كان يمتلك الكثير من الصفات التي تؤهله لتولي مواقع قيادية ونضالية، إلا أنه برع في المجال الإعلامي، وكان صاحب قلم جريء وشجاع وظّفه لخدمة ونقل معاناة أبناء محافظة "الرقة"، التي كان يعشقها، وكتب آخر كلماته من أجل حياة أهلها.

مدونة وطن "eSyria"، تواصلت بتاريخ 21 تشرين الأول 2018، مع صديقه وزميله "محمد أحمد البيطار"، الذي حدثنا عنه بالقول: «أذكره جيداً في المرحلة الثانوية التي جمعتنا، حيث كان يستقبل جميع الأصدقاء بضحكته الخجولة والواضحة بصوته الرخيم وقسماته الطيبة، ولا أنسى صورته المحفوظة في ذاكرتي وهو يختال ببزته العسكرية (بدلة الفتوة) عندما اختير عريفاً للصف في تلك المدة، وهذه الرتبة كان يطمح إليها الكثيرون من زملائه، وربما حبه ودوافعه ودواخله المحبة لعنصري القيادة والمسؤولية تتيح له مجالاً ليأخذ مكاناً في مواقع القيادة، إضافة إلى ذلك كان في مرحلة شبابه مهذباً جداً، وشريف اليد واللسان، ويتميز بالحماسة والاندفاع باتجاه المكان المناسب لخطابه، كما كان بحاجة إلى منبر لكي يجد فرصة مناسبة لمنح البسطاء قدر ما يستطيع من عطاء.

كان خالي "سعيد" دمث الخلق سريع الغضب، لكنه يهدأ بسرعة، كنا نلتقي أثناء المناسبات والأعياد فقط نتيجة إقامته الدائمة في "دمشق" لارتباطه بعمله، وكنا نلتفّ حوله ونشعر بهيبته، وعندما تنتابنا بعض حالات الضحك كان ينظر إلينا باستنكار، وينصحنا بأن ذلك لا يجوز في حضرة من هم أكبر منّا. وعلى الرغم من جدّيته وتعابير وجهه التي توحي بذلك، كان مرحاً، وبمجرد وصوله إلى"الرقة" كان بيت جديّ يجمع الكثيرين من المعارف والأصدقاء الذين يتوافدون لزيارته والسلام والاطمئنان عليه، وبعضهم كان يطلب مساعدته لدى الجهات المعنية في العاصمة، وكان دائماً يلبي طلباتهم ولا يردّ أحداً، كما كان حريصاً على استمرار صلة الرحم مع جميع أقاربه ويقوم بزيارتهم باستمرار. برحيله المفاجئ شعرنا بصدمة ومرارة كبيرة، حيث كان سنداً لكافة أفراد أسرته

وفي عمله وموقعه الصحفي كان متميزاً وصاحب رسالة إنسانية، حيث وظّف قلمه الشفاف والنقي لخدمة الناس، وساهم في نقل هموهم ومعاناتهم، وطالب بالاستجابة لمطالبهم الحيوية التي تهمّ معظم الشرائح الاجتماعية، وكنا نتابع كتاباته الجريئة التي كان يصوغها بقالب جميل ومتأصل وأسلوب رشيق ومقنع، وبصورة خاصة زاويته الأسبوعية نافذة للمحرر في صحيفة "تشرين" التي تصدر صباح الثلاثاء من كل أسبوع، وقد نجح من خلال كتاباته المستمرة بتنفيذ المطلب الملح الذي سعى كثيراً إلى تحقيقه لما له من أهمية في حياة الوطن والمواطن المتعلق بتسوية طريق (حلب - الرقة) الدولي، وجعله مسارين أسوة بالطرق الدولية في سائر المحافظات؛ لأهميته الخدمية والاقتصادية».

إسماعيل الطه

الإعلامي الدكتور "إسماعيل الطه"، عنه يقول: «تعرّفت إليه في بداية التسعينات، حيث جمعتنا زمالة صحفية في صحيفة "تشرين" عندما كنت مراسلاً لها في "الحسكة"، وكان هو مراسلها في "الرقة"، وقد كنا نلتقي شهرياً خلال الاجتماعات الدورية، حيث توطدت المعرفة والصداقة بيننا نتيجة اللقاءات المستمرة، وكان هو كخلية نحل يتنقل من مكتب إلى آخر ضمن مقر الصحيفة، وكان يترك في المكان الذي يغادره قصصاً ذات نكهة وأثراً طيباً، ودائماً تجده يتحدث وينقل هموم "الرقة" ومعاناتها، وكانت تنصب معظم طروحاته حول حاجة محافظته إلى الطرق التي تتوفر فيها المواصفات المطلوبة وضرورة إنجازها للحدّ من حوادث السير المستمرة، فيما كانت اهتمامات باقي زملائنا في الصحيفة تتناول مواضيع متنوعة في مختلف المجالات الأخرى، ويمكن القول: بغيابه ورحيله المفاجئ إثر الحادث الأليم على الطريق الذي كان يطالب بتوسيعه باستمرار، خسرنا قامة إنسانية وإعلامية متميزة؛ من خلال تواضعه والمحبة والوطنية التي تمتاز بنقد سلبيات الجهات الوصائية بكثير من المحبة والغيرة والشفافية».

"وسيم سمير حوران" ابن شقيقته، عنه يقول: «كان خالي "سعيد" دمث الخلق سريع الغضب، لكنه يهدأ بسرعة، كنا نلتقي أثناء المناسبات والأعياد فقط نتيجة إقامته الدائمة في "دمشق" لارتباطه بعمله، وكنا نلتفّ حوله ونشعر بهيبته، وعندما تنتابنا بعض حالات الضحك كان ينظر إلينا باستنكار، وينصحنا بأن ذلك لا يجوز في حضرة من هم أكبر منّا.

وعلى الرغم من جدّيته وتعابير وجهه التي توحي بذلك، كان مرحاً، وبمجرد وصوله إلى"الرقة" كان بيت جديّ يجمع الكثيرين من المعارف والأصدقاء الذين يتوافدون لزيارته والسلام والاطمئنان عليه، وبعضهم كان يطلب مساعدته لدى الجهات المعنية في العاصمة، وكان دائماً يلبي طلباتهم ولا يردّ أحداً، كما كان حريصاً على استمرار صلة الرحم مع جميع أقاربه ويقوم بزيارتهم باستمرار.

برحيله المفاجئ شعرنا بصدمة ومرارة كبيرة، حيث كان سنداً لكافة أفراد أسرته».

يذكر أن الصحفي "سعيد مطر" من مواليد "الرقة" عام 1957، توفى عام 2003، إثر حادث أليم على طريق (حلب - الرقة) الدولي.