عرف بنشاطه وحيويته في مختلف المجالات التي عمل بها، وبرع في الرياضة؛ وكان بطلاً متميزاً في الجمباز، وفي المغترب برز كناشط في العمل الخيري والإنساني، وقدم خدمات كبيرة لأبناء بلده.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 آذار 2019، تواصلت مع المغترب "منديل العلي"، ليتحدث عن سيرة حياته، حيث يقول: «نشأت ضمن أسرة ريفية بسيطة، ودرست المرحلة الابتدائية في مدرسة "أسماء ذات النطاقين"، وأكملت المرحلة الإعدادية في مدرسة "عمر بن الخطاب"، وأنهيت المرحلة الثانوية في مدرسة الشهيدة "حميدة الطاهر"؛ وكان ذلك عام 1988. تابعت دراستي في المعهد الرياضي في "حلب"، وبعد تخرّجي عملت مدرّساً لمادة التربية الرياضية في عدد من مدارس "الرقة".

لعب "منديل العلي" من خلال تأسيسه موقع "الأوضة ديوان الرقة" دوراً كبيراً في ربط أبناء البلد بالمغترب، حيث نجح بأن تكون (الأوضة) ملتقى اجتماعياً ومنتدى ثقافياً وندوة للمشورة، وتترجم مهامها ووظيفتها في مجتمعنا الذي يتشابه مع عادات وتقاليد العديد من مدن الوطن، لذلك توسع طيف متابعيها ليشمل ساحة الوطن بأكمله، ويميزها التنوع اللطيف في مواضيعها وترجمتها إلى واقع، وخاصة في الجانب الإنساني؛ فيتم عبرها تقديم الكثير من المساعدات المادية والعينية والطبية، حيث كانت تعرض الحالات، ويقوم أهل الخير بالمساعدة. وفي الجانب الثقافي أصبحت منتدى ثقافياً من خلال استضافة الشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي، إضافة إلى اهتمامها بالجانب الفني والتراث الشعبي، وقد نجح بأسلوبه الجميل والمحبب في ارتقاء مواضيعها وكثرة متابعيها ومساهميها

مارست الرياضة منذ صغري، واخترت رياضة الجمباز التي برعت فيها، وحققت مراكز متقدمة على مستوى المحافظة، وكنت أشارك في كافة البطولات المركزية ضمن فريق المحافظة، وعلى مدار سنوات عديدة حققت خلالها عدة مراكز متقدمة؛ على أكثر من جهاز. وقد تابعت عملي في هذه اللعبة بعد أن شاركت بعدة دورات تدريبية، وأصبحت مدرّباً مؤهلاً لتدريب منتخبات المحافظة بمختلف الفئات، وحصلت على شهادة التحكيم في هذه اللعبة، وكنت أشارك في تحكيم بطولات الجمهورية. كما تم تكليفي عضواً في اللجنة الفنية المسؤولة عن اللعبة في محافظة "الرقة". وشاركت في مسرح الأطفال ضمن نشاطات منظمة طلائع البعث، حيث كنت مشرفاً على فرقة فنية كانت تقدم عروضاً فنية في المهرجانات القطرية السنوية ودورات التأهيل التربوي».

من الفعاليات الفنية

وعن سفره إلى "روسيا" والأنشطة التي كان يقوم بها، يقول: «كان ذلك عام 1998 بقصد متابعة الدراسة والتحصيل العلمي، وخلال وجودي هناك دفعتني الظروف إلى تأجيل الدراسة والدخول في أعمال التجارة الحرّة، وبعد الأحداث التي ألمّت بمحافظتي "الرقة"، وتوزع أهلها في مختلف أرجاء العالم، ولدت لدي فكرة إنشاء محور جديد من الأمل والصمود والتعاون الجماعي بين مختلف مكونات المجتمع الرقّي، وبدأت بفكرة بسيطة مع مجموعة من الأصدقاء بتأسيس موقع أطلقنا عليه اسم: "الأوضة ديوان الرقة"، وقد اخترت هذا الاسم لأنّه حتى اللحظة، ومنذ قرن ونصف تعدّ هذه (الأوضة)، محفل التجمع الأهلي الرقّي الذي تبتّ فيه الأمور المصيرية، وتناقش فيه المناسبات الاجتماعيّة، وكان الهدف من ذلك تضميد الجراح ولمّ الشتات الفكري والمعنوي، ومن أهدافها التمسك بالهويّة الفراتية تراثاً وعادات وتقاليد، وإعادة الاعتبار إلى المكانة الكبيرة لـ"الرقة" على خريطة الحضارات التي تعاقبت على أرضها، ولنؤكد أننا ما زلنا نمثّل الصرخة المدويّة في آفاق هذا العالم المتوحش الذي حطّم كلّ ما هو جميل. ولدينا همّ كبير وتفكير بالأجيال التي ولد بعضها في المخيمات، وآخرون في مخيمات اللجوء، حيث تطرح في "الأوضة ديوان الرقّة" الهموم اليومية والمصاعب الحياتيّة. وبعد مدة من افتتاح الموقع أصبح توجهي الشخصي نحو تحويل هذا الموقع إلى مؤسسة قائمة بحد ذاتها؛ آخذين بعين الاعتبار أن مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد كما يصفها بعضهم بأنّها افتراضية، بل هي الآن أكبر محرّك للنشاط الانساني على مختلف المستويات، ولها تأثير مباشر وفعال أكثر بكثير من المسارات الأخرى بالنسبة للأهداف المرجوة لهذا المشروع. وبدأت بواكير إنجازاته تظهر بقوّة بعد ثلاثة أشهر من انطلاق المشروع، خاصة أنّ مجموعة من الشعراء والمثقفين "الرقّيين" والأدباء والفنانين والشخصيات ذات الاعتبار الاجتماعي العشائري والعائلي، انخرطت من دون تردد في هذا المسار بكل طاقتها».

وتابع: «وضعنا خطة وباشرنا العمل بها، وهي الاستفادة من ميزة البث المباشر على موقع "الفيسبوك"، حيث نستضيف من كل أصقاع العالم أشخاصاً يتحدثون عن أمور اجتماعية ومحوريّة في الحياة خصوصاً في مناطق اللجوء والاغتراب، وأستطيع أن أقول إن فقرة البث المباشر مرئيّة ومتابعة كانت على نطاق واسع جداً، وقد شكّلت جسراً حقيقيّاً للعبور والتواصل، واستفدنا من هذه الميزة في تقديم أسماء من الفنانين وأصحاب المواهب والأصوات المميزة، لإضفاء جوّ من التراث والأصالة من فلكلور وفنون مناطق وادي الفرات، والحقيقة من وراء هذا التعب كان هناك جنود مجهولون، وهم كادر الإشراف والادارة المتفانون في عملهم، ولا يدفعهم سوى الحب والوفاء، متابعة وسهر

"منديل" في موسكو

وقلق وتنظيم، ويصعب حصرهم بالذكر، حيث توالت على هذا الإشراف أسماء كثيرة أسهمت وبذلت جهداً كبيراً في سبيل الهدف الذي لم يتحقق بعد، ويمكن القول إن "الأوضة ديوان الرقّة" فتحت بابها بالمساهمة مباشرة على أرض الواقع ضمن إمكانات ماديّة لاتزال محدودة، ونطمع بالأكثر والمزيد».

وعن مساهماته الأخرى مع المغتربين، أضاف: «كان لي مساهمات و متابعة لشؤون بعضنا كعرب سوريين، عبر التواصل المستمر ومحاولة تذليل الصعاب، خصوصاً الجانب الاجتماعي والصدمة التي تحدث لدى المغتربين الجدد، حسب خبرتنا في تلك البلاد، وكنت أحاول الحث على التأقلم مع التمسك بالهويّة العربيّة السوريّة عموماً وعاداتنا وتقاليدنا، وكنت مع أصدقائنا من السوريين والأجانب نهتم بتسيير شؤون الزواج والاستقرار للشباب المغتربين السوريين، وقد لاقت هذه البادرة صدى كبيراً، وفي الواقع إنّ أهل "الرقّة" في المغترب بذلوا جهداً واضحاً في مساندة أهلنا في الداخل، وكان لموقع (الأوضة) دور كبير في أن يكون جسراً للتواصل وتأدية الواجب، فالدمار والكارثة التي ألحقتها بنا "أميركا" ومن تحالف معها خلّفت أطفالاً معوقين وفاقدين للأطراف، وعائلات لا تجد لقمة الخبز، وكنّا نوجه النداء لأهلنا في المغترب، ووجدنا تجاوباً سريعاً في تقديم المساعدة؛ حيث كنا نقوم بإيصالها إلى مستحقيها عبر أعضاء في (الأوضة) ممن يعيشون في الداخل، وكانت تمثّل حالة تكافل اجتماعي كبيرة».

الشاعر "نجم الدرويش" عنه يقول: «لعب "منديل العلي" من خلال تأسيسه موقع "الأوضة ديوان الرقة" دوراً كبيراً في ربط أبناء البلد بالمغترب، حيث نجح بأن تكون (الأوضة) ملتقى اجتماعياً ومنتدى ثقافياً وندوة للمشورة، وتترجم مهامها ووظيفتها في مجتمعنا الذي يتشابه مع عادات وتقاليد العديد من مدن الوطن، لذلك توسع طيف متابعيها ليشمل ساحة الوطن بأكمله، ويميزها التنوع اللطيف في مواضيعها وترجمتها إلى واقع، وخاصة في الجانب الإنساني؛ فيتم عبرها تقديم الكثير من المساعدات المادية والعينية والطبية، حيث كانت تعرض الحالات، ويقوم أهل الخير بالمساعدة. وفي الجانب الثقافي أصبحت منتدى ثقافياً من خلال استضافة الشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي، إضافة إلى اهتمامها بالجانب الفني والتراث الشعبي، وقد نجح بأسلوبه الجميل والمحبب في ارتقاء مواضيعها وكثرة متابعيها ومساهميها».

يذكر، أن المغترب "منديل العلي" من مواليد مدينة "الرقة" عام 1969، ويقيم حالياً في "موسكو".