، تواصلت مع الفنانة التشكيلية "نورا الخليل" لتتحدث عن سيرتها الشخصية والفنية، حيث تقول: «أنهيت المراحل التعليمية الثلاث في مدارس منطقة "عين عيسى" في ريف "الرقة" الشمالي، وفي عام 2006 انتسبت إلى معهد إعداد المدرّسين، واخترت قسم الرسم، محبة لهذا الفن الذي ظهرت ميولي نحوه بالفطرة منذ المرحلة الإعدادية. وبدأت الرسم من خلال المشاركة في الكثير من الأنشطة والمعارض المدرسية، وتطور اهتمامي بهذا الفن مع دخولي المعهد، حيث عايشت مرحلة جديدة من مسيرتي الفنية تكللت بالدعم والاهتمام من قبل المدرسين في المعهد، ومنهم: "علاء الأحمد"، و"محمد الرفيع"، وبعد تخرجي شاركت في مسابقة اختيار مدرسين لمادة الرسم، ونجحت عام 2009.

لوحاتها معبرة، وآخر لوحاتها كانت تعبر عن جسر "الرقة" الذي يبعث الأمل، عندها رؤية مستقبلية، ولوحتها تندمج مع الصباح أو المساء مع الشفق، ورسمت لوحات معبرة عن الألم، وعلى الرغم من إقامتها خارج "الرقة"؛ إلا أنها لم تنسَ مسقط رأسها، وعبرت بلوحاتها عن ذلك، حيث شاركت في عدة معارض في المركز الثقافي بـ"حماة"، ويمكن القول إنها فنانة طموحة، لكن الظروف المحيطة لا تساعدها، حيث عبرت في لوحاتها عن الجمال البشري، وجمال الطبيعة، والألم والمعاناة، ولديها أمل وتفاؤل ونشاط، وعلى الرغم من التزاماتها العائلية وظروف الحياة، إلا أنها لم تتخلَّ عن ريشتها، وكانت أناملها دائماً ترسم أجمل اللوحات

في تلك المرحلة انتسبت إلى جمعية "ماري" للفنون التشكيلية التي كانت تهتم بنشاط جميع الفنانين في المحافظة، حيث شاركت بالعديد من اللوحات الزيتية والمائية والرصاص في المعارض التي جرت في محافظات "دير الزور"، و"الحسكة"، و"القامشلي"، و"دمشق"، واستمريت في المشاركة في كافة المعارض حتى عام 2012، حيث توقفت عن الرسم طوال فترة الأزمة التي استمرت لمدة خمس سنوات، وفقدت فيها جميع اللوحات التي رسمتها نتيجة الدمار والخراب الذي عمّ مدينة "الرقة"، وتمكنت من إنقاذ لوحتين فقط».

جسر الرقة المهدم

وتتابع حديثها بالقول: «عاودت نشاطي بعد انتقالي إلى محافظة "حماة" واستقراري فيها، حيث شاركت بأكثر من معرض بعدة لوحات؛ أهمها كانت لوحة تمثل جسر "الرقة" العتيق الذي تم تهديمه خلال الحرب، ولوحة تمثل شمس الأمل التي ننتظر شروقها على رقتي الحبيبة، ولوحة أخرى تمثل عائلة نازحة تجلس على قارعة الطريق وسط خجل الأب من التصوير ولجوء أولاده ونومهم في حضنه الهزيل، وهي بألوان زيتية خريفية باهتة تعبر عن مدى الحزن والأسى الطاغي على طبيعة الحال، وكذلك لوحة الحصان العربي الأصيل، ولوحة لطبيعة صامتة كانت بألوان زيتية؛ لكن بروح مائية بحتة.

رسمت كل لوحاتي وفق ميولي إلى الفن الواقعي الذي أنتهجه في أسلوبي بالرسم؛ لكونه يتناسب مع معظم طبقات المجتمع، وكانت معظم لوحاتي بالألوان الزيتية، وعندي أيضاً لوحات بالرصاص والألوان المائية».

من أعمالها

الفنان التشكيلي "محمد الرفيع" عنها يقول: «نستبشر كل يوم بولادة فنية تشرق في حياتنا، وتنمو هذه الولادات لتصبح شاهداً على الجمال والإبداع في المشهد التشكيلي لـ"الرقة"، والفنانة "نورا الخليل" موهبة فنية تستحق الوقوف عندها مذ كانت طالبة متميزة في المعهد، وكانت حينئذٍ تشق طريقها بكل جد وإصرار لكي تأخذ دورها، وها هي تؤكد خصوصيتها بعد تجربة سنوات عديدة أغنتها في البحث والمتابعة حتى غدت بصماتها تضيء على سطح اللوحة. تحاكي الطبيعة بكل أشكالها، وتترك منمنماتها الفراتية على مسامات القماش، وتحكي قصة انتمائها إلى بيئتها ومجتمعها وتشبثها بقصة الإنسان ومعاناته، ورصد مكامن الحزن والفرح والأمل وويلات الحرب، والنهوض كالعنقاء من تحت الرماد.

ولم تنقطع عن ريشتها الذهبية وعائلة ألوانها على الرغم من كل الظروف الصعبة التي عانى منها الجميع، وديدن الفن الصادق الأصيل الذي ينبع من شغاف الروح يصل إلى عمق القلوب والعيون، وها نحن نقف أمام عالم لوني يكشف عن خبرة ومعرفة عميقة في الخط والتشريح واللون والتكوين معتمدة على المذهب الواقعي أسلوباً في الرسم، وتستمد مواضيع لوحاتها من صلب حياتنا اليومية، وترصد كل ما يعتمل في داخلنا برؤية جمالية منفردة اتضحت من خلال الإعجاب الذي تركته في عيون الذين يمتلكون الذائقة البصرية والوسط الفني خلال مشاركتها بالعديد من المعارض الرسمية، ومع كل لوحة جديدة تحمل توقيع هذه الفنانة المبدعة ينبثق ضوء جديد يبث في مشاعرنا الجمال بكل تفاصيله».

الفنان محمد الرفيع

"إلهام العيسى" مدرّسة مادة الرسم في إحدى مدارس محافظة "حماة"، قالت عنها: «لوحاتها معبرة، وآخر لوحاتها كانت تعبر عن جسر "الرقة" الذي يبعث الأمل، عندها رؤية مستقبلية، ولوحتها تندمج مع الصباح أو المساء مع الشفق، ورسمت لوحات معبرة عن الألم، وعلى الرغم من إقامتها خارج "الرقة"؛ إلا أنها لم تنسَ مسقط رأسها، وعبرت بلوحاتها عن ذلك، حيث شاركت في عدة معارض في المركز الثقافي بـ"حماة"، ويمكن القول إنها فنانة طموحة، لكن الظروف المحيطة لا تساعدها، حيث عبرت في لوحاتها عن الجمال البشري، وجمال الطبيعة، والألم والمعاناة، ولديها أمل وتفاؤل ونشاط، وعلى الرغم من التزاماتها العائلية وظروف الحياة، إلا أنها لم تتخلَّ عن ريشتها، وكانت أناملها دائماً ترسم أجمل اللوحات».

يذكر، أن الفنانة التشكيلية "نورا الخليل" من مواليد "الرقة" منطقة "عين عيسى"، عام 1987.